تحرك لوضع ضوابط لاستخدام أحجار الغرانيت في المباني السعودية

ربط خرائط مناطق غاز الرادون بالعمل المجتمعي عبر هيئة المساحة

تحرك لوضع ضوابط لاستخدام أحجار الغرانيت في المباني السعودية
TT

تحرك لوضع ضوابط لاستخدام أحجار الغرانيت في المباني السعودية

تحرك لوضع ضوابط لاستخدام أحجار الغرانيت في المباني السعودية

خاطبت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الجهات المختصة في البلاد لوضع ضوابط تنظم استخدام أنواع محددة من أحجار الغرانيت في أعمال بناء المنازل، وذلك لمنع الأضرار الناتجة عن الغازات التي تصدر عن هذا النوع من الأحجار.
وكشفت الهيئة عن مشروع خاص بعمل خرائط تبين تركيزات غاز الرادون في السعودية، مبينة أن غاز الرادون غاز مُشع عديم اللون والرائحة ينتج بسبب تحلل اليورانيوم.
وبحسب الهيئة ينتج الرادون من الصخور الحاملة لليورانيوم، ومنها صخور الغرانيت التي يمكن استخدامها في أعمال بناء المنازل، مشددة على أنه يجري حاليا إجراء المسح الأرضي والإشعاعي لملء الثغرات في تغطية البيانات، والتحقق من توقعات وجود الرادون الناجمة من تحليل نظم المعلومات الجغرافية.
وتعهدت الهيئة بربط الخرائط التي توضح مناطق انتشار غاز الرادون مباشرة بالعمل المجتمعي المناسب، وذلك لمراقبة غاز الرادون في المباني ووضع قوانين البناء التي تمنع استخدام الغرانيت في الأماكن المغلقة، مع السماح باستخدام هذا النوع من الأحجار في الأماكن المفتوحة، وذلك بهدف حماية الصحة العامة.
وفي هذا الخصوص، لفت الدكتور زهير نواب، رئيس الهيئة، إلى أنه تم في وقت سابق التحدث مع هيئة المهندسين السعوديين بشأن ضرورة توعية المهندسين لديها والبالغ عددهم أكثر من أربعة ألاف بأنواع الغرانيت المشع وغير المشع، واختيار الأماكن المناسبة لتركيبه.
وبين أن الغرانيت المشع يسمح بتركيبه في الأماكن التي تتعرض للهواء الطلق، كي تتبخر منه المادة المشعة بعد فترة من الزمن، ويحظر استعماله في الأماكن المغلقة في المنازل والأماكن المغلقة بصفة مستمرة، مشددا على ضرورة توعية المواطنين والمهندسين بخطورة هذا الأمر وتفاديه في البناء.
وركز نواب على أن سماح النظام في السعودية بتقديم خدمات هيئة المساحة الجيولوجية للحكومة وللقطاع الخاص بمقابل مالي ساعد الهيئة كثيرا في إكساب الموظفين خبرة في المجال وتقديمهم أعلى المستويات، رغم تخوف الهيئة من تسربهم لوظائف في القطاع الخاص، والذي يحدث غالبا بسبب ضعف المميزات في الهيئة وقلة الميزانية المخصصة لها.
وطمأن نواب، أثناء حديثه مع وفد يضم عددا من أعضاء مجلس الشورى السعودي، الجميع بشأن ما يتم من أعمال هدم وبناء في مكة المكرمة، مركزا على أن هدم الجبال والبناء على أنقاضها لن يؤثر على توازن الأرض، معللا ذلك بأن الجزء الذي يظهر من الجبل على سطح الأرض هو 25 في المائة فقط من حجمه، وأن 75 في المائة منه تحت الأرض، وهو الجزء الذي توجد فيه الكمية الأكثر من المعادن الثقيلة، إضافة إلى أن ما يوضع في الأرض من ترسية للمباني من خرسانة وخلافه تعوض الجزء الذي تم هدمه من الجبل.
يشار إلى أن وفدا مكون من 15 عضو من أعضاء مجلس الشورى زار أمس هيئة المساحة الجيولوجية في جدة، والمتخصصة في عمل الدراسات الجيولوجية على مستوى المملكة، والمناط بها أدوار رصد عدة، منها رصد الزلازل والبراكين.
وعرض مسؤولون في الهيئة بعض المشاكل والعقبات التي تواجههم، والتي كانت أبرزها مشكلة التسرب الوظيفي، إضافة إلى قرب موعد انتهاء عقد الأرض المستأجرة والمقام عليها مركز الهيئة، والذي لم يتبق على انتهائه سوى أقل من عام واحد.
وأوضح الدكتور محمد الجفري، نائب رئيس مجلس الشورى، أن زيارة وفد من مجلس الشورى لهيئة المساحة الجيولوجية جاءت ضمن المهام الموكلة للمجلس لمتابعة ودراسة التقارير التي ترفع له من المؤسسات الحكومية، لمعرفة التفاصيل الدقيقة التي تقوم بها المؤسسات الحكومية في مهامها المنوطة بها.
من جهته، أوضح المهندس وليد الخريجي، وزير الزراعة السابق وعضو مجلس الشورى الحالي، أن المجلس أوصى بتبني موضوع إنهاء مشكلة التسرب الوظيفي والتي رغم سلبيتها فإنها أعطت ميزة للهيئة أكدت من خلالها كفاءة منسوبيها، وحجم الطلب عليهم من القطاع الخاص، كما تبنى المجلس موضوع الأرض المؤجرة وتحويل الملكية إلى الدولة بالتنسيق مع وزارة المالية، كي تستطيع الهيئة الاحتفاظ بالمباني المقامة عليها.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».