دشن الأزهر الشريف في مصر أمس مرصدًا إلكترونيا بنحو 10 لغات أجنبية، لمواجهة الأفكار المتشددة والرد على الآراء الشاذة بطريقة علمية منضبطة لمواجهة الإرهاب الذي يجتاح العالم. وقال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب خلال الافتتاح إن «المرصد يأتي انطلاقا من دور الأزهر في نبذه لكل أشكال التطرف والغلو والإفراط والتفريط، ولمواجهة ما تقوم به بعض الجماعات من استغلال التطورات التكنولوجية للإساءة إلى الإسلام».
وبينما قال وكيل الأزهر، عباس شومان، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المرصد آلية مهمة لرصد الأفكار المتطرفة في مختلف الدول والتي يروجها التكفيريون من تنظيم داعش، وغيرهم لاستقطاب الشباب إلى ما يزعمونه بالدولة، حيث يعمل المرصد على حماية الشباب وتحصينهم من الأفكار المتطرفة». أكد المستشار الإعلامي السابق للرئيس المصري، أحمد المسلمانى لـ«الشرق الأوسط»، إن «المرصد جاء في وقت غاية في الخطورة والدقة.. وفي وقت عمل البعض على تمزيق الأمة والدولة وصورة الإسلام»، لافتا إلى أن المرصد سوف يتصدى لكل ما يقال عن الإسلام والمسلمين وما يروج باسمنا، فضلا عن الرد على الأفكار المغلوطة.
وافتتح الدكتور الطيب المرصد في مقر مشيخة الأزهر بالقاهرة أمس، والذي يضم عشرات الباحثين المتخصصين في اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والفارسية والإسبانية والأردية، بجانب اللغات الأفريقية (سواحيلي وهوسا وفولاني وأمهري)، ومن المقرر إضافة لغات أخرى لاحقًا.
يأتي هذا في وقت يتواصل فيه العمل في مشيخة الأزهر لإطلاق القناة الجديدة للأزهر لتكون ثاني وسيلة حديثة لمواجهة الفكر المتطرف والمتشدد وفوضى الفضائيات. وقال مصدر مسؤول في المشيخة، إن «المرصد أداة بحثية لرصد مقولات التكفير ورصد الظواهر والأسباب المؤدية لنشوء الآراء والفتاوى المتشددة، التي تطلقها الجماعات المتطرفة وفي مقدمتهم (داعش)».
وتعاني مصر منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، التي أعلنتها السلطات المصرية تنظيما إرهابيا، من انتشار للأفكار والجماعات الإرهابية وخصوصا في سيناء، والتي استهدفت الشرطة والجيش والمصريين.
وقال الدكتور الطيب في كلمته خلال الافتتاح، إن «المرصد سيكون عين الأزهر الناظرة إلى ما يحدث في العالم، وسيتيح المرصد للأزهر أن يتفاعل مع الأحداث معرفة وتحليلا وإجابة من خلال المعلومات التي يقوم أعضاء المرصد برصدها وتحليلها».
وأضاف الطيب: «إننا لنتطلع إلى أن يكون مرصد الأزهر حصنا يحمي شباب الأمة في أرجاء المعمورة من خطر الاستقطاب من قبل الجماعات الإرهابية المنحرفة من خلال تبيان حقائق الإسلام الناصعة المستمدة من الكتاب والسنة الصحيحة، وأقوال السلف الصالح، والرد على كل ما يثيره أعداء الإسلام على شبكة المعلومات الدولية ومواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمجلات العالمية والدوريات العلمي وإصدارات مراكز البحوث المهتمة بالشأن الإسلامي بقصد تشويه الإسلام وتعاليمه، وترسيخ مشاعر الكراهية والخوف من الإسلام والتخويف منه، والخلط - عن عمد - بينه والإرهاب والتطرف.
الأزهر يتصدى لـ«داعش» بمرصد إلكتروني يتحدث 10 لغات
مستشار الرئيس السابق لـ («الشرق الأوسط»): آلية دقيقة للرد على الأفكار المغلوطة
الأزهر يتصدى لـ«داعش» بمرصد إلكتروني يتحدث 10 لغات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة