«داعش» يوقف الحركة بين العراق وجاريه الغربيين

يسيطر على معبرين مع سوريا ويعطل ثالثًا مع الأردن

«داعش» يوقف الحركة بين العراق وجاريه الغربيين
TT

«داعش» يوقف الحركة بين العراق وجاريه الغربيين

«داعش» يوقف الحركة بين العراق وجاريه الغربيين

تضم محافظة الأنبار ثلاثة من أصل أربعة معابر حدودية مع سوريا والأردن لم يعد أي منها تحت السيطرة الكاملة للحكومة العراقية. وهذه المعابر هي:

* ربيعة
* يقع هذا المعبر شمال غربي الموصل، مركز محافظة نينوى، ويقابله على الجانب السوري معبر اليعربية الذي سيطر عليه تنظيم داعش إبان هجومه الكاسح في يونيو (حزيران) الماضي، وكان ممرًا مهمًا لنقل أسلحته ومقاتليه بين معاقله في سوريا والموصل. وظل المعبر تحت سيطرة التنظيم المتطرف حتى أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما استعادته قوات البيشمركة الكردية.

* القائم
* سقط هذا المنفذ الذي يقع في محافظة الأنبار ويقابله في الجانب السوري معبر البوكمال بيد مسلحي تنظيم داعش في يوليو (تموز) من العام الماضي. وبعد أكثر من خمسة أشهر من سيطرة المسلحين عليه تم تفجيره بالكامل ونسف جميع المباني بالعبوات المتفجرة، في إعلان من التنظيم المتطرف بأنه «لا حدود بعد اليوم بين العراق وسوريا».

* الوليد
* هذا المعبر قبل سقوطه بيد تنظيم داعش أمس كان مخصصا للحركة التجارية. ورغم أن القوات العراقية كانت موجودة في المعبر فإن الطريق إليه كان خاضعا لسيطرة «داعش»، وكان مسلحو التنظيم يفرضون ضرائب على سائقي الشاحنات بعد تأكدهم من أن تلك البضائع تعود لتجار عراقيين وليس إلى الحكومة، ويعطون كل سائق شاحنة وصلا مختوما بختم التنظيم يعطي الحق لسائق الشاحنة في المرور عبر المناطق التي يسيطر عليها، فيما تتم مصادرة البضائع التي يشك المسلحون في أنها تنقل لحساب الدولة ويقتلون سائق الشاحنة.

* طريبيل
* هذا هو المعبر الوحيد مع الأردن، ويقابله في الجانب الأردني معبر الكرامة، وهو متوقف عن العمل منذ هجوم شنه انتحاريون عليه بسيارات مفخخة أواخر الشهر الماضي. كما أن مسلحي تنظيم داعش يسيطرون على مساحات واسعة من الطريق الدولي بين المعبر ومدن الأنبار وصولا إلى التخوم الغربية لبغداد. وهناك قوات عراقية تجوب المنطقة لحماية المعبر وتأتيها التعزيزات عن طريق المروحيات التابعة لطيران الجيش العراقي، إضافة إلى وجود دوريات من حرس الحدود الأردني لحماية المنفذ.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».