نينوى: مقتل 901 مسلح من تنظيم داعش خلال مايو.. وتسمم العشرات بطعام فاسد

المتطرفون يسيرون دوريات لملاحقة من لا يطلقون لحاهم في الموصل

صورة من موقع محافظ نينوى لجانب من عرض عسكري أقيم أمس لقوات الحشد الوطني استعدادا لعملية تحرير الموصل
صورة من موقع محافظ نينوى لجانب من عرض عسكري أقيم أمس لقوات الحشد الوطني استعدادا لعملية تحرير الموصل
TT

نينوى: مقتل 901 مسلح من تنظيم داعش خلال مايو.. وتسمم العشرات بطعام فاسد

صورة من موقع محافظ نينوى لجانب من عرض عسكري أقيم أمس لقوات الحشد الوطني استعدادا لعملية تحرير الموصل
صورة من موقع محافظ نينوى لجانب من عرض عسكري أقيم أمس لقوات الحشد الوطني استعدادا لعملية تحرير الموصل

قتل أكثر من 900 مسلح من تنظيم داعش خلال شهر مايو (أيار) الماضي في محافظة نينوى جراء المعارك مع قوات البيشمركة وغارات التحالف الدولي، حسبما أعلن مسؤول كردي أمس.
وقال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، لـ«الشرق الأوسط»: «قتل خلال شهر (مايو) الماضي 901 مسلح من تنظيم داعش في المعارك مع قوات البيشمركة وغارات التحالف الدولي بالإضافة إلى العمليات المسلحة التي تستهدف عناصر التنظيم داخل الموصل، فيما أعدم التنظيم خلال الشهر الماضي 16 مواطنا كرديا و12 صحافيا بالإضافة إلى 67 امرأة موصلية». وبين مموزيني أن «داعش» استولى خلال الأيام القليلة الماضية على 1700 رأس غنم في الموصل وأطرافها وقتل اثنين من أصحاب الأغنام الذين رفضوا تسليم أغنامهم للتنظيم.
بدوره، قال غياث سورجي، مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة نينوى لـ«الشرق الأوسط»: «أصيب خلال اليومين الماضيين (40) مسلحا من مسلحي داعش الجرحى بالتسمم في مستشفى السلام والمستشفى الجمهوري، ومستشفيات أخرى في الموصل، وبحسب المعلومات التي وصلتنا، حالة 18 مسلحا من هؤلاء خطرة جدا، في حين اعتقل التنظيم عددا كبيرا من أطباء وكوادر المستشفيات إثر ذلك»، موضحا بالقول: «سبب التسمم غير معلوم حتى الآن». كما كشف مصدر طبي لوكالة الأنباء الألمانية عن تسمم 70 من عناصر التنظيم في قضاء البعاج غرب الموصل. وقال حازم جابر السبعاوي مدير الطوارئ في مستشفى الموصل العام إن 70 عنصرا من «داعش» أصيبوا بحالات تسمم نتيجة تناول طعام غير صالح للاستهلاك الآدمي في قضاء البعاج. وأضاف السبعاوي أن أغلب المصابين هم من جنسيات عربية كانوا في حفل زفاف جماعي لعناصر التنظيم وأسفرت الوليمة عن تسمم العشرات منهم وأغلبهم حالاتهم خطرة جدا بسبب تأخر وصولهم لمستشفيات الموصل التي تعاني أصلا من نقص في الأدوية.
من ناحية ثانية، أصبح بموجب قرار لتنظيم داعش إطلاق اللحى إلزاميا في الموصل اعتبارا من يوم أمس وأطلق التنظيم المتطرف دوريات لمعاقبة المخالفين. ويقول شاب اسمه ليث يبلغ من العمر 18 عاما ولم يفصح عن اسمه الحقيقي خوفا من العقوبة إن «شعر وجهي بطئ في النمو خصوصا في سني». وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية من الموصل: «أنا خائف كثيرا لأن تعاملهم قاس جدا مع أي شخص يعارض أو يتجاهل تعليماتهم».
وتابع: «أعمل في فرن للخبز، وهذا يعني أنه يتوجب علي مغادرة المنزل والاحتكاك مباشرة مع مسلحي (داعش) يوميا».
بدوره، يقول علي ناظم 30 عاما، وهو سائق سيارة أجرة من أهالي الجانب الشرقي للمدينة، أنه لم يكن قادرا على إطالة لحيته أو حتى شاربه بسبب مرض «الطفح الجلدي» الذي يعاني منه. وقال إنه قدم تقارير طبية إلى ديوان الحسبة (شرطة التنظيم) «لكنهم لم يأبهوا.. وقال أحدهم لي من الأفضل لك البقاء في البيت إذا قمت بحلاقة لحيتك».
والموصليون أساسا عالقون داخل مدينتهم، ومن يرغب في مغادرة المدينة، عليه الحصول على موافقة من قبل التنظيم، وتقدم سند ملكية عقار أو سيارة قد تصادر في حال عدم عودة الشخص خلال مدة محددة. ويقول علي «يجب الاختيار بين الإصابة بالمرض أو المخاطرة بالتعرض للجلد أو السجن، من أجل تأمين معيشة عائلتي».
ويقول أحد عناصر الأجهزة الأمنية الذي لا يزال يسكن في الموصل إن عناصر التنظيم تستخدم مركبات أقل ظهورا في الأشهر الماضية. وأوضح «على سبيل المثال، يقوم حاليا عناصر داعش باستخدام سيارات مدنية لا تحمل علامات وتركوا استخدام أعلام التنظيم والسيارات العسكرية التي استولوا عليها في الموصل». وأضاف أن «قرار إطالة اللحية الجديد يحمل نفس الغاية، إنهم يريدون الاختفاء وراء صفوف المدنيين من خلال جعل الكل ملتحيا».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.