وزيرة الصحة العراقية تؤكد انتشال 470 جثة من المقابر الجماعية في تكريت

البرلمان : جميعهم من ضحايا مجزرة سبايكر

وزيرة الصحة العراقية عديلة حمود خلال مؤتمرها الصحافي ببغداد أمس (أ.ف.ب)
وزيرة الصحة العراقية عديلة حمود خلال مؤتمرها الصحافي ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

وزيرة الصحة العراقية تؤكد انتشال 470 جثة من المقابر الجماعية في تكريت

وزيرة الصحة العراقية عديلة حمود خلال مؤتمرها الصحافي ببغداد أمس (أ.ف.ب)
وزيرة الصحة العراقية عديلة حمود خلال مؤتمرها الصحافي ببغداد أمس (أ.ف.ب)

أعلنت وزيرة الصحة العراقية، عديلة حمود، في مؤتمر صحافي عقدته في بغداد، أمس، أن الجهات المختصة انتشلت 470 جثة من قاعدة سبايكر التي استعادتها القوات العراقية بعد معارك طاحنة مع «داعش» الشهر الماضي.
وكشف كبير أطباء المشرحة الرئيسية في بغداد، زياد علي عباس، خلال المؤتمر، أن الجثت انتشلت من أربعة مواقع داخل القاعدة. وتجري معاينة الجثت بمساعدة خبراء أجانب من ضمنهم خبراء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأوضحت السلطات أن اللوائح الأولى بأسماء الضحايا سيتم الإعلان عنها الأسبوع المقبل. وجرى تحديد هويات الجثت من خلال وثائق أو هواتف محمولة عثر عليها في مكان الحادث أو من خلال فحوصات الحمض النووي (DNA). وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، النائب حاكم الزاملي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «الفرق المختصة تعمل وبكل جهد على كشف المقابر الجماعية وانتشال جثث الشهداء الأبرياء في مجزرة سبايكر التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي الجريمة النكراء بقتل 1700 من الأبرياء العزّل بدم بارد».
وأضاف الزاملي، أن «الأجهزة الأمنية والفرق المختصة ودائرة الطب العدلي تمكنوا من اكتشاف أربع مقابر داخل قاعدة سبايكر تم انتشال 470 جثة من الشهداء في تلك المقابر الأربع، وتم التعرف وتحديد هويات كثير من الجثث من خلال الإجراءات المتبعة بذلك، ونأمل بالعثور على كل جثث الشهداء الأبرياء وتحديد هوياتهم وتسليم جثامينهم الطاهرة إلى ذويهم وصرف جميع حقوق الشهداء ومراعاة أهاليهم».
وكانت السلطات العراقية بدأت بعد أن استعادت السيطرة على تكريت في 31 مارس (آذار)، بتفتيش المنطقة بحثًا عن مقابر جماعية.
وكانت المجزرة التي حدثت ظهر يوم 12 يونيو (حزيران) الماضي، والتي راح ضحيتها 1700 مجند، قد حاولت الحكومة العراقية السابقة برئاسة نوري المالكي التستر عليها لفداحتها؛ إذ جرى إنكارها في البداية وتكذيب تفاصيلها من قبل نواب وإعلاميين وكتاب ومحللين سياسيين مقربين من المالكي، لكن الصور ولقطات الفيديو التي جرى تسريبها عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أجبرت رئيس الحكومة المنتهية ولايته على أن يصرح عبر التلفزيون بأن «(داعش) قتلت 157 من طلبة القوة الجوية في قاعدة سبايكر بتكريت»، في وقت نفى فيه كبار القادة العسكريين والناطق السابق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة مقتل طلبة القوة الجوية، مؤكدين أن الطلبة جرى نقلهم إلى قاعدة الإمام علي طليلة بالناصرية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.