الأمن والتنمية في صدارة مباحثات محمد السادس في كوت ديفوار

توقيع 16 اتفاقية تعاون بين المغرب وغينيا بيساو

الرئيس الإيفواري الحسن وتارا لدى استقباله العاهل المغربي (ماب)
الرئيس الإيفواري الحسن وتارا لدى استقباله العاهل المغربي (ماب)
TT

الأمن والتنمية في صدارة مباحثات محمد السادس في كوت ديفوار

الرئيس الإيفواري الحسن وتارا لدى استقباله العاهل المغربي (ماب)
الرئيس الإيفواري الحسن وتارا لدى استقباله العاهل المغربي (ماب)

تصدرت قضايا الأمن والاستقرار والتنمية في منطقة غرب أفريقيا وتحقيق الازدهار المشترك لشعوبها اهتمامات الجولة الأفريقية للعاهل المغربي الملك محمد السادس، والتي حلت في محطتها الثالثة في كوت ديفوار، حيث ينتظر العاهل المغربي والوفد السياسي والاقتصادي الرفيع المرافق له برنامجا مكثفا على مدى خمسة أيام.
وتشكل كوت ديفوار بؤرة استقطاب للاستثمارات المغربية في أفريقيا نظرا للفرص الكبيرة التي يوفرها هذا البلد الذي خرج للتو من عقد من الزمن من الأزمات والتوترات. ووقعت حكومة كوت ديفوار عدة اتفاقيات مع المغرب تهدف على الخصوص إلى الاستفادة من تجارب المغرب في مجال التنمية القروية والنهوض بالزراعة والتأهيل العمراني. ومن أبرز المشاريع التي ستحظى بالاهتمام خلال الزيارة الملكية مشروع رد الاعتبار وتأهيل خليج كوكودي، الذي يشرف عليه فريق خبراء مغاربة تابعين لصندوق الإيداع والتدبير والمتخصصين في تأهيل البحيرات وقيادة المشاريع السياحية والعقارية الكبرى. ويشدّ المشروع البيئي والسياحي والعقاري الضخم لخليج كوكودي اهتمام الكثير من المستثمرين المغاربة.
وبدأ العاهل المغربي جولته الأفريقية الأسبوع الماضي بالسنغال ثم غينيا بيساو، التي يزورها لأول مرة، وستقوده هذه الزيارة، بعد محطة كوت ديفوار، إلى الغابون. وخلال المحطات السابقة تصدرت قضايا الأمن والاستقرار والتنمية محادثات العاهل المغربي مع رؤساء الدول الأفريقية التي شملتها زيارته، خاصة أمام ضخامة المشاكل التي تواجه منطقة أفريقيا الغربية بسبب استفحال الشبكات الإرهابية وشبكات الاتجار بالبشر وتجارة الأسلحة والمخدرات القادمة من أميركا الجنوبية. وفي هذا الصدد، شدد الملك محمد السادس ورئيس غينيا بيساو جوزي ماريو فاز، في بيان مشترك على أهمية مواجهة التهديدات الأمنية ومكافحة شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود التي تستهدف أفريقيا، ودعوا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الحازم للجهود الرامية إلى بناء دولة القانون. وأضاف البيان أن ملك المغرب والرئيس الغيني «وعيا منهما بوحدة المصير وتشابه التحديات التي تواجه كافة منطقة شمال غربي أفريقيا، قرر قائدا البلدين تشجيع إحداث فضاء إقليمي للحوار الاستراتيجي والتشاور يضم الدول المنتمية إلى هذه المنطقة». وأكد البيان المشترك أن «توفير فضاءات مشتركة للازدهار والتضامن، سيسهم في تقليص الفجوة بين مستويات التنمية في الدول وتعزيز الإقلاع الاقتصادي المشترك وإرساء السلم». كما أكد قائدا البلدين على أن استتباب الاستقرار في المنطقة يمر عبر تفعيل أجهزة ومؤسسات الدولة وتعزيز السلم والأمن، والاستجابة السريعة للانتظارات الاجتماعية الملحة للساكنة وتطوير برامج ملموسة للأمن الغذائي والكهرباء والصحة.
وجرى التوقيع خلال زيارة العاهل المغربي لغينيا بيساو على 16 اتفاقية تعاون بين البلدين في مجالات الأمن وتفادي الازدواج الضريبي والوقاية من التهرب الضريبي، وتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات والعدل، والصيد البحري وتربية الأسماك، والزراعة والبنيات التحتية والصحة والطاقة والمعادن والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامن والكهرباء والماء الصالح للشرب، والتكوين المهني والتعليم والبحث العلمي وتكوين الأطر.
وثمن العاهل المغربي الخطوات التي قطعتها غينيا بيساو في المسلسل السياسي للعودة إلى النظام الدستوري، وعلى الإجراءات التي اتخذها الرئيس لتمكين غينيا بيساو من مباشرة مرحلة إعادة البناء وإرساء دعائم دولة القانون، مؤكدا استعداد المغرب لأن يضع رهن إشارة غينيا بيساو تجربته في مجال الأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومساعدتها على وضع حد نهائي لدوامة عدم الاستقرار والانخراط في طريق السلم الدائم.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.