أنباء عن «مسودة اتفاق» بين الحوثيين والتحالف برعاية عمانية

القبول بالشرعية وعودة الأوضاع لما قبل الانقلاب وإعادة تقسيم الأقاليم

أنباء عن «مسودة اتفاق» بين الحوثيين والتحالف برعاية عمانية
TT

أنباء عن «مسودة اتفاق» بين الحوثيين والتحالف برعاية عمانية

أنباء عن «مسودة اتفاق» بين الحوثيين والتحالف برعاية عمانية

تحدثت مصادر إعلامية وناشطون يمنيون عن «تسريبات» قالوا إنها تتعلق باتفاق جمع مسؤولين حوثيين وموفدين عن سلطات التحالف، بشأن إنهاء الأزمة في اليمن. ويفضي مشروع الاتفاق إلى إنهاء الحرب الدائرة هناك، وإعادة السلطة الشرعية، والبدء في حوار سياسي لا يستثني أحدًا، والقبول بمبدأ إعادة تقسيم اليمن إلى إقليمين بدلاً من ستة في إطار وحدة فيدرالية، مع إعادة تكوين الجيش، واستبعاد أي دور سياسي للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
نقاط الاتفاق التي سعت «الشرق الأوسط» للتأكد منها من مصادر خليجية أو يمنية، تأتي كنتيجة لمساعٍ عمانية ظلت تعمل في الظل للتوصل إلى حلّ للأزمة اليمنية، وتحتفظ سلطنة عمان بعلاقات مع مختلف الأطراف اليمنية، وبينها جماعة «أنصار الله» الحوثي.
ويوم أمس، أكد محمد عبد السلام، الناطق الرسمي لحركة «أنصار الله»، أن «هناك مقترحات ووجهات نظر مع كثير من الأطراف الدولية والإقليمية يتم التباحث حولها في سلطنة عمان» وكذلك المسائل المتعلقة بالحرب.
وقال عبد السلام فی تعليق له نشره على موقعه على صفحته بـ«فیسبوك»: «فی إطار اللقاءات المستمرة فی سلطنة عمان یتم التباحث حول کثیر من المسائل المتعلقة بالعدوان على الیمن وتبادل الآراء ومقترحات الحلول ووجهات النظر مع العدید من الأطراف الدولیة والإقلیمیة بإشراف الأشقاء فی سلطنة عمان».
وأضاف: «لقد لمسنا حرص القیادة العمانیة على إحلال السلام والأمن والاستقرار ودعم الإغاثة الإنسانیة والحلول السلمیة والجهود الدولیة ذات الصلة برعایة الأمم المتحدة».
النقاط السبع، التي قيل إنه جرى التوافق بشأنها مع الحوثيين، جاءت بعد يومين من زيارة قام بها وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى سلطنة عمان الثلاثاء الماضي؛ حيث راجت أنباء عن لقائه موفدين عن جماعة الحوثي، كانوا قد وصلوا قبلاً إلى سلطنة عمان بواسطة طائرة عمانية حطت في مطار صنعاء. ودعا ظريف بعد لقائه مسؤولين عمانيين إلى استئناف الحوار بين جميع الأطراف السياسية اليمنية، من دون استثناء أحد، في إشارة ضمنية إلى جماعة الحوثيين. وقال ظريف بعد لقائه يوسف بن علوي عبد الله، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، إنه «ينبغي البحث عن حلول جديدة وبذل جهود حثيثة لوقف إطلاق النار بشكل دائم وإرسال المساعدات الإنسانية الفورية للشعب اليمني».
وتتضمن هذه النقاط قبول الحوثيين بمقررات مجلس الأمن ومن بينها الانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة وعودة السلطة السياسية كاملة إلى صنعاء.
كما تدعو إلى البدء في تنفيذ مخرجات الحوار وعفو عام للحوثيين يصدر بقرار من الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وتدعو نقاط الاتفاق إلى خروج الرئيس السابق علي عبد الله صالح لدولة أخرى، وتعهد الحوثيون بأن يشكلون كيانًا سياسيًا ويكون لهم دور في الحياة السياسية في المستقبل، ولكن بحجمهم الحقيقي كما كان قبل سبتمبر (أيلول) الماضي.
ونصت كذلك على إحالة كل من تورط في هذه الحرب من كبار العسكريين من الضباط إلى التقاعد وبناء جيش وطني، تتمثل فيه جميع مناطق اليمنيين بنسب متوازنة.
وتعالج نقاط الاتفاق واحدة من مطالب الحوثيين بإعادة تقسيم الأقاليم؛ حيث ينص على إعادة النظر في تقسيم اليمن الفيدرالي إلى إقليمين بدلاً من ستة في إطار وحدة فيدرالية.
كما تدعو مسودة الاتفاق إلى أنه خلال الفترة الانتقالية بعد تسليم المدن، يهيأ للانتخابات والبدء في بناء الدولة المدنية وإعادة الإعمار بدعم خليجي ودولي.
واعتبرت المسودة أن تنفيذ بنودها يأتي مقدمة لعقد مؤتمر جنيف.
وتأتي النقاط حصيلة للدبلوماسية العمانية، حيث تعيد الوساطة العمانية تعيد الدور السياسي لمسقط، الذي تباطأت حركته بسبب انقلاب الأوضاع في اليمن بعد الهجوم الحوثي على عدن. وكانت السلطنة قد أبلغت الحوثيين بضرورة تجنب التصعيد العسكري قبيل اقتحامهم مدينة عدن التي كان يتحصن فيها الرئيس عبد ربه منصور هادي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.