بريطانيا تجدد الدعوات للإطاحة ببلاتر وتدعو أوروبا للانسحاب من كأس العالم

رئيس الفيفا لا يخشى ضغوط شركات الرعاية ويثق في إصلاح الاتحاد الدولي

جون ويتينغديل وزير الرياضة البريطاني (إ.ب.أ)  -  بلاتر واثق من المضي قدما لإصلاح الفيفا (أ.ب)
جون ويتينغديل وزير الرياضة البريطاني (إ.ب.أ) - بلاتر واثق من المضي قدما لإصلاح الفيفا (أ.ب)
TT

بريطانيا تجدد الدعوات للإطاحة ببلاتر وتدعو أوروبا للانسحاب من كأس العالم

جون ويتينغديل وزير الرياضة البريطاني (إ.ب.أ)  -  بلاتر واثق من المضي قدما لإصلاح الفيفا (أ.ب)
جون ويتينغديل وزير الرياضة البريطاني (إ.ب.أ) - بلاتر واثق من المضي قدما لإصلاح الفيفا (أ.ب)

جدد جون ويتينغديل وزير الرياضة البريطاني الدعوات للسويسري جوزيف بلاتر للتنحي عن منصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ومشيرا إلى أن كل الخيارات ينبغي أن توضع في الاعتبار فيما يتعلق بالضغط عليه للاستقالة بما في ذلك مقاطعة كأس العالم.
وفاز بلاتر، 79 عاما، يوم الجمعة الماضي بفترة ولاية خامسة رئيسا للاتحاد الدولي رغم أن وزارة العدل الأميركية وجهت اتهامات لتسعة مسؤولين في مجال كرة القدم بالفساد بينما تُجري السلطات السويسرية تحقيقا جنائيا.
وقلل بلاتر من تأثير الفضيحة على واحدة من أهم المنظمات الرياضية في العالم والتي تحصل على إيرادات بمليارات الدولارات من حقوق التسويق التلفزيوني ورعاية الشركات.
ولم يتهم بلاتر شخصيا بارتكاب أي مخالفة ولمح إلى أن الولايات المتحدة اختارت توقيت الإعلان عن الاتهامات في مسعى لعرقلة إعادة انتخابه.
ووجهت إليه الكثير من الدعوات للتنحي بالإضافة إلى تهديدات بمقاطعة البطولات المقبلة ومنها بطولة كأس العالم لكرة القدم إذا رفض التنحي.
وقال ويتينغديل: «بالطبع من الخيارات المطروحة الانسحاب من كأس العالم إذا نظمته الفيفا برئاستها الحالية. الآن هذه خطوة كبيرة للغاية يتعين اتخاذها... لكن لا معنى للقيام بذلك ما لم يكن هناك عدد كبير من الدول مُستعد لاتخاذ الخطوة نفسها لكنه بالتأكيد أمر يدرسه الآن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم».وذكرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أن مُدعين سويسريين سيستجوبون بلاتر الذي قاد الفيفا قرابة 20 عاما في إطار تحقيق جنائي في التصويت لمنح روسيا وقطر حق استضافة كأس العالم عامي 2018 و2022.
ونفى متحدث باسم مكتب المدعي العام السويسري احتمال استدعاء بلاتر للاستجواب على الفور بوصفه «هراء» لكنه أشار إلى أن أمر الاستدعاء ممكن إذا كان الأمر يستدعي ذلك.
وأشار ويتينغديل إلى أن الفيفا بحاجة إلى إدارة جديدة بصرف النظر عن اتهام بلاتر أو محاكمته وقال: «أريد أن أرى إصلاحا كاملا وجذريا للفيفا تحت قيادة جديدة. وهذا ما كنا نطالب به منذ وقت طويل».
وشكا بلاتر من أنه لم يعامل باحترام في الأيام الأخيرة وكشف كيف رفض نصيحة من رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشال بلاتيني وهو أحد منتقديه الرئيسيين بالاستقالة خلال مؤتمر الفيفا الذي عقد مؤخرا.
وقد يعتمد مستقبل بلاتر على رد فعل الرعاة الكبار للفيفا مثل كوكاكولا ومكدونالدز اللتين شعرتا بالاستياء بسبب الاعتقالات وإعلان مُدعين أميركيين توجيه اتهامات لمسؤولين وشركات. لكن بلاتر قلل من تأثير الفضيحة على الفيفا الذي يحصل على إيرادات بمليارات الدولارات من حقوق التسويق التلفزيوني ورعاية الشركات.
وعندما سئل كيف تعامل مع الانتقادات في الأيام القليلة الماضية قال بلاتر: «دعوني أصيغ المسألة بهذه الطريقة.. لم أعامل بأي قدر من الاحترام».
ويواجه طريقا طويلا وصعبا نحو إعادة المصداقية للفيفا في ظل المعارضة الأوروبية له والمزيد من الإجراءات المحتملة ضد مسؤولين فيما يتعلق بالتحقيقات الأميركية في قضايا الفساد.
ولا تزال الكثير من التساؤلات تحيط بمدى قدرة الفيفا على إصلاح نفسه مع انتخاب بلاتر رئيسا للاتحاد لفترة خامسة، من خلال التصويت الذي جرى خلال اجتماع الجمعية العمومية الخامس والستين (كونغرس الفيفا) الذي عقد بمدينة زيوريخ السويسرية يوم الجمعة الماضي.
وتفاقمت أزمة الفيفا مع توجيه السلطات الأميركية اتهامات تلقي رشى وكسب غير مشروع لـ14 شخصا من بينهم مسؤولون بارزون في الاتحاد.
وقالت لوريتا لينش، المدعي العام الأميركي، إن هؤلاء المتهمين، ومن بينهم جيفري ويب نائب رئيس الفيفا «أفسدوا أعمال كرة القدم في أنحاء العالم من أجل مصالحهم وإثراء أنفسهم. لقد فعلوا ذلك مرارا وتكرارا،
وعاما بعد عام، وبطولة بعد بطولة».
وأشارت السلطات الأميركية إلى أنها لا تزال مجرد بداية، فيما اعترف بلاتر نفسه خلال الافتتاح الرسمي للكونغرس «إنني واثق من أن المزيد من الأخبار السيئة سيأتي».
ودخل الأمير البريطاني ويليام دائرة النقاش بشأن الفيفا وقال: «من يدعمون الفيفا، مثل الرعاة والاتحادات القارية، يجب أن يؤدوا واجبهم بالضغط من أجل هذه الإصلاحات، إننا نعمل لمصلحة كرة القدم ولن يرضى مشجعوها إلا بذلك».
وقال بلاتر إنه من أجل استعادة الصورة الجيدة، من المقرر إجراء «زيارات شخصية» من جانب مسؤولي الفيفا إلى الرعاة الرئيسيين الذين يسهمون بالدور الأهم في الحفاظ على الوضع المالي الجيد للفيفا.
وسيكون الظهور القادم لبلاتر أمام الجمهور في نهائي كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) المقرر في 20 يونيو (حزيران) الجاري في أوكلاند وكذلك نهائي كأس العالم للسيدات المقرر في فانكوفر في الخامس من يوليو (تموز) المقبل، علما بأن نيوزيلندا وكندا من بين الذين صوتوا للأمير الأردني علي بن الحسين في الانتخابات يوم الجمعة.
ولكن الدعم الأكبر للأمير علي في تحديه لبلاتر جاء من الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) الذي سيمنح رئيسه ميشال بلاتيني كأس دوري أبطال أوروبا للفائز باللقب عقب النهائي المقرر بين برشلونة الإسباني ويوفنتوس الإيطالي في العاصمة الألمانية برلين يوم السبت المقبل.
وسيدرس مسؤولو اليويفا أيضا خطواتهم المقبلة المتعلقة بمعارضة بلاتر، خلال تجمعهم في برلين، حيث لا يزال الانسحاب من بطولات الفيفا ومن بينها كأس العالم أمرا ليس مستبعدا.
ولكن مسؤولي الكرة الأوروبية، الذين هددوا بمقاطعة الكونغرس لكنهم تراجعوا قبل ساعات من افتتاحه الرسمي، لا يزالون غير متوحدين بشكل كامل.
ويحظى بلاتر بدعم دول أوروبية مثل روسيا المستضيفة لكأس العالم 2018 وإسبانيا وفرنسا، في حين أن الإنجليزي ديفيد جيل رفض الانضمام للجنة التنفيذية للفيفا بسبب إعادة انتخاب الرجل السويسري.
أما فولفجانج نيرسباخ رئيس الاتحاد الألماني للعبة فقد انضم للجنة التنفيذية حيث فضل المحاولة للمساعدة في التغيير، بدلا من المقاطعة.
وأثيرت التساؤلات أيضا حول سبب عدم دفع اليويفا بمرشح منه ما دام أنه يرغب في إزاحة بلاتر. حيث قرر بلاتيني عدم خوض التحدي ضد بلاتر. وقال راينهارد راوبول رئيس رابطة الدوري الألماني: «اليويفا يجب أن يكون له نظرة انتقادية لأدائه، ويحدد بوضوح نقاط ضعفه ويحدد استراتيجية من أجل العمل للصالح الأوروبي».
وهاجم بلاتر اليويفا في أكثر من مناسبة، وتعد خططه لزيادة عدد أعضاء اللجنة التنفيذية الممثلين للاتحادات القارية الأصغر وتشكيل مكتب لكرة القدم الاحترافية، ضد مصالح أوروبا التي تمتلك الأندية ومسابقات الدوري الأهم والأكثر ثراء.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».