فتح القضاء المغربي تحقيقا في ادعاءات أحد مواطنيه، قال فيها إنه تعرض لـ«سوء المعاملة والاعتداء الجنسي» خلال فترة سجنه في بريطانيا بسبب تهمة الإرهاب، حسبما أكد مصدر قضائي.
وأكد بيان للوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في العاصمة الرباط، نشرته وكالة الأنباء الرسمية، أن المغربي يونس تسولي «صرح بأنه تعرض لسوء المعاملة والاعتداء الجنسي خلال اعتقاله ببريطانيا، حيث كان يقضي عقوبة سجنية لارتكابه أفعالا إرهابية».
وأعلن وكيل الملك في البيان نفسه أن «يونس تسولي سيخضع لخبرة طبية للتأكد من مدى صحة هذه الاتهامات»، مشيرا إلى «أنه إذا ما ثبتت هذه الاتهامات فإنه سيتم فتح ونقل تحقيق قضائي إلى القضاء البريطاني من أجل البحث».
ويونس تسولي شاب مغربي في الثلاثينات طردته بريطانيا الأربعاء الماضي، بعد أن قضى فيها مدة في السجن بتهم تتعلق بالإرهاب، واعتقلته السلطات المغربية الخميس بعدما حاصرت منزل ذويه حيث كان يختبئ.
وبحسب السلطات فقد تم توقيف هذا الشاب حيث كان «يوجد في شرفة مسكن القنصل العام لبريطانيا بالرباط، والذي تمكن من الوصول إليه انطلاقا من العمارة التي يقطنها والداه».
وعبرت الرباط الجمعة عن «استيائها» لدى بريطانيا باعتبار أن «السلطات البريطانية لم تقُم بالإشعار بمدى خطورة هذا الشخص، وأصرت على أن يبقى طليقا، مهددا بذلك حياة أشخاص». وأوضح بيان رسمي أن وزير الداخلية محمد حصاد اتصل بنظيرته البريطانية تيريزا ماي وعبر لها عن «استياء السلطات المغربية».
وكانت المواقع المتطرفة قد احتفت بشكل كبير بتسولي الذي كان يرفض ترحيله إلى بلاده، وتصفه بـ«البطل المغربي قائد الهجوم الإلكتروني على المواقع الإلكترونية المعادية للمسلمين»، ونقل المنبر الإعلامي المتطرف الموالي لتنظيم القاعدة أن تسولي، ابن دبلوماسي مغربي، كان يدرس في جامعه لندن عام 2001 تقنية المعلومات، وهو يعد أكبر هاكر، وكان اسمه في المواقع المتطرفة «007»، نسبة للعميل البريطاني جيمس بوند. وأضاف أن دوائر الاستخبارات حول العالم حاولت كشف هوية قرصان شبكة الإنترنت، الذي أصبح القناة الرئيسة لـ«القاعدة» على الإنترنت، وقد أثار هذا الشاب المتحدث جيدا بالإنجليزية والضليع في مجال المواقع حنق ملاحقيه مطلقا على نفسه لقب «إرهابي 007».
وحكم على تسولي بالسجن مدة 16 سنة في 2007 بعد عامين من المطاردة من قبل المخابرات البريطانية، على خلفية توزيع تعليمات لصنع القنابل وأشرطة فيديو تظهر «قطع الرؤوس»، وتسريبها عبر مواقع رسمية على الإنترنت بعد قرصنتها لفائدة تنظيم القاعدة. وتمكن تسولي من اختراق أجهزة الكومبيوتر الخاصة بالجامعة الأميركية، وشن حملة دعاية واسعة على الإنترنت لـ«تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» بقيادة أبو مصعب الزرقاوي، كما علّم المتطرفين كيفية السيطرة على أجهزة الكومبيوتر، وتمكن من دفعهم للقيام بهجمات عبر توزيع كتيبات صنع الأسلحة في سرية تامة من خلال الشبكة.
ووجه المحققون 8 اتهامات إلى تسولي من بينها التآمر على القتل، والتآمر للقيام بعمليات تفجير، والتآمر على إحداث اضطراب عام، والتآمر للحصول على أموال بالاحتيال والسرقة.
القضاء المغربي يحقق في ادعاءات بتعذيب أحد مواطنيه في بريطانيا
حكم عليه بالسجن مدة 16 سنة على خلفية توزيع تعليمات لصنع القنابل
القضاء المغربي يحقق في ادعاءات بتعذيب أحد مواطنيه في بريطانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة