الرئيس التونسي يلتقي نظيره الأميركي بالبيت الأبيض اليوم

بحثًا عن مساعدة عسكرية لمواجهة الإرهاب

الرئيس التونسي يلتقي نظيره الأميركي بالبيت الأبيض اليوم
TT

الرئيس التونسي يلتقي نظيره الأميركي بالبيت الأبيض اليوم

الرئيس التونسي يلتقي نظيره الأميركي بالبيت الأبيض اليوم

يستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم (الخميس) في البيت الأبيض الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الذي يأمل في الحصول على زيادة في المساعدة العسكرية الأميركية من أجل مكافحة خطر الإرهاب، ولا سيما على ضوء الفوضى في ليبيا المجاورة.
وباستقباله الرئيس التونسي في المكتب البيضاوي، فإن أوباما يبدي دعمه لهذا البلد الصغير البالغ عدد سكانه 11 مليون نسمة، والذي نظم بنجاح في نهاية 2014 أول انتخابات حرة تجري فيه ويعتبر نموذجا لدول «الربيع العربي» الأخرى.
ويأمل الرئيس التونسي أن تكون زيارته لواشنطن مثمرة في وقت تواجه البلاد تحديات اقتصادية واجتماعية هائلة وحركة إرهابية مسلحة أوقعت عشرات القتلى.
وهذه المرة تعتبر ثاني مرة يستقبل أوباما فيها الرئيس التونسي في المكتب البيضاوي.
وسبق أن استقبله في أكتوبر (تشرين الأول) 2011 في وقت كان رئيس حكومة انتقالية تم تشكيلها بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي في 14 يناير (كانون الثاني).
ومع توليه مهام الرئاسة في ديسمبر (كانون الأول) في سن الثامنة والثمانين، ليصبح أول رئيس للدولة ينتخب ديمقراطيا بالاقتراع العام المباشر، بات القائد السبسي يواجه تحديات أمنية جسيمة.
وشكل الهجوم على متحف باردو في مارس (آذار)، الذي أوقع 22 قتيلا بينهم 21 سائحا أجنبيا وتبناه تنظيم داعش، ضربة قوية للبلد الذي يعول كثيرا على القطاع السياحي.
وأشار الرئيس التونسي إلى انهيار المؤسسات في ليبيا مشددا على العبء الذي يشكله الوضع في هذا البلد المجاور على تونس وقال في محاضرة أمام معهد الولايات المتحدة للسلام تكلم خلالها بالإنجليزية والفرنسية والعربية «إن الليبيين لا يقاتلون الإرهاب بل يتقاتلون فيما بينهم».
وتبدي الإدارة الأميركية عزمها على «تدعيم وتوسيع الشراكة الاستراتيجية» مع الحكومة التونسية الجديدة، ووقع وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأربعاء وثيقة بهذا الصدد مع نظيره التونسي بعدما كان زار تونس في فبراير (شباط).
وأعلن كيري أنه «بتوقيع هذا الاتفاق الإطاري فإننا نؤكد التزام الولايات المتحدة بدعم العملية الانتقالية الديمقراطية في تونس وهذا الدعم لا يترجم بالكلام فقط».
ويعتزم قائد السبسي اغتنام هذه الزيارة لاجتذاب استثمارات خاصة قال: إن بلاده بحاجة ماسة إليها.
وأعرب الأربعاء أمام مجموعة من رجال الأعمال الأميركيين عن عزمه على تطبيق إصلاحات كبرى.
من جهته قالت وزيرة التجارة الأميركية بيني بريتزكر إن «تونس بحاجة إلى رؤية اقتصادية على المدى البعيد لإقناع المستثمرين».
وأفاد اليستر باسكي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أن أوباما سيتطرق أيضا خلال اللقاء إلى ضرورة «إقامة مؤسسات شفافة وتدعيم المجتمع المدني وحرية الصحافة وتشجيع التسامح».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.