المقاومة الشعبية لـ {الشرق الأوسط}: لن نتردد في تقديم أرواحنا ثمنًا لخروج المتمرد الحوثي من عدن

واصلت صمودها وألحقت الخسائر بصفوف المتمردين

المقاومة الشعبية لـ {الشرق الأوسط}: لن نتردد في تقديم أرواحنا ثمنًا لخروج المتمرد الحوثي من عدن
TT

المقاومة الشعبية لـ {الشرق الأوسط}: لن نتردد في تقديم أرواحنا ثمنًا لخروج المتمرد الحوثي من عدن

المقاومة الشعبية لـ {الشرق الأوسط}: لن نتردد في تقديم أرواحنا ثمنًا لخروج المتمرد الحوثي من عدن

ردت قوات المقاومة الشعبية بقوة على القصف المستمر الذي تقوم به ميليشيات الحوثيين وعلي عبد الله صالح تجاه محافظة عدن، وكل المناطق التابعة لها، مستخدمين الأسلحة المتوفرة لديهم من القوات النظامية في اليمن، وكذلك الأسلحة المتوسطة التي توفرها قوات التحالف لهم، عبر إنزال مظلي، كما أشار إلى ذلك أمس لـ«الشرق الأوسط» علي سعيد الأحمدي المتحدث الرسمي لمجلس المقاومة الشعبية في عدن، ليلحقوا الخسائر المادية والبشرية في صفوف المتمردين.
وشدد الأحمدي على أن كل اليمنيين في الجنوب سيضحون بأرواحهم حتى يخرجوا المحتل الغازي من ميلشيات الحوثيين وعلي عبد الله صالح، بحسب وصفه، أمس.
وتمكنت المقاومة الشعبية في عدن من إلحاق الخسائر بميليشيات الحوثي وصالح يدعمهم في ذلك الغارات الجوية لقوات التحالف الدولي التي تسببت في إنهاك المتمردين.
وقال مجلس المقاومة إنهم دمروا عددا من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التابعة للحوثيين منها دبابات وعربات وأطقم مسلحة، بخلاف الخسائر البشرية في صفوفهم أيضا.
وقال متحدث مجلس المقاومة الشعبية إن سقوط عدد من «الشهداء في صفوفنا لن يثنينا عن مواصلة قتال المتمرد الحوثي وقوات صالح الخارجين عن شرعية البلاد، من جميع محافظات الجنوب، بما فيها عدن، لأن مثل هؤلاء هم غزاة ومحتلون، ونحن نرغب بعودة الشرعية للبلاد»، مبينا أن الجزء الذي تسيطر عليه المقاومة الشعبية في عدن بجنوب اليمن، هو عبارة عن مناطق دفاعية.
واستمرت المناوشات أمس بين المقاومة الشعبية والمتمردين الحوثيين، في جبهات جعولة ودار سعد والعريش والممدارة، حيث أبلت المقاومة بلاء حسنا بحسب مصادر عسكرية هناك. وبينت المقاومة الشعبية أمس لـ«الشرق الأوسط» أن المتمردين الحوثيين وقوات صالح استخدمت في قصفها لمحافظة عدن ومواقع وجود المقاومة، الدبابات ومدفع 23 المضاد للطائرات، لكن أبناء المقاومة في صمود متواصل.
وفي جبهة صلاح الدين غرب مدينة البريقة أحرزت المقاومة تقدما في حربها للميليشيات الحوثية وقوات صالح، وأشارت مصادر إلى أن المقاومة في هذه الجبهة باتت تسيطر على معظم مساحة مديرية البريقة، وأن مدفعية المقاومة قامت أمس بقصف مواقع الميليشيات الحوثية وقوات صالح المنتشرة الآن في مناطق تقع في مواقع بين عدن ولحج. في المقابل، ما زالت المقاومة الشعبية تخوض حربا شرسة مع ميليشيات الحوثي وكتائب صالح المتحصنة في مبنى الإدارة المحلية وبعض الفنادق الواقعة شمال مدينة دار سعد. وشدد علي الأحمدي متحدث المقاومة في حديثه أمس لـ«الشرق الأوسط» على أنهم في المقاومة يرون أن الأوضاع «رغم ما بها من بعض الأوجاع، تسير لصالحنا، فعدن وكما تعرفون أصبحت مقسم إلى جزأين، جزء بيد المقاومة الشعبية التي يمثلها أبناء الجنوب وأبناء عدن، والجزء الثاني بيد الحوثيين، وهي مناطق خور مكسر كريتر والمعلا والتواهي وهي آخر منطقة وقعت بأيديهم».
وكشف الأحمدي أن المتمردين الحوثيين وقوات صالح استغلوا أيام الهدنة الإنسانية الخمسة التي أقرتها قوات التحالف بطلب من السعودية لصالحهم، بعيدا عن أي اعتبارات إنسانية عندما ضغطوا بكل جهدهم للسيطرة على مناطق جديدة في جنوب اليمن، مبينا أن الحوثيين «حاولوا استغلال أيام الهدنة في حشد قوات كبيرة لهم، بهدف ضرب مناطق الجنوب والسيطرة على أكبر قدر يستطيعون من المناطق، على الرغم من أن أيام الهدنة كان الهدف منها إنسانيا، وهو إغاثة الأبرياء ومساعدتهم، لا فرصة لإعادة التمركز وحشد القوات وإسقاط القتلى».
واستمرت قوات المقاومة في جنوب اليمن وعدن، بأداء قوي في الرد على الحوثيين حتى يوم أمس، في الرد على طلقات المدفعية للمتمردين الحوثيين، وقال مجلس المقاومة إن «ميليشيات الحوثيين وقوات صالح لم تحرز أي تقدم على الأرض رغم كل ما قامت به أثناء فترة الهدنة من حشد وتقدم، وذلك بسبب الصمود الكبير لقوات المقاومة الشعبية، وهذا بلا شك يعد انتصارا كبيرا، ونحن نواجه هذه القوة الكبيرة من قبل قوات المخلوع والمتمردين (علي عبد الله صالح والحوثيين) والمناوشات تستمر بشكل يومي، ولكن الغلبة ستكون لنا بإذن الله».
وواصلت قوات التحالف عمليات الإنزال المظلي لأنوع مختلفة من الأسلحة في جنوب اليمن، ما بين متوسطة وخفيفة، إضافة إلى كميات من الذخيرة احتاجتها المقاومة، بعد أن استنزفت ما لديها خلال المواجهات الماضية مع الحوثيين، فيما أكد مجلس المقاومة أن هناك تنسيقا مع غرفة العمليات لقوات التحالف وبشكل دائم للتخطيط للمرحلة المقبلة والانتقال إلى شكل آخر ونوعية أخرى من العمليات العسكرية بالتنسيق مع طيران التحالف والقوات البحرية المتمركزة في المياه الإقليمية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.