التحالف يستهدف القاعدة البحرية بالحديدة مرتين خلال أسبوع لوجود أسلحة للحوثيين فيها

المقاومة تلقي القبض على خلية تجسس غرب مأرب

التحالف يستهدف القاعدة البحرية بالحديدة مرتين خلال أسبوع لوجود أسلحة للحوثيين فيها
TT

التحالف يستهدف القاعدة البحرية بالحديدة مرتين خلال أسبوع لوجود أسلحة للحوثيين فيها

التحالف يستهدف القاعدة البحرية بالحديدة مرتين خلال أسبوع لوجود أسلحة للحوثيين فيها

للمرة الثانية خلال أسبوع، استهدف طيران التحالف العربي بقيادة السعودية القاعدة البحرية في محافظة الحديدة غرب اليمن.
وشن التحالف، مساء أول من أمس، سلسلة من الغارات ضد المقار العسكرية الخاصة بجماعة الحوثي المسلحة والموالين لها من جماعة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في محافظة الحديدة. وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن «طيران التحالف استهدف القاعدة البحرية ومبنى الاستخبارات العسكرية، كما شن غارات على مقرات جماعة الحوثي المسلحة بالحديدة باتجاه الخط الساحلي».
وأكّد المصدر أن «طيران التحالف استهدف مخازن خاصة لوزارة الزراعة بشارع الميناء يسيطر عليها المسلحون الحوثيون، يعتقد أنها كانت تستخدم كمخازن للأسلحة، كما استهداف منطقتي الفازة بمديرية زبيد والمتينة بمديرية التحيا الساحليتين بمحافظة الحديدة التي تحتضن تجمعات للمسلحين الحوثيين».
واستهدفت طائرات التحالف القاعدة البحرية، وهي تعتبر أكبر ميناء عسكري في مدينة الحديدة، للمرة الثانية خلال أسبوع، وشنت عليها أكثر من 15 غارة. وتشير المعلومات إلى أن القاعدة استقبلت ولا تزال تستقبل أسلحة ومسلحين حوثيين، وأن الضربات كانت قوية. ويذكر أن هذه القاعدة البحرية كانت تخضع لسيطرة جماعة الحوثي منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وفي السياق نفسه، تستمر المقاومة الشعبية التهامية في شن عملياتها النوعية ضد المسلحين الحوثيين وتنفيذ هجماتها عليهم، في حين سقط العشرات منها بين قتيل وجريح؛ الأمر الذي جعل جماعة الحوثي المسلحة تنشر مسلحيها بكثافة في مداخل ومخارج المحافظة وجميع أحياء المدينة.
وفرقت جماعة الحوثي المسلحة، أمس، وقفة احتجاجية كانت أمام مبنى المحافظة للمطالبة بالإفراج عن جميع المختطفين لدى ميليشيا الحوثي، والمطالبة بأبسط الحقوق من الخدمات الأساسية كالكهرباء والصحة والنظافة. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن «المسلحين الحوثيين فرقوا تجمعا عند بوابة المحافظة ومنعوا أي تجمعات، وذلك عندما اجتمع أهالي المختطفين أمام مبنى المحافظة للمطالبة بالإفراج عن أفراد أسرهم المعتقلين لدى المسلحين الحوثيين». وأضافوا «فرق المسلحون الحوثيون تجمعا لأهالي المختطفين، رجالا ونساء، وانتشر العشرات من المسلحين الحوثيين حول المبنى وطلبوا من الجميع المغادرة تحت تهديد السلاح».
من جانب آخر، قالت مصادر محلية بمحافظة مأرب إن المقاومة الشعبية بالمحافظة المسنودة من طرف الجيش الموالي لشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي حققت تقدما كبيرة في الجبهات التي تشهد معارك بينها وبين المسلحين الحوثيين، وإنهم (الحوثيين) تكبدوا خسائر فادحة في صفوفهم والمعدات والآليات العسكرية جراء المعارك العنيفة.
وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «اندلعت مع ساعات الصباح الأولى ليوم أمس (أول من أمس) مواجهات وصفت بالعنيفة بين المقاومة الشعبية والمسلحين الحوثيين وقوات صالح بالجفينة، وسقط فيها قتيلان من المسلحين الحوثيين وجُرح آخرون، وتمكنت المقاومة من السيطرة على عدد من المواقع الخاصة بالحوثيين في الجفينة والاستيلاء على أسلحة بينها قاذفات (آر بي جي) وصواريخ (لو) وذخائر».
وشنت طائرات التحالف غاراتها أمس على مواقع للحوثيين بالجفينة، إذ أكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» سقوط قتلى وجرحى حوثيين نتيجة قصف طيران التحالف لتلك المواقع، بالإضافة إلى تدمير دبابات تابعة للحوثيين. وأشار المصدر إلى أن المقاومة تمكنت من القبض على خلية وصفتها بـ«خلية تجسس» من 8 أشخاص تعمل لصالح المسلحين الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح. وقد سلمت الخلية للجهات الأمنية المختصة.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».