مضت ذكرى الوحدة الفضية 22 مايو (أيار) 90 - 2015 وجبهات القتال مستعرة في محافظات عدن والضالع وشبوة ولحج وأبين، فبعد خمسة وعشرين عاما على التوحد السياسي بين الدولتين في الجنوب والشمال ها هي الأحداث المتتالية تكشف وبجلاء عن حقيقة تلك الوحدة التي لطالما عدها الرئيس المخلوع واحدة من إنجازاته الخارقة إن لم نقل أهم مكسب تاريخي وسياسي حققه الرجل طوال حكمه الطويل الذي جاوز ثلث قرن، بل ولم ينته بعد ورغم خلعه بثورة شعبية عارمة غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
وفي محافظة شبوة شرق عدن توفي مساء أول من أمس الجمعة محافظ محافظة شبوة أحمد علي باحاج، إثر حادث انقلاب لسيارته في منطقة العبر شرق حضرموت.
وأوضح مصدر في المقاومة في شبوة لـ«الشرق الأوسط» إن مقتل المحافظ واثنين من مرافقيه كان إثر تعرض سيارته لحادث مروري في منطقة العبر شرق حضرموت التي كان قد انتقل إليها بعد خروجه من موقع المواجهات شرق شبوة وفي الطريق تعرض لحادث مروري نقل على إثره إلى مستشفى منطقة الشرورة الحدودية في المملكة لتلقي العلاج، وأشار المصدر إلى أن المحافظ وقبل مقتله كان متجها إلى المطار في حضرموت الذي يوجد به اللواء المقدشي رئيس هيئة الأركان بوزارة الدفاع والمعين حديثًا من الرئيس هادي، ولفت المتحدث إلى أن المحافظ ومرافقيه كانوا قد انسحبوا من الجبل الأبيض في شبوة صباح الجمعة، متجهين إلى المقدشي بعد مواجهات عنيفة شهدتها منطقة خفعة بين المقاومة والميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع.
وحول ملابسات الحادثة ذكر مسؤول محلي لـ«الشرق الأوسط» أن مقتل المحافظ كان بعد انسحابه ومرافقيه من الجبل الأبيض، متجها إلى منطقة العبر حيث اللواء المقدشي هناك، وذلك بعد معركة خاضتها المقاومة في خفعة مع الميليشيات وقوات صالح والحوثي، وبينما موكب المحافظ الذي يتكون من ثلاث سيارات نوع شاص سالك وسط وادي ﻋﺮﻣﺎء حدث أن اصطدم الموكب برجال من قبيلة الكرب التي لم يتم إبلاغها مسبقا بعبور موكب المحافظ، لذا فبمجرد أن رأوا ثلاثة أطقم مجهولة كانوا قد باشروا بملاحقتها، وفي هذه الأثناء توقف طقمان بعد إطلاق رجال القبيلة للرصاص في السماء، بينما طاقم المحافظ لم يتوقف ومضى في طريقه، تعرف رجال القبيلة على المرافقين الذين كانوا في الطاقمين، قام هؤلاء بالبحث عن مصير الطاقم الثالث إلى أن وجدوه على بعد 10 كلم وقد تعرض لحادث شنيع، تم التعرف على المحافظ ومرافقيه الذين كانوا مصابين جميعا فتم نقلهم إلى المنفذ السعودي مباشرة دون إسعافات أولية، فوافت المنية المحافظ وأحد مرافقيه فيما بقية المصابين يرقدون في المستشفى.
ففي محافظة عدن التي شهدت التوقيع التاريخي لإعلان هذه الوحدة قبل ربع قرن من الزمن أحبطت المقاومة محاولتين لتقدم الميليشيات الحوثية المدعمة بقوات الجيش الموالية للرئيس الأسبق صالح، وقال ناطق قيادة مجلس المقاومة في عدن علي الأحمدي لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات وقوات المخلوع حاولت إحداث تقدم في جبهتي العريش المطار شرق مدينة خور مكسر ودار سعد جعولة شمال عدن، إلا أن المقاومة تصدت لهما، إذ تمكن شباب المقاومة من الصمود بوجه الترسانة الحربية المتمثلة بالدبابات والمدفعية التي قصفت أماكن مختلفة شرق المطار وتحديدا في منطقة الصولبان وجوارها، ولفت الناطق الرسمي لقيادة مجلس المقاومة إلى أن المقاومة خسرت في هذه المواجهات قتيلين مساء الجمعة ويوم أمس السبت. مصدر طبي في عدن قال لـ«الشرق الأوسط» إن حالات الإصابة ليوم الجمعة بلغت 16 حالة، فيما لم تسجل رسميا أي حالة وفاة.
إلى ذلك علمت «الشرق الأوسط» من مصادر وثيقة أن الأيام القادمة ستكون حاسمة بين المقاومة الشعبية والميليشيات الحوثية وقوات صالح، وقالت تلك المصادر إن المقاومة الشعبية بدأت بإعادة ترتيب وتنظيم نفسها، مستفيدة من وجود عدد كبير من القيادات والضباط والأفراد السابقين أو من هم في الخدمة وتم إقصاؤهم في عهد الرئيس المخلوع، وأضافت المصادر أن هناك ألوية عسكرية في طور التشكل والتنظيم في عدن والضالع ولحج وسواها من المحافظات الجنوبية التي بدأت قيادتها العسكرية بمهمة التنظيم والتسليح لهذه الكتائب والألوية المتشكلة من ضباط وجنود متخصصين ممن تم تسريحهم قسرا ولأسباب سياسية وجهوية ومناطقية لا علاقة لها البتة بطبيعة البناء والتكوين للجيوش الوطنية، وأكدت المصادر ذاتها أن المرحلة القادمة ستشهد تطورات في الناحية العسكرية القتالية، بحيث ستنتقل المقاومة الجنوبية من طور العفوية والشعبية إلى طور منظم وفاعل وممنهج بمقدوره خوض المواجهات المسلحة وحسمها.
وفي محافظة الضالع شمال عدن وقعت مواجهات مسلحة بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي المسنودة بقوات الرئيس السباق، وقال مصدر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» إن أفراد المقاومة وسط مدينة الضالع تمكنت مساء الجمعة من اقتحام مبنى الأمن القديم في حي الجمرك والاستيلاء عليه، وأضاف المصدر أن مواجهات أمس السبت كانت بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، إذ كانت أصوات التراشقات المدوية والقوية قد سمعت بدءا من ساعة الفجر الأولى من يوم أمس السبت ولنحو ساعتين، وأفاد المتحدث أن المقاومة في الضالع ينقصها السلاح النوعي الذي بمقدوره حسم المعركة المحتدمة منذ شهرين، ونوه إلى أن الميليشيات وقوات صالح تعتمد في الأساس على تفوقها في العتاد الثقيل الذي تقصف به وبشكل عبثي وعشوائي، فيما المقاومة ما زال سلاحها متواضعا وبسيطا وإلا لكانت قد حسمت المعركة في وقت مبكر ودون تعرض مدينة الضالع لكل هذا الخراب والدمار الحاصل لها من قبل الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع.
إلى ذلك، وعلى صعيد المعارك الشرسة التي تخوضها المقاومة الشعبية الجنوبية لاستعادة المحافظة وعاصمتها عتق قُتل ثلاثة وجرح 12 من رجال المقاومة الوطنية الجنوبية إثر المواجهات المسلحة أول من أمس الجمعة مع ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع صالح، وقال مصدر في المقاومة الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المواجهات بدأت عند ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة، في شرق مدينة عتق في محافظة شبوة، وإن حصيلة هذه المواجهات كانت ثلاثة قتلى و12 مصابا, فضلا عن شخص مفقود اسمه صدام سالم عبد ربه بن حديج الباراسي العولقي.
وكان الرئيس هادي ونائبه خالد بحاح قد عينا العقيد ركن أحمد صالح عمير محافظا لمحافظة شبوة بدلا عن المحافظ القتيل أحمد باحاج.
مصرع محافظ شبوة.. والمقاومة تخوض معارك شرسة لاستعادة المحافظة وعاصمتها
مصادر لـ {الشرق الأوسط}: الأسابيع القادمة ستكون فاصلة مع الميليشيات الحوثية وقوات صالح
مصرع محافظ شبوة.. والمقاومة تخوض معارك شرسة لاستعادة المحافظة وعاصمتها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة