الحوثيون يمنعون محافظ الحديدة الموالي لهم من دخول الميناء

المقاومة التهامية مستمرة في ملاحقة جميع المسلحين

الحوثيون يمنعون محافظ الحديدة الموالي لهم من دخول الميناء
TT

الحوثيون يمنعون محافظ الحديدة الموالي لهم من دخول الميناء

الحوثيون يمنعون محافظ الحديدة الموالي لهم من دخول الميناء

وسعت المقاومة الشعبية التهامية من عملياتها ضد جماعة الحوثي المسلحة في عدد من مديريات إقليم تهامة بعدما كانت قد بدأت، قبل أيام، في اغتيال عدد من المسلحين الحوثيين في مدينة الحديدة، غرب اليمن، من خلال استهداف تجمعات للجماعة بالإضافة إلى استهداف الأطقم العسكرية الخاصة فيهم، وذلك في حين كانت قيادة المقاومة المساندة للشرعية الممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، قد أعلنت لأحرار الإقليم البدء بالنفير العام في كافة محافظات الإقليم، داعية جميع الأحرار من أبناء الجيش والأمن والمواطنين للالتحاق بأبطال المقاومة الشعبية بالإقليم؛ الأمر الذي جعل جماعة الحوثي تضيق الخناق حتى على مؤيديهم في المحافظة.
وجددت المقاومة نداءها إلى شباب إقليم تهامة الأحرار إلى النفير و«الهبة» التهامية على الحوثيين ومن يساندهم، وقالت في ندائها «نداء عاجل من شباب المقاومة الشعبية التهامية إلى كل شباب إقليم تهامة الأحرار.. النفير والهبة التهامية على أولئك الروافض ومن يساندهم عليكم بالمقاومة الخاطفة واصطياد كل من كان من تلك الميليشيات وكل من يضع شعار الحوثي كي لا يشعروا بالأمان في مناطقكم».
وفي حين يُعد محافظ محافظة الحديدة، العميد حسن أحمد الهيج، من الموالين لجماعة الحوثي المسلحة في محافظة الحديدة، خصوصا بعد تنصيبه من قبل الجماعة محافظا للمحافظة بدلاً عن المحافظ السابق صخر الوجيه، الذي رفض تنفيذ الكثير من مطالب جماعة الحوثي المسلحة، أكدت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن «المسلحين الحوثيين منعوا المحافظ من دخول ميناء الحديدة عندما كان يريد الدخول إلى إدارة المنشآت، وطلبوا منه عدم الدخول إلا بعد أن تأتيهم الأوامر وموافقة مشرف الجماعة في محافظة الحديدة المكنى بأبو نايف».
وأضافت المصادر ذاتها «ظل المحافظ حسن الهيج خارج بوابة الميناء لما يقارب أكثر من النصف ساعة حتى جاء الإذن له بالدخول، وهو ما حمله الموالون للحوثيين على أنهم يهينون الموالين لهم مثلما أهانوا المحافظ الهيج المعين من قبلهم بمنعه من دخول الميناء».
وفي الوقت الذي تستمر فيه المقاومة الشعبية التهامية في ملاحقة المسلحين الحوثيين واستهدافهم، قال أحد المقربين من المقاومة لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحي المقاومة مستمرون في ملاحقة جميع المسلحين الحوثيين واستهدافهم إلى حين خروجهم من إقليم تهامة ومن جميع المنشآت الحكومية التي تسيطر عليها».
وأضاف: «أطلقت المقاومة الشعبية قذيفتين (آر بي جي) على نقطة أمنية للمسلحين الحوثيين والمجمع الحكومي بمديرية بيت الفقيه في الحديدة، وكان يوجد بها الكثير من المسلحين الحوثيين، وسقط فيها أكثر من 4 قتلى والكثير من الجرحى وشهود سيارات الإسعاف تهرع إلى الأماكن المستهدفة، بالإضافة إلى إطلاق المقاومة الشعبية لقذيفة (آر بي جي) على المجمع الحكومي بمديرية الدريهمي في الحديدة خلف وراءه الكثير من الجرحى والقتلى، وهناك أنباء عن مقتل قيادي حوثي في منطقة الكدن بمديرية الضحي وإصابة مشرف المديرية المكنى بأبو عاصم بإصابات بليغة وذلك في هجوم شنه مسلحو المقاومة بقنبلة يدوية على طقم خاص بالمسلحين الحوثيين».
ودعا شباب المقاومة الشعبية التهامية أحرار إقليم تهامة، من يمتلك منهم رصاصة ولو واحدة، ألا يبخل بها لتحرير تهامة من احتلال جماعة الحوثي المسلحة، وقالوا في منشور لهم على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» «يا أبناء تهامة الأحرار لو أن كل شخص منكم يمتلك رصاصة واحدة فلا يبخل بها لتحرير تهامة من احتلال ميليشيات الحوثي، أطلق رصاصتك في رأس المحتل أينما وجد فإنه هدف مشروع، ولنكن كلنا ‫‏مقاومة لتحرير إقليم تهامة، علينا ألا نجعلهم يشعرون بالأمان في هذه الأرض، أرعبوهم اقتلوهم فهذا واجب على الجميع فتهامة تحتاج الكل يقف معها ويحررها من هذا الاحتلال الحوثي العفاشي».
ويقول أحد المقربين من المقاومة الشعبية التهامية لـ«الشرق الأوسط» إن «المقاومة شرف لمن يرفع رايتها ويعمل لأهدافها ولا يسقط رايتها ولا يتخلى عن مبادئها مهما كان إلا بعد تحرير منطقته، وإنه لا تفاوض ولا تهادن ولا مساومة ولا استسلام ولن نلين ولن نخضع ولن نصمت ولن نركع».
وأضاف: «المقاومة بندقية محمولة على الكتف وصاروخ يطلق من البساتين وقذيفة تنطلق من أعلى ظهر جبل وهي، أيضا، قنابل تلقى في كل بقعة محتلة من قبل الميليشيات المسلحة، واشتباك يرهب العدو ويجندل جنوده ويعيدهم قتلى في تابوت وجرحى مسكونين بالرعب، لأن المقاومة هي سلاح في الميدان وقتال في الجبال والشوارع والوديان واستهداف للعدو في أي مكان، وثبات على الحق وثبات على الموقف أيا كان الحال، وصمود على الحق مهما اشتدت الصعاب وعظمت التضحيات وضاق على العنق الخناق».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».