قادة قبائل ليبيا يتوافدون على القاهرة استعدادًا لملتقى حاسم

طائرات الحكومة الليبية تهاجم سفينة قبالة سرت

قادة قبائل ليبيا يتوافدون على القاهرة استعدادًا لملتقى حاسم
TT

قادة قبائل ليبيا يتوافدون على القاهرة استعدادًا لملتقى حاسم

قادة قبائل ليبيا يتوافدون على القاهرة استعدادًا لملتقى حاسم

استقبل مطار القاهرة اليوم الأحد العشرات من مشايخ ورموز القبائل الليبية قادمين بطائرتين خاصتين من طبرق ومن بعض الدول للمشاركة في فعاليات الملتقى الثاني للقبائل الليبية الذي يعقد بمصر غدًا الاثنين.
وقالت مصادر إن الطائرة الأولى وصلت برحلة رقم 216 تابعة لطيران «كايرو أفيشن» من طبرق وعليها 145 من قادة القبائل والبرلمانيين، والطائرة الثانية لنفس شركة الطيران وصلت برقم 218 قادمة أيضا من طبرق وعليها أكثر من مائة من قادة ورموز القبائل، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأشارت المصادر إلى أن مصر قررت استضافة الملتقى الثاني للقبائل الليبية لمدة ثلاثة أيام في إطار إيمانها بالدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه مشايخ ورموز القبائل الليبية في توحيد الشعب الليبي ونبذ الفرقة التي تهدده وحرصًا من مصر على أهمية الإسراع في تحقيق الاستقرار والوصول بليبيا إلى بر الأمان وبدء انطلاق الدولة الليبية نحو مرحلة بناء المؤسسات وإعادة الإعمار، وصولاً إلى تلبية تطلعات وآمال الشعب الليبي الشقيق.
وأضافت المصادر أن مصر تأمل أن تنجح جهود الملتقى في تلبية آمال أبناء ليبيا، إذ تدعم مصر دائما خيارات الأخوة في ليبيا، وتؤمن بأن استقرار ليبيا يصب في مصلحة مصر وأن مصر تدرك أهمية دور القبائل الليبية في ظل تلك الظروف الدقيقة التي تمر بها ليبيا بما يضمن الحفاظ على وحدتها واستقرارها.
وقالت المصادر إن مصر تدعم المؤسسات الشرعية للدولة الليبية واحترام إرادة الشعب الليبي، وتدعم التوصل لتوافق وطني يساهم في نجاح مسارات الحوار الذي تقوده الأمم المتحدة في ليبيا من خلال مبعوث السكرتير العام برناردينو ليون، وصولاً إلى الهدف الأسمى لتحقيق الاستقرار والازدهار في ليبيا، خصوصا في ظل تعاظم التهديدات الخطيرة التي تواجه كل أطياف الشعب الليبي، وأهمها انتشار التنظيمات الإرهابية والتي وجدت ملاذا لها في ليبيا مستغلة حالة الاضطراب الأمني، لذلك يأتي دور القبيلة الليبية في مجابهة الفكر المتطرف، الذي يهدد تماسك نسيج المجتمع الليبي، والتصدي لمحاولات الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد.
وفي غضون ذلك، قال قائد سلاح الجو الليبي إن طائرات حربية تابعة للحكومة المعترف بها دوليا هاجمت سفينة قبالة ميناء سرت اليوم الأحد.
وقال صقر الجروشي لوكالة «رويترز» إن الطائرات المقاتلة حذرت سفينة لا ترفع علما قبالة مدينة سرت، لكن السفينة تجاهلت التحذير. وأضاف أن القوات الجوية منحت السفينة فرصة لتقييم الوضع لكن الطائرات هاجمتها لأنها كانت تنزل مقاتلين وأسلحة.
وذكر مسؤول نفطي أن السفينة في الحقيقة ناقلة تحمل 25 ألف طن من زيت الغاز.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».