بعد أن كان الموسم الماضي قاب قوسين أو أدنى من الظفر بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الأولى منذ 1990 قبل أن ينتزعه منه مانشستر سيتي في المرحلة الختامية، يجد برندن رودجرز مدرب ليفربول نفسه في وضع صعب وحرج للغاية بعد أن اختتم موسم 2014 - 2015 بهزيمة مذلة على يد ستوك سيتي 1 - 6 أول من أمس.
وقد تكون لهذه الخسارة المذلة تأثيرها على مستقبل رودجرز الذي اعترف بعد اللقاء بأن وضعه ليس آمنًا، بقوله ردًا على سؤال حول إذا هناك إمكانية للتخلي عنه: «دون أدنى شك. لطالما قلت بأنه إذا أراد مالكو النادي رحيلي فسأرحل. الأمر بهذه البساطة. لكني أشعر بأني ما زلت أملك الكثير لأقدمه هنا».
وواصل: «الموسم الماضي، عندما كانت جميع الأمور على ما يرام، حظيت بمساندة الجميع، لكن أداء مثل الذي قدمناه أمام ستوك لا يساعد على الإطلاق. أنا أعي ذلك تماما (إمكانية التخلي عنه). لقد حصل الكثير من الأمور التي صعبت من مهمتي لكننا واصلنا القتال بالشكل الصحيح حتى النهاية. لكني أتفهم أسباب النقد تمامًا».
وأضاف: «أود البقاء في هذا المنصب. أحب هذا العمل وأحب هذا النادي. كان الموسم صعبًا جدًا علينا وكما قلت سابقًا، إذا أراد المالكون رحيلي فسأرحل. أريد البقاء هنا لكني أتفهم أيضا بأننا بحاجة إلى أن نكون أفضل مما أظهرناه في الأسابيع الأخيرة».
وتقدم رودجرز باعتذاره إلى جماهير ليفربول التي شاهدت فريقه يذل في الشوط الأول من مباراة كانت هامة جدًا بالنسبة لهم ولم تكن هامشية على الإطلاق، وقال: «هذا الموسم كان صعبًا، خصوصًا في نهايته.. لم نفز بما فيه الكفاية من المباريات في الأشهر الأخيرة من الموسم، وبالتالي يحق لهم (للجمهور) أن يكونوا غاضبين ومحبطين. أنا أتحمل المسؤولية كاملة لأني المدرب». وأضاف: «أقدم الاعتذار لجماهير ليفربول عن العرض المخيب والباهت لفريقنا، أنا مستاء للغاية من الخسارة الكبيرة التي تعرضنا لها والأكبر في مسيرتي.. لكني أثق أنني قادر على تصحيح الأخطاء وبناء فريق قوي للموسم المقبل».
وأردف رودجرز الذي استلم مهمته مع ليفربول في يونيو (حزيران) 2012 بعقد لثلاثة أعوام بعد رحيل الاسكوتلندي كيني دالغليش، قائلاً: «لقد أنهينا الموسم في المركز السادس، وهو المركز الذي نستحق الوجود فيه. علينا الآن، أن نبدأ من جديد في مسعانا للنهوض مجددًا».
ومن المؤكد أن رودجرز بحاجة إلى إجراء قراءة شاملة لواقع الفريق الذي خسر قوته الهجومية الضاربة، بعدما أغرته أموال برشلونة الإسباني ودفعته للتخلي عن الأوروغوياني لويس سواريز، مما جعله يكتفي بما معدله 1.38 هدف في المباراة، مقابل 2.66 خلال موسم 2013 - 2014.
وقد فشل رودجرز في رهانه على الإيطالي ماريو بالوتيللي وريكي لامبرت من أجل تعويض رحيل سواريز، كما أن المهاجمين الآخرين دانيال ستاريدج الذي عانى من الإصابة واكتفى بخوض 7 مباريات فقط كأساسي منذ بداية الموسم، والإيطالي فابيو بوريني لم يقدما أي شيء يذكر والأرقام تتحدث عن نفسها: 8 أهداف فقط لهذا الرباعي في الموسم.
ومن المتوقع أن يعزز المهاجم البلجيكي الواعد ديفوك أوريجي القوة الهجومية لليفربول الذي تعاقد معه في يوليو (تموز) لكنه أبقاه على سبيل الإعارة مع فريقه ليل الفرنسي حتى نهاية الموسم الحالي، لكن ذلك لن يكون كافيًا للفريق الذي يحتاج إلى تعزيز صفوفه بمهاجم آخر أو حتى اثنين إذا ما أراد العودة إلى المستوى الذي كان عليه الموسم الماضي.
يذكر أن ليفربول ودع هذا الموسم دوري أبطال أوروبا من الدور الأول ثم انتهى مشواره القاري عند الحاجز الأول من مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» على يد بشكتاش التركي، فيما وصل إلى الدور نصف النهائي من مسابقتي كأس إنجلترا وكأس الرابطة حيث انتهى مشواره في الأولى أمام آستون فيلا وفي الثانية على يد تشيلسي الذي توج لاحقًا باللقب.
وكان من المفترض أن يكون وداع القائد ستيفن جيرارد لكتيبة ليفربول التي دافع عن ألوانها منذ 1998 مع الفريق الأول وتوج معها بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2005 والكأس عامي 2001 و2006 وكأس الرابطة أعوام 2001 و2003 و2012 وكأس الاتحاد الأوروبي عام 2001 والكأس السوبر الأوروبية عامي 2001 و2005، مناسبة احتفالية قبل انتقاله إلى لوس أنجليس غالاكسي لكن ستوك سيتي حولها إلى مذلة بعدما الحق بليفربول أسوأ هزيمة له في دوري الأضواء منذ أبريل (نيسان) 1963 (خسر أمام توتنهام 2 - 7) والأسوأ منذ انطلاق الدوري الممتاز.
والأسوأ من ذلك أن ستوك سيتي حسم فوزه على ليفربول في الشوط الأول بعد أن دك شباك الحارس البلجيكي سيمون مينيوليه بخمسة أهداف، قبل أن يسجل جيرارد نفسه هدف معنوي في مباراتها الـ750 الأخيرة بقميص ليفربول، لكن زميله السابق في ليفربول بيتر كراوتش أضاف السادس لأصحاب الأرض في أواخر المباراة.
وهذه المرة الأولى منذ انطلاق الدوري الممتاز التي تهتز فيها شباك ليفربول بأربعة أهداف أو أكثر في الشوط الأول والمرة الأولى التي يحصل فيها هذا الأمر في دوري الأضواء (الأولى أو الممتازة) منذ أن خسر أمام آستون فيلا 1 - 5 أيضًا عام 1976.
ولم تكن هزيمة ليفربول هامشية لأنهم سيضطرون بسببها إلى خوض الملحق المؤهل إلى دور المجموعات من مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» بعد تراجعهم إلى المركز السادس لمصلحة توتنهام الذي تغلب بدوره على قطب مدينة ليفربول الآخر فريق إيفرتون (1 - صفر)، إلا في حال تتويج آرسنال بلقب الكأس عوضًا عن آستون فيلا ما سيمنح رجال رودجرز بطاقة التأهل المباشر وساوثهامبتون الذي خسر أمام مانشستر سيتي الوصيف (صفر - 2) بطاقة خوض الملحق.
ويتأهل أول ثلاثة أندية مباشرة إلى دوري الأبطال ويخوض الرابع الملحق وهي مراكز حسمتها أندية تشيلسي وسيتي وآرسنال ومانشستر يونايتد، فيما يتأهل الخامس إلى الدوري الأوروبي ويخوض السادس الملحق بفضل تشيلسي الذي أحرز مسابقة كأس الرابطة والذي ضمن خوض دوري الأبطال.
ويتأهل الفائز بمسابقة الكأس إلى الدوري الأوروبي علمًا بأن آرسنال وآستون فيلا يخوضان النهائي في 30 الحالي، وبحال تتويج آرسنال، فإن سادس الترتيب يتأهل مباشرة إلى الدوري الأوروبي ويخوض السابع الملحق.
وخلفت الجولة الأخيرة للدوري الإنجليزي إطاحة وستهام بمدربه سام الاردايس، إثر الهزيمة بهدفين أمام نيوكاسل، وسط إشارات بأن المدرب الكرواتي سلافين بيليتش سيكون هو البديل المحتمل.
وأعلن بيليتش أمس أنه سيترك نادي بشكتاش التركي الذي بدأ العمل معه قبل عامين من انتهاء عقده نهاية الشهر الحالي.
وقال بيليتش بعد الخسارة التي مني بها فريقه أمام غلاطة سراي صفر - 2 أول من أمس في مباراة الدربي المحلي: «أنا المسؤول الوحيد عن هذه الحالة، لن أتابع عملي مع بشكتاش الموسم المقبل».
وقد فقد بشكتاش الأمل نهائيا في إحراز اللقب المحلي، في حين أن غلاطة سراي يأمل إحراز اللقب من جديد عندما يلتقي مع فناربغشة صاحب المركز الثاني شرط أن يفوز عليه.
وأكد بيليتش: «حاولنا على مدى موسمين الفوز بالبطولة ولم نتمكن وذلك يعني أنه هناك تفسير لهذه الحالة، لكن أنا قد أكون المسؤول الرئيسي عن السبب».
وأمضى بيليتش ست سنوات متتالية مع المنتخب الكرواتي ثم تولى مهمة تدريب دينامو موسكو لمدة موسم واحد قبل أن يتعاقد لتدريب بشكتاش. وسبق للمدرب البالغ من العمر 46 عامًا أن لعب لمدة موسم في وستهام عام 1996 وخاض معه 40 مباراة.
عودة نوريتش
عاد نوريتش سيتي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إثر فوزه على ميدلزبره 2 - صفر في تصفيات الملحق أمس..
وسجل كاميرون جيروم في الدقيقة 12 وناثان ريدموند (15) الهدفين وضمنا صعود نوريتش الذي يشرف عليه المدرب الشاب سكوت اليكس نيل (33 عاما)، بعد عام واحد في الدرجة الأولى إلى الدوري الممتاز مع واتفورد وبورنموث.
في المقابل، فشل ميدلزبره بقيادة مدافع ريال مدريد السابق الإسباني ايتور كارانكا، في العودة إلى النخبة وسينتظر على الأقل عاما سابعا لتحقيق هدفه.
وسيحل واتفورد وبورنموث اللذان ضمنا صعودا مباشرا. ونوريتش محل فرق كوينز بارك رينجرز وبيرنلي وهال سيتي التي هبطت إلى الدرجة الأولى.