إسرائيل تقصف غزة بالقنابل بعد هجوم صاروخي

إسرائيل تقصف غزة بالقنابل بعد هجوم صاروخي
TT

إسرائيل تقصف غزة بالقنابل بعد هجوم صاروخي

إسرائيل تقصف غزة بالقنابل بعد هجوم صاروخي

ردت إسرائيل اليوم (الخميس)، على صواريخ أُطلقت عليها من قطاع غزة بشن غارات على ثلاثة معسكرات تدريب تابعة لجماعات مسلحة، بينما أعلنت جماعة إسلامية متشددة متعاطفة مع تنظيم داعش مسؤوليتها عن الهجمات على إسرائيل.
وقال شهود عيان ومسعفون إن الهجمات التي وقعت قبل الفجر استهدفت معسكرين تابعين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تهيمن على غزة، ومعسكرًا لحركة «الجهاد الإسلامي»، وأسفرت عن وقوع بعض الأضرار، ولكن من دون إصابات.
من جهّته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشي يعلون، في بيان، إن إسرائيل تحمل حماس المسؤولية عن الهجمات الصاروخية من غزة «حتى إذا كانت من تطلقها عصابات مارقة من جماعات متطرفة عالمية تحاول أن تتحدى حماس بإطلاق النار علينا».
وكانت الصواريخ التي استهدفت مدينة عسقلان وبلدة نتيفوت، ثاني هجوم من نوعه على إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية؛ مما يمثل تصعيدًا منذ توقف إطلاق النار عبر الحدود بعد الحرب التي خاضتها إسرائيل ضد حماس على مدى 50 يومًا، وانتهت بهدنة توسطت فيها مصر في أغسطس (آب).
ونشرت جماعة سلفية متشددة بيانًا على موقع «تويتر» أعلنت فيه مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وقالت الجماعة التي تطلق على نفسها اسم سرية الشيخ عمر حديد، إن إطلاق الصواريخ، أمس، كان انتقامًا لقيام حركة حماس بقتل أحد أنصار تنظيم داعش، في تبادل لإطلاق النار قبل يوم في غزة.
وجاء في البيان: «نؤكد أننا ماضون في دربنا وجهادنا ضد أعداء الله اليهود ولن يحول بيننا وبينهم كائن من كان بإذن الله».
وقبل نحو أسبوع بلغت صواريخ المسلحين في غزة أبعد مدى لها في إسرائيل، منذ حرب الصيف الماضي؛ حيث أصابت منطقة قرب مدينة أسدود الساحلية.
وحملت إسرائيل جماعة «الجهاد الإسلامية» المسؤولية عن ذلك الهجوم الصاروخي وشنت حينها ضربات جوية انتقامية أيضًا.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.