استراتيجية لتطوير السلطة القضائية في إقليم كردستان

طرحها مجلس القضاء في مؤتمره الأول الذي اختتم أمس

استراتيجية لتطوير السلطة القضائية في إقليم كردستان
TT

استراتيجية لتطوير السلطة القضائية في إقليم كردستان

استراتيجية لتطوير السلطة القضائية في إقليم كردستان

اختتم مجلس القضاء في إقليم كردستان أمس مؤتمره الأول لتطوير النظام القضائي في الإقليم، وخرج المؤتمر بمجموعة من التوصيات تهدف إلى ضمان استقلالية القضاء إلى جانب صياغة خطة استراتيجية لتطوير النظام القضائي خلال السنوات الخمس المقبلة.
وقال هوشيار مالو، ممثل المنظمة الكردية لمراقبة حقوق الإنسان في الإقليم، لـ«الشرق الأوسط»: «توصلنا خلال اليوميين الماضيين إلى مجموعة من التوصيات، القسم الأكبر منها متعلق بتشريعات القوانين منها دستور كردستان وكيفية ضمان استقلالية السلطة القضائية في الدستور، وأيضا من خلال قوانين مثل قانون السلطة القضائية وقانون الادعاء العام وقانون الإشراف القضائي»، مضيفا أن «من التوصيات الأخرى ما يتعلق بالجانب الفني وتدريب وتطوير القابليات للقضاة وللمحققين والآخرين من منتسبي هذا السلك، فالكادر القضائي في إقليم كردستان يحتاج إلى تطوير وبناء القابليات».
وتابع مالو: «كذلك كانت هناك توصيات خاصة بالهياكل والمؤسسات وكيفية ارتباطها وعلاقاتها مع بعضها البعض، مثل الادعاء العام، فجزء منه يقع تحت إشراف وزارة العدل الذي هو الجانب التنفيذي من السلطة في الإقليم والجزء الآخر منه في القضاء الذي لم يفصل عنه، وهذه الهياكل بحاجة إلى أن تعود إلى الأسرة والسلطة القضائية، بالإضافة إلى أن المؤتمر أكد على المكننة والأرشفة الإلكترونية والقضاء الإلكتروني».
وأوضح مالو ستوضع هذه التوصيات في خطة استراتيجيه خلال السنوات الخمس المقبلة لتطوير النظام القضائي في الإقليم، وتحتوي هذه الخطة على جميع المحاور التي ذكرتها وستكون هناك لجنة مشتركة من السلطات المختلفة في إقليم كردستان.
بدوره، قال مدحت المحمود، رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق، الذي كان ضمن الشخصيات الحاضرة في المؤتمر، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نوعان من القضاء، هما الاتحادي والإقليمي، والتنسيق بيننا جيد وغرض مشاركتنا في المؤتمر هو تعميق الاتصال بين القضاءين وأرى أن قضاء كردستان بطبيعته هو قضاء مستقل، وأن تطوير القضاء في الإقليم سينعكس على تطوير القضاء بصورة عامة في العراق، فحين أسهمنا في دراسة تطوير القضاء في إقليم كردستان لم يغب عن بالنا تطوير القضاء الاتحادي في مرحلة ما بعد 2003».
من جهته، قال هوكر جتو، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، لـ«الشرق الأوسط» إن «تطوير القضاء أصبح مطلبا جماهيريا لإيجاد نموذج جديد للسلطة القضائية يتماشى مع المتغيرات الحاصلة في المجتمع، ويجب أن يكون القضاء مواكبا، من ناحية التطور، للسلطتين التنفيذية والتشريعية، وعلى السلطة القضائية بذل كل ما لديها من جهود لتحقيق ذلك».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.