مسرحية سورية عن تأثير الحرب على جيل الشباب

تعرض الآن على خشبة مسرح الحمراء الدمشقي

مشهد من العرض
مشهد من العرض
TT

مسرحية سورية عن تأثير الحرب على جيل الشباب

مشهد من العرض
مشهد من العرض

تعرض على خشبة مسرح الحمراء الدمشقي حاليا مسرحية «هدنة» للمخرج مأمون الخطيب، وهي تأليف الكاتب عدنان أزروني وتمثيل مجموعة من الفنانين السوريين من أجيال مختلفة، ومنهم فنانات الدراما التلفزيونية لينا حوارنة ونسرين فندي ورنا جمول، والممثلون جمال نصار وغسان الدبس ويامن سليمان وأسامة التيناوي وطارف عبدو وآخرون، وهم جميعهم من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية. أما الموسيقى فهي لطاهر مامللي وديكور أحمد يوسف وأزياء هشام عرابي وإضاءة ريم محمد.
العرض الذي ينتجه المسرح القومي بدمشق يتناول تأثير الحرب السورية والأحداث العاصفة التي تمر بها البلاد على جيل الشباب وطموحاتهم من خلال مهندس معماري (هادي، يجسد الدور يامن سليمان) يفقد كل طموحاته وأحلامه بسبب الحرب ومنه بيته الذي بناه ليتزوج به خطيبته الفنانة التشكيلية (ماريا، تجسد الدور نسرين فندي). وعلى مدى ساعة من الزمن وهي مدة العرض وفي أجواء ومفردات الحرب على الخشبة حيث المتاريس واللباس الميداني والحوار المفعم بمصطلحات الحرب والشباب والمستقبل والوضع الأمني على لسان أبطال العرض وغير ذلك، نتابع مقاربة من المخرج للواقع الذي تعيشه سوريا منذ أربع سنوات، وضياع أحلام الشباب وتباين مواقف شخصيات العرض ما بين الأم المتسلطة (تجسّد الدور لينا حوارنة) على ابنها المهندس المجند والأب الخنوع، وعلى الجانب الآخر هناك أم ماريا (تجسد الدور رنا جمول) المتميزة بعاطفتها وحنانها مع ابنتها وزوجها العاجز رغم فارق العمر بينهما وصديق هادي (يجسد الدور أسامة تيناوي) المتميز بشخصيته الضاحكة والمحبة للفكاهة والحياة التي تحرمه منها قذيفة هاون.
في حوار لنا معه حول العرض، يقول المخرج مأمون الخطيب: «يتناول العرض مشكلة كبيرة نعاني منها في هذا الوقت، خصوصا بعد امتداد الأزمة السورية إلى أفق غير منظور وكيف تتحول أحلام الشباب السوري من أحلام بناء المستقبل والحياة إلى هاجس آخر وكيف تُسلَب أحلام الشباب بسبب الحروب. المسرحية تتحدث عن قصة شاب مهندس معماري من المفترض أن يبني مستقبله ولكن نرى أنه يبني متاريس حربية. وفي سياق العرض نكتشف وكأننا جميعنا نشارك في فكرة سلب أحلام الشباب. وعنوان المسرحية (هدنة) جاء من صلب فكرة العمل، إذ كل الأحداث تجري ضمن هدنة مؤقتة، إذ يحصل كل شيء وكأنه في حلم، وكأننا نقول هنا إن الهدنة المؤقتة تؤدي إلى قتل دائم، فنحن لا نريد هدنة، بل نريد سلاما، وأن يعود شبابنا ليبنوا أنفسهم. العرض يحاكي الأزمة والحرب السورية وأثرها على الإنسان السوري بشكل عام وأثرها القاتل على المجتمع، ولذلك نحن في العرض ندعو إلى البناء وليس إلى الحرب».
ويعبر الخطيب عن خيبة أمله في النتاج المسرحي، الذي كان يتوقع منه أن يكون أكثر فاعلية وأكثر وانغماسًا أكثر في صوغ مفردات الأزمة وتفكيكها وتركيبها وتحليلها، وتسليط الضوء عليها. وهو يعتقد أنه لو كان هناك اهتمام حقيقي بالثقافة والمسرح والفنون الإنسانية الأخرى لما وصلت الأمور إلى ما عليه، «فدور الثقافة يجب أن يكون فعالا في التنوير والاستشراف، فإعادة بناء الروح الإنسانية السورية أهم بكثير من إعادة بناء الحجر».



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.