الخارجية التونسية تؤكد إطلاق سراح أكثر من مائة تونسي محتجزين في ليبيا

أوباما: الولايات المتحدة تعتزم منح تونس صفة حليف أساسي غير عضو في الناتو

الخارجية التونسية تؤكد إطلاق سراح أكثر من مائة تونسي محتجزين في ليبيا
TT

الخارجية التونسية تؤكد إطلاق سراح أكثر من مائة تونسي محتجزين في ليبيا

الخارجية التونسية تؤكد إطلاق سراح أكثر من مائة تونسي محتجزين في ليبيا

أعلنت وزارة الخارجية التونسية أمس أن 102 تونسي، كانوا محتجزين لدى مقاتلي جماعة فجر ليبيا المسلحة، أطلق سراحهم في العاصمة الليبية، مضيفة أن عددا غير محدد من رعاياها لا يزال محتجزا.
وأفادت مصادر في المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية التونسية أن «مائة شخص وشخصين أطلق سراحهم، لكن لا يزال هناك تونسيون محتجزون. ليس لدينا عدد محدد، لكن السلطات بدأت إطلاق سراحهم على دفعات». مضيفة أن مجموعتين من 60 و40 شخصا تم إطلاق سراحهم.
وقال محمد عبد السلام القويري، مدير مكتب الإعلام في جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، مساء أول من أمس إن «جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية قام بجهود فردية من أجل العمل على إطلاق سراح هؤلاء»، رافضا تحديد الجهة التي أوقفتهم أو عددهم الكلي، أو أسباب توقيفهم.
من جهة ثانية، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، مساء أول من أمس، إن الولايات المتحدة سوف تمنح تونس صفة حليف أساسي غير عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وتعهد بتقدم دعم اقتصادي وأمني، وذلك خلال استقبال أوباما الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في البيت الأبيض.
وأضاف أوباما أن التعاون مع البلد، الذي بدأ فيه الربيع العربي، مهم لتحقيق الاستقرار في المنطقة في غمرة الفوضى التي تعم ليبيا المجاورة، مؤكدا أنه من «المرضي سماع أمور بشأن تحقق تقدم ممتاز في تحول تونس». ومن جانبه، أكد السبسي على استمرار التحول الديمقراطي في بلاده.
وبشأن الدعم الأميركي لتونس، جاء في بيان للبيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستتحرك نحو «منح تونس صفة حليف أساسي غير عضو في الناتو، تقديرا لقيمنا المشتركة وبالمكاسب الديمقراطية لتونس وتنامي تعاوننا الأمني وفي مجال مكافحة الإرهاب».
وقال جوش أرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن القرار يعكس أكثر من 200 عام من العلاقات الدبلوماسية القوية بين البلدين، والتعاون الأمني في مكافحة الإرهاب، وأمن الحدود وإنفاذ القانون والأمور الاستخباراتية. وأضاف أن «العلاقات بين الدولتين قوية ومهمة لمواطني بلدينا، وبناء على هذه العلاقة، التي تقوم على أساس تبادل المنفعة، فإن الرئيس مستعد للمضي قدما في اتجاه منح تونس صفة عضو أساسي غير عضو في الناتو».
ويسمح هذا التصنيف بتعزيز التعاون الأمني، لكنه لا يصل إلى حد اتفاق دفاعي متبادل، كما هو حال الولايات المتحدة مع الدول الحليفة الأعضاء في الناتو، مما يتطلب المضي قدما لحماية عضو آخر في حالة مهاجمته.
وتستعد واشنطن أيضا لتقديم ضمان بقرض يصل إلى 500 مليون دولار لدفع الإصلاحات الاقتصادية في تونس، وهذا التعهد يأتي في أعقاب ضمانات سابقة بقروض بلغ إجمالها 985 مليون دولار خلال العامين الماضيين، وما إجماله 700 مليون دولار في صورة مساعدات منذ قيام الثورة التونسية سنة 2011.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».