زعيم يميني كبير: سرقنا النقود بالملايين ووزعناها بين جيوبنا والمستوطنات

كلام لزعيم المستوطنين يدين وزيرًا ونائبة وزير ونحو 40 مسؤولاً بالفساد

زعيم يميني كبير: سرقنا النقود بالملايين ووزعناها بين جيوبنا والمستوطنات
TT

زعيم يميني كبير: سرقنا النقود بالملايين ووزعناها بين جيوبنا والمستوطنات

زعيم يميني كبير: سرقنا النقود بالملايين ووزعناها بين جيوبنا والمستوطنات

أعلنت النيابة الإسرائيلية رسميًا، أمس، أن غرشون مسيكا، رئيس المجلس الإقليمي للمستوطنات اليهودية في قضاء نابلس، اعترف بأنه شريك في إحدى أضخم عمليات الفساد المالي في تاريخ إسرائيل. وقد حولته الشرطة إلى شاهد ملك ضد رفاقه الذين يبلغ تعدادهم، حاليًا، 40 مشبوهًا، ويتوقع أن يزيد، ومعظمهم من حزب «إسرائيل بيتنا»، الذي يقوده أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية السابق.
وذكرت مصادر مقربة من النيابة، أن مسيكا، الذي يعتبر اليوم أحد كبار المستوطنين، سيدلي بإفادات جديدة من شأنها أن تقود المزيد من قادة حزب ليبرمان، وربما عدد من قادة حزب الليكود أيضًا وحزب المستوطنين، إلى غرف التحقيق والزنازين. ومن بين هؤلاء عضو في الكنيست حاليًا وعضو كنيست سابق.
ويجري الحديث في هذا السياق، عن عدد من كبار المسؤولين، وبينهم وزير السياحة الأسبق مسغنيكوف، ونائبة وزير الاستيعاب فاينا كيرشنباوم، ومديرو دوائر في وزارات ومجالس محلية وبلدية وإقليمية، تم اعتقالهم خلال الشهور الستة الماضية، لأنهم تلاعبوا في أموال الدولة بطريقة غير مسبوقة. فقد دعموا مشاريع كثيرة لكل من يطلب، مقابل عمولة ضخمة تصل إلى نصف الميزانية. وأقاموا آليات عدة لإيصال هذه الأموال للمفسدين، قسم منها وصل إلى الجيوب الشخصية، وقسم وصل إلى «خزانة الحزب»، وقسم إلى المستوطنات، وقسم إلى مؤسسات أخرى، وفقًا لطلب المفسدين.
ويقف على رأس هذه الشبكة الوزير مسغنيكوف ونائبة الوزير كيرشنباوم، وهما من قادة حزب ليبرمان. وقد دأب كل منهما على ترتيب تخصيص موازنات في وزارتيهما لمشاريع معينة. ورتبوا مع أصحاب هذه المشاريع كيف يتم تضخيم قيمتها المالية، ومن ثم الاتفاق على العمولة وسبل تحويلها بشكل مضمون إلى العنوان المقرر. وبهذه الطريقة استفاد جميع الأطراف على حساب خزينة الدولة.
والمعروف أن ليبرمان لا يكثر من الحديث عن هذه القضية، خوفًا من التورط الشخصي في التحقيقات. ولكنه في الأحاديث الخاصة يعتبرها «ضربة قاصمة من تحت الحزام، وجهها نتنياهو إلى شخصيات وإلى حزب (إسرائيل بيتنا)، عشية الانتخابات الأخيرة، لأننا كنا نهدد مكانته في رئاسة الحكومة». ويقول ليبرمان إن نتنياهو لا يعرف شيئًا اسمه صديق أو حليف، كلما شعر بشخص ما يكبر قربه، يجعل منه عدوًا لدودًا ويسعى لتحطيمه، بأي ثمن وبلا رحمة».
الجدير ذكره أن الشرطة الإسرائيلية تشدد في بياناتها على أن مسيكا كان شريكًا في عمليات الفساد، ولكنه لم يأخذ لجيبه شيئًا، وأن كل ما سرقه بهذه الطريقة ذهب لخدمة المستوطنات، فلم يعرف إن كانت بذلك تبرر السرقة وتجعلها «حلالاً»، أم أنها تبرر لنفسها العجز عن توجيه الاتهام له.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».