«العدالة والتنمية» المغربي يسائل وزير الإعلام بشأن نقل حفل جنيفر لوبيز على التلفزيون

قال إن قناة «دوزيم» أخلت بشروط البث بنقل سهرة مخلة بالحياء العام

«العدالة والتنمية» المغربي يسائل وزير الإعلام بشأن نقل حفل جنيفر لوبيز على التلفزيون
TT

«العدالة والتنمية» المغربي يسائل وزير الإعلام بشأن نقل حفل جنيفر لوبيز على التلفزيون

«العدالة والتنمية» المغربي يسائل وزير الإعلام بشأن نقل حفل جنيفر لوبيز على التلفزيون

قرر الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي (مرجعية إسلامية)، أمس، استدعاء مصطفى الخلفي وزير الاتصال (الإعلام) الناطق الرسمي باسم الحكومة، للمثول أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، وذلك لمساءلته بشأن بث القناة التلفزيونية المغربية الثانية «دوزيم» سهرة المغنية الأميركية جنيفر لوبيز الجمعة الماضي في افتتاح الدورة 14 لمهرجان موازين، التي أثارت استنكارا واسعا بسبب استعراضاتها الفاضحة.
وطالب الحزب عقد اجتماع اللجنة بحضور الوزير المنتمي للحزب نفسه، إلى جانب فيصل العرايشي المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، وسليم الشيخ المدير العام للقناة الثانية، وذلك لمناقشة موضوع إقدام القناة الثانية على نقل سهرة لوبيز عبر «بث مباشر مخل بالحياء العام». وذكر الفريق النيابي للحزب في نص الرسالة الموجهة لرئيسة اللجنة أن نقل السهرة جاء «ضدا على مقتضيات دفتر التحملات (الشروط)، لا سيما ما جاء في الباب الرابع المتعلق بالأخلاقيات من حيث عدم المساس بالأخلاق والآداب العامة (المادة 52) والامتناع عن بث مشاهد ذات إيحاءات جنسية».
وخلف نقل حفل لوبيز استياء واسعا غير مسبوق، بسبب الاستعراضات ذات الإيحاءات الجنسية الصريحة التي أدتها المغنية الأميركية وأعضاء فرقتها، مما سبب ما يشبه الصدمة لدى شريحة واسعة من المغاربة. وليست هذه المرة الأولى التي يتسبب فيها المغنون الأجانب في إثارة استياء المغاربة؛ فقد سبق للمغنية البريطانية جسي جي، أن غنت وهي ترتدي تبانا وبلوزة قصيرة في الدورة ما قبل الماضية، فيما مغن إسباني آخر تعرى أمام الجمهور في إحدى الدورات السابقة.
وتواصلت أمس ردود الفعل الغاضبة بشأن نقل القناة الثانية سهرة لوبيز، وقررت منظمة شباب حزب الاستقلال المعارض تنظيم وقفة احتجاجية اليوم (الثلاثاء) أمام مبنى القناة الثانية، بمدينة الدار البيضاء، وذلك «تعبيرا من المنظمة عن رفضها وإدانتها إقدام القناة على نقل العرض الإباحي الذي جرى تنظيمه في إطار مهرجان موازين، الأمر الذي شكل خرقا سافرا للدستور والقوانين ذات الصلة»، واختارت المنظمة «لا لاستهداف قيم أمتنا» شعارا للوقفة.
ونشرت حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية، رسالة مفتوحة على موقعها الإلكتروني، جاء فيها أن حفل لوبيز تحول إلى ما «يشبه علبة ليلية للرقص العاري، بإيحاءات جنسية خادشة للحياء، ومنتهكة لحقوق الطفل»، مشيرة إلى أن ما قدمته المغنية لوبيز برفقة فرقتها الراقصة لا تجرؤ على تقديمه في منصات بعض الولايات المتحدة تحت طائلة المتابعة»، وانتقدت الحركة القناة الثانية «دوزيم» بسبب «تعميم الفضيحة، وبث تفاصيل السهرة في مخالفة صريحة لقانون الاتصال المسموع والمرئي ودفاتر التحملات، التي تنص المادة 55 منه، المتعلقة بحماية حقوق الطفل والجمهور الناشئ، وتلزم القناة بالامتناع عن بث المشاهد ذات الإيحاءات الجنسية».
واتصلت «الشرق الأوسط» بعزيز الداكي، المدير الفني للمهرجان، للتعليق على الاحتجاجات التي خلفها حفل لوبيز، بيد أنه قال إنه «لا تعليق لديه على هذا الجدل». من جهة أخرى، دافع الداكي عن المهرجان، وقال في تصريحات لوكالة الأنباء المغربية أوردتها أمس، إن موازين «بلغ مرحلة النضج، وأصبحت لنا سيرة وقصة مسار. راكمنا محطات قوية في سجلنا» وعد الدورة الحالية «دورة تتويج العمل الذي بذل على مدى سنوات والذي بات معه (موازين) محطة كبرى في الساحة العالمية يتوق النجوم إلى حجز مكان على منصاته»، مشيرا إلى أن المهرجان صنف، من حيث المتابعة الجماهيرية، من قبل «إم تي في»، ثاني أكبر مهرجان في العالم. أما على صعيد منطقة أفريقيا والعالم العربي، فهو «الأكبر بلا شك».
وقال الداكي إن مداخيل المهرجان بالكاد كانت تناهز 50 في المائة ثم 60 في المائة لتصل اليوم إلى 80 في المائة، مشيرا إلى أن سياحا من بلدان مختلفة، منها أستراليا، يأتون لحضور سهرات النجوم العالميين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.