العراق يتسلم من أميركا الدفعة الأولى من الصواريخ حارقة الدروع

موسكو تستعد لتزويده بنوع جديد من المروحيات

العراق يتسلم من أميركا الدفعة الأولى من الصواريخ حارقة الدروع
TT

العراق يتسلم من أميركا الدفعة الأولى من الصواريخ حارقة الدروع

العراق يتسلم من أميركا الدفعة الأولى من الصواريخ حارقة الدروع

كشف مسؤول عراقي كبير عن تسلم بغدادمن الولايات المتحدة «الدفعة الأولى من الصواريخ الحارقة للدروع والتي يبلغ عددها 3000 صاروخ». وقال المسؤول الكبير لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته، إن «الأميركيين عجلوا بإرسال هذه الصواريخ بعد أن حسبوا المتغيرات التي طرأت على أرض الواقع لا سيما بعد سقوط الرمادي الذي كان غير متوقع»، مشيرا إلى أنه «بحسب الاتفاق فإن هذه الصواريخ كان يجب أن تصل إلى العراق خلال شهر يونيو (حزيران) لكن دفعتها الأولى وعددها ألف صاروخ وصلت وسلمت إلى وزارة الدفاع».
وأضاف المسؤول أن «هذه الصواريخ البالغ عددها ثلاثة آلاف صاروخ هدية من الولايات المتحدة وهي بواقع 1000 صاروخ إلى قوات البيشمركة الكردية و2000 صاروخ إلى وزارة الدفاع»، مؤكدا أن «مسار المعارك سيتغير لأنها ذات فاعلية كبيرة رغم صغر حجمها».
وباشرت القوات العراقية باستخدام هذه الصواريخ وصدت بها أمس هجوما بثماني سيارات مدرعة مفخخة على قاعدة عسكرية في منقطة الشيحة الواقعة قرب الفلوجة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عقيد في الشرطة أن «القوات العراقية التي تم تجهيزها بمنظومة صواريخ جديدة تمكنت من صد جميع الشاحنات الانتحارية المفخخة قبل وصولها إلى مقر الفوج الثاني التابع للفرقة الأولى». وأعلنت الولايات المتحدة بعد سقوط الرمادي أنها أرسلت ألفي صاروخ مضاد للدروع من طراز «إي تي 4» السويدي المطور لمساعدة القوات العراقية في مواجهة تهديدات السيارات والشاحنات المفخخة.
وفي تطور لاحق أمس، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن وصول الجنرال جون آلن، مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون التحالف الدولي ضد «داعش»، إلى بغداد لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء العراقي ومسؤولين كبار آخرين لبحث الدعم الأميركي للجهود العراقية في مواجهة التنظيم المتطرف بما في ذلك المعارك الدائرة في الأنبار وكيف يمكن أن يساعد التحالف الدولي الخطة العراقية لاستعادة الرمادي.
كما كشف المسؤول الكبير الذي رافق رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أثناء زيارته الأخيرة إلى روسيا أن «الروس أبلغوا الجانب العراقي باستعدادهم لتزويد العراق بنوع جديد من طائرات الهليكوبتر (المروحية) التي لم يتم تزويد أي بلد منها في العالم». وبينما أكد المسؤول أنه «لم يتم خلال الزيارة توقيع أي عقود تسليح إلا أنه ومن خلال وجود قادة عسكريين ضمن الوفد فقد بدأت المباحثات بهذا الصدد وأكد خلالها الروس دعم العراق في حربه ضد الإرهاب علما أن هناك مشكلة تتعلق بالتحويل المالي إلى البنوك الروسية لأسباب تتعلق بالعقوبات المفروضة على روسيا».
وأوضح المسؤول أن «الروس كانوا متفاعلين مع الجانب العراقي لكنهم أكثر عمليا في التعامل مع المواضيع المطروحة لا سيما على صعيد السلاح بالإضافة إلى أن هناك تطابقا في وجهات النظر بين الجانبين على صعيد الأزمة السورية وإيران».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».