الأمن المغربي يفكك عاشر خلية متطرفة مند بداية العام الحالي

كانت تعمل على استقطاب الشبان وتجنيدهم للقتال في سوريا

الأمن المغربي يفكك عاشر خلية متطرفة مند بداية العام الحالي
TT

الأمن المغربي يفكك عاشر خلية متطرفة مند بداية العام الحالي

الأمن المغربي يفكك عاشر خلية متطرفة مند بداية العام الحالي

اعتقل الأمن المغربي أمس تسعة أشخاص ينتمون لخلية تابعة لتنظيم «داعش»، كانت تجند المغاربة للقتال في سوريا وتنشط في الدار البيضاء، وثلاث مدن صغيرة هي واد زم، وبوجنيبة والفقيه بنصالح، وقرية أولاد سعيد الواد، ناحية قصبة تادلة. وبذلك يصل عدد الخلايا التي فككها الأمن المغربي مند بداية العام الحالي إلى 10 خلايا، وشملت الاعتقالات نحو 50 شخصا، بينهم فرنسية وجزائري.
وبينت التحقيقات التي أجراها رجال الأمن المغربي والسلطات المختصة أن جل هذه الخلايا ينشط في مجال استقطاب وإرسال المقاتلين للانضمام إلى «داعش»، إلا أن بعضها كان يسعى لإعلان فرع مغربي لتنظيم داعش، وإقامة مراكز تدريب في مناطق جبلية للقيام بعمليات إرهابية داخل البلاد، مثل خلية الجزائري التي عثرت قوات الأمن في مخابئها داخل غابة الكربوز، قرب الحدود مع الجزائر، على مسدسات وأجهزة لاسلكية للاتصالات، ومواد لتصنيع المتفجرات. وكانت هذه الخلية تسعى إلى إنشاء فرع مغربي لتنظيم جند الخلافة الجزائري التابع لتنظيم داعش، كما عثر على أسلحة وبنادق لدى أفراد خلية أخرى، تمكنت من تمديد نشاطها إلى محافظة العيون الصحراوية.
وحسب مصادر أمنية فإن الخلايا التي جرى تفكيكها تنتمي بشكل مباشر إلى تنظيم داعش، باستثناء خلية واحدة يقودها معتقل سابق في قضية إرهابية، وتتبع لتنظيم «المرابطين» المتطرف، الذي أسسه الجزائري المختار بلمختار بعد انشقاقه عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي سنة 2011.
وكان الأمن المغربي قد شدد في الأشهر الأخيرة الخناق حول تحركات الخلايا المتطرفة، وتمكن من إحباط الكثير من عمليات تجنيد وإرسال المقاتلين إلى سوريا والعراق، والتي انضافت إليها ليبيا بعد إعلانها أرض جهاد من طرف تنظيم داعش، وقد أظهرت التحقيقات أن بعض هذه الخلايا تلقت أموالا من الخارج بهدف تمويل عمليات إرسال المجندين إلى سوريا والعراق وليبيا.
كما شدد الأمن المغربي مراقبة الحدود ورصد المقاتلين العائدين من سوريا والعراق، خاصة بعد أن ناهز عدد العائدين المعتقلين حتى الآن 150 شخصا. وكان المغرب قد عدل قانونه الجنائي العام الماضي من أجل تجريم الالتحاق بتنظيمات متطرفة في الخارج، وتلقي التدريبات العسكرية والشبه العسكرية في معسكراتها، والقيام بعمليات إرهابية في الخارج.
ورفع السلطات المغربية من درجة التأهب في مواجهة الإرهاب مند بداية العام الحالي مع إطلاق عملية «حذر»، التي يشارك فيها الجيش والشرطة، عبر نشر فرق مسلحة مشتركة لحراسة المواقع الاستراتيجية في الساحات والشوارع الكبرى بالمدن. كما فتحت مركزا متخصصا في التحقيقات القضائية المتعلقة بالإرهاب والجريمة المنظمة، الذي يضم المخابرات الداخلية والشرطة القضائية، وهي المرة الأولى التي تتداخل فيها هذه الأجهزة، بعد تعديل القانون المنظم للمخابرات المغربية، ومنح صفة ضابط الشرطة القضائية لضباط المخابرات.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.