جاء فوز برشلونة على أتليتك بلباو 3 - 1 في نهائي كأس ملك إسبانيا أمام 97 ألف متفرج ملئوا مدرجات ملعب كامب نو معقل الفريق الكتالوني لتكون هي الطريقة الأمثل للساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه للاستعداد لنهائي دوري أبطال أوروبا في مواجهة يوفنتوس الإيطالي يوم السادس من يونيو (حزيران) المقبل في برلين.
وسجل ميسي هدفين ليقود النادي الكتالوني للجمع بين لقبي الدوري والكأس ويصبح الفريق على أعتاب تكرار الثلاثية التاريخية التي سبق تحقيقها تحت قيادة المدرب الأسبق جوزيب غوارديولا في 2009.
واجتاز النجم الأرجنتيني أربعة من لاعبي بلباو في انطلاقة سلسة ناحية اليمين قبل أن يسدد الكرة ببراعة في شباك الحارس اياغو هريرين بعد 20 دقيقة من البداية. وهذا هو الهدف رقم 33 في 50 مشاركة لميسي بكأس الملك.
وأظهر ميسي تألقا كبيرا في النصف الثاني من الموسم ومرة أخرى أثبت أنه القادر على صناعة الفارق لبرشلونة الذي عزز تقدمه بهدف نيمار إثر تمريرة لويس سواريز في الدقيقة 36.
وقبل أن يفيق دفاع بلباو أكمل ميسي الثلاثية بلمسة بارعة إثر تمريرة عرضية من دانيل ألفيش في الدقيقة 74.
وقلص ايناكي ويليامز الفارق لبلباو قبل عشر دقائق من النهاية قبل أن تشتعل الأعصاب في أرض الملعب إثر اشتباك محوره نيمار قرب النهاية.
والآن أصبح لثلاثي هجوم برشلونة القادم من أميركا الجنوبية 121 هدفا في جميع المسابقات خلال الموسم وهو رقم قياسي إسباني يتفوق بفارق هدفين على ثلاثي ريـال مدريد في موسم 2011 - 2012 الذي تكون من كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة وغونزالو هيغواين.
وعقب اللقاء أشارت محطة «تي في3» التلفزيونية الكتالونية إلى إن هذا الفريق بإمكانه حقا الذهاب نحو تحقيق الثلاثية، أنه يسجل الأهداف بسهولة ويستقبل مرماه عدد قليل جدا من الأهداف.
وأضافت المحطة: «خط الهجوم المؤلف من ميسي ونيمار ولويس سواريز، بكل تأكيد هو الأفضل في العالم في الوقت الراهن».
وقاد المثلث الخطير برشلونة إلى الفوز في 30 من آخر 34 مباراة.
وعلق جوسيب ماريا بارتوميو رئيس برشلونة على هدف ميسي الأول قائلا: إنه «عمل فني مبدع حقا.. إنه بكل تأكيد أفضل لاعب في العالم، نحن محظوظون للغاية لكونه معنا هنا».
ويدرك بارتوميو جيدا أن فرصته ستكون قوية للغاية في انتخابات رئاسة النادي في يوليو (تموز) المقبل إذا نجح ميسي في قيادة الفريق للتتويج بلقب دوري الأبطال لكي يكمل الفريق الثلاثية.
وما زال بارتوميو ينتظر قرار المدرب لويس إنريكي بشأن استمراره مع الفريق في الموسم المقبل وقال: «لقد أثبت نفسه كمدرب رائع للفريق هذا الموسم».
ولكن إنريكي ما زال منزعجا من بارتوميو بعد إقالة مدير الكرة اندوني زوبيزاريتا في يناير (كانون الثاني) الماضي، ولكنه لن يعلن عن قراره المستقبلي إلا بعد نهائي دوري الأبطال.
وخلال الأيام العصيبة في مطلع العام الحالي، كانت العلاقة بين إنريكي وميسي متوترة للغاية، ولكن 30 انتصارا كانت كفيلة بتحسين العلاقة بينهما، حيث احتضنا بعضهما البعض عقب التتويج بلقب كأس ملك إسبانيا.
وقال إنريكي: «الهدف الأول لميسي كان خارقا، لقد كان مذهلا». وأضاف: «علينا ألا نستغرق طويلا في الاحتفالات، لأن هناك نهائيا مهما للغاية نستعد له».
وأغدق إنريكي الثناء على صانع اللعب المخضرم تشافي، الذي شارك من على مقاعد البدلاء في آخر 25 دقيقة ولكنه أعاد الروح إلى منطقة وسط الملعب. وتشافي الذي سينتقل إلى السد القطري في يوليو المقبل بعد 17 عاما قضاها مع برشلونة، هو اللاعب الإسباني صاحب أكبر عدد من الألقاب برصيد 24 لقبا، بفارق لقب واحد أمام باكو خينتو أسطورة ريـال مدريد.
ورفع تشافي كأس ملك إسبانيا مع زميله أندريس إنيستا في آخر ظهور له في استاد كامب نو، لكنه يطمح في مسك الختام بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا قبل الرحيل عن النادي بعد مسيرة حافلة ومتميزة.
وربما لعب تشافي دورا هامشيا مع برشلونة خلال الموسم الحالي لكن حصيلته من الألقاب على مدار 17 عاما مع الفريق تكشف عن مدى أهميته للنادي الكتالوني.
وعن الطموح لتحقيق إنجاز جديد قال تشافي: «من الممكن لنا تكرار الإنجاز التاريخي لكن من يدري. أعتقد أن المدرب (إنريكي) أحسن الاستفادة بلاعبي الفريق عن طريق التناوب ولذا فإن الكل يشعر بأنه في كامل النشاط وهذا أمر مهم».
وأضاف تشافي: «علينا توخي الحذر لأن يوفنتوس فريق كبير أيضا وثقته بنفسه كبيرة كما أنه أحرز لقبين مثلنا.. لكننا نرغب في إنجاز تاريخي».
وقال إنريكي: «أهمية تشافي في تاريخ برشلونة واضحة للجميع.. فقد خاض معظم المباريات الرسمية للفريق وفاز بمعظم الجوائز في تاريخ النادي ولا يزال يحتاج للفوز بدوري الأبطال مرة أخرى قبل أن يعتزل».
وأشادت الصحف الكتالونية والإسبانية كثيرا بنحو 45 ألف مشجع لفريق بلباو، الذين ساندوا فريقهم بكل قوة على مدار شوطي المباراة وتفوقوا على جماهير برشلونة في التشجيع على ملعب كامب نو. لكن بلباو أحد أكثر الأندية وصولا إلى النهائي (37 مرة) فشل في إحراز اللقب الأول له منذ 21 عاما وتحديدا منذ موسم 1983 - 1984 حين توج بثنائية الدوري والكأس التي رفعها حينها للمرة الثالثة والعشرين والأخيرة بفارق أربعة ألقاب خلف برشلونة.
* فولفسبورغ بطل كأس ألمانيا
وفي برلين فشل بوروسيا دورتموند في إهداء مدربه يورغن كلوب كأس ألمانيا بمناسبة وداعه بسقوطه أمام فولفسبورغ وصيف بطل الدوري 1 - 3 في المباراة النهائية.
وأشرف كلوب، 47 عاما، على دورتموند في مباراته الأخيرة بعدما قرر إنهاء مغامرته مع الفريق التي بدأت في 2008 وتوج معه بلقب الدوري عامي 2011 والثنائية (الدوري والكأس في 2012 وكأس السوبر عامي 2013 و2014 كما وصل معه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2013 حيث سقط في العقبة الأخيرة أمام مواطنه بايرن ميونيخ.
وسيترك كلوب مكانه لتوماس توشيل بذكرى أخيرة سيئة، كما ستبقى المباراة النهائية السابعة لدورتموند ذكرى سيئة أيضا لقائده سيباستيان كيهل الذي سيعتزل بعدها.
في المقابل، لم تكن رحلة فولفسبورغ، بطل الدوري عام 2009، إلى برلين من أجل مشاهدة وداع كلوب، وخرج منتصرا في ثاني تجربة له في النهائي بعد موسم 1994 - 1995 حين خسر أمام بوروسيا مونشنغلادباخ صفر - 3.
وجاهد كلوب بشدة لاحتواء مشاعره وهو يرى فريقه يخسر، وأكد عقب اللقاء أنه لن يتحدث عن رحيله «المؤلم» وأن المباراة كانت ستصبح مختلفة للغاية إذا تمتع فريقه بمزيد من الحظ.
وقال كلوب: «الرحيل سيكون مؤلما بداية من الآن. لن يكون هناك احتفال بالكأس بل مجرد حفل وداع».
وكانت البداية مثالية لرجال كلوب عندما افتتحوا التسجيل في وقت مبكر عبر الغابوني بيار ايميريك أوباميانغ في الدقيقة الخامسة، لكن فولفسبورغ نجح في الرد السريع وسجل ثلاثة أهداف في 16 دقيقة.
وقال كلوب وهو يغالب دموعه: «أبذل جهدا كبيرا في الوقت الحالي للتعامل مع هذه الهزيمة.. كان من الممكن أن نسجل هدفا ثانيا قبل نهاية الشوط الأول، أتيحت لنا الفرص. أتقدم بالتهنئة لفولفسبورغ». وأضاف: «قدمنا الكثير من الأمور بشكل جيد. لم يحالفنا الحظ. التحدي الأكبر بالنسبة لي في الحياة هو التعامل مع الهزائم».
* سان جيرمان ينتزع كأس فرنسا
وفي باريس أكمل باريس سان جيرمان ثلاثيته المحلية بعد فوزه على أوكسير من الدرجة الثانية 1 - صفر في المباراة النهائية لمسابقة كأس فرنسا في ضاحية سان دوني. وسجل ادينسون كافاني الهدف الوحيد هدف الفوز والمباراة الوحيد بضربة رأس في الدقيقة 65.
وكان فريق العاصمة أحرز الدوري المحلي للمرة الثالثة على التوالي، بالإضافة إلى الاحتفاظ بلقبه بطلا لكأس رابطة الأندية المحترفة، وبات بالتالي أول فريق يحقق هذا الإنجاز.
وهذه الثلاثية قد تصبح رباعية غير مسبوقة أيضا إذا ما أضيفت إليها كأس الأبطال – السوبر) التي أحرزها فريق العاصمة في بداية الموسم بفوزه على غانغان 2 - صفر أغسطس (آب) الماضي في بكين.
وأحرز سان جيرمان أحد أكثر الأندية ثراء في العالم كأس فرنسا للمرة التاسعة في تاريخه والأولى منذ عام 2010.
من جانبه، أنهى أوكسير دوري الدرجة الثانية في المركز التاسع في ثالث موسم له على التوالي في هذه الدرجة وفشل في الفوز في آخر 7 مباريات، علما بأنه توج بطلا لكأس فرنسا 4 مرات في فترته الذهبية بين عامي 1994 و2005.