تنظيم داعش ينعى إبراهيم سبعاوي الحسن المتهم بـ {مجزرة سبايكر»

أعلن مقتل ابن أخي صدام في معارك بيجي

إبراهيم سبعاوي الحسن
إبراهيم سبعاوي الحسن
TT

تنظيم داعش ينعى إبراهيم سبعاوي الحسن المتهم بـ {مجزرة سبايكر»

إبراهيم سبعاوي الحسن
إبراهيم سبعاوي الحسن

أكد مشعان الجبوري، عضو البرلمان العراقي عن محافظة صلاح الدين، أن «النعي الذي أصدره تنظيم داعش بشأن مقتل إبراهيم سبعاوي الحسن ابن أخي رئيس النظام السابق صدام حسين غير الشقيق يؤكد صحة ما كنت قلته بشأن دوره الرئيسي في مجزرة سبايكر».
وأضاف الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مجزرة سبايكر التي راح ضحيتها أكثر من 1700 متطوع وجندي وكلهم من أبناء المحافظات الوسطى والجنوبية (ذات الغالبية الشيعية) كانت قد وقعت قبيل دخول تنظيم داعش إلى مدينة تكريت، ولكن من تولى القيام بالجريمة وفي مقدمتهم إبراهيم سبعاوي الحسن ومجموعة من أبناء عمومته من عشيرة البو ناصر التي ينتمي إليها بالإضافة إلى عناصر من عشيرة البوعجيل أصبحوا في ما بعد من قادة تنظيم داعش».
وكان تنظيم داعش أعلن أمس في بيان له مقتل إبراهيم سبعاوي الحسن في بيجي، شمال تكريت (170 كلم شمال بغداد). ونشر التنظيم على مواقع تابعة له خبرًا أن «إبراهيم سبعاوي الحسن قتل خلال المعارك الجارية في أطراف مدينة بيجي (40 كلم شمال تكريت)»، لكنه لم يذكر الطريقة التي قتل بها.
غير أن الجبوري أكد أن «هناك عمليات قتالية في مناطق مختلفة من قضاء بيجي سواء كانت ضمن القضاء أو على أطراف المصفاة التي يحاول الدواعش السيطرة عليها هي التي أدت إلى مقتل إبراهيم الحسن، مما يؤكد كل ما قلناه سابقا سواء بشأن دوره المحوري في قضية سبايكر التي حاول ولا يزال يحاول كثيرون، ومنهم قيادات بارزة في تحالف القوى العراقية الذي أنتمي إليه وفي مقدمتهم نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، ثنيي عما قلته باعتبار أن من ارتكب الجريمة تنظيم داعش من دون تحديد الأفراد الذين ارتكبوها، ولم يزد عددهم عن بضع عشرات يتقدمهم الحسن نفسه».
وردا على سؤال عما إذا كان إبراهيم سبعاوي الحسن منتميا إلى تنظيم داعش أو انتمى إليها بعد ارتكابه تلك المجزرة، قال الجبوري إن «الأمر لا يفرق هنا، فجريمة القتل الجماعية هي وحدها بصرف النظر عمن تحمل مسؤولية ارتكابها، لكن الثابت أن هناك تلاقي مصالح وتوجهات بين تنظيم داعش وإبراهيم سبعاوي الحسن الذي ينتمي إلى حزب البعث لأن التنسيق كان عاليا في الأيام الأولى لدخول (داعش) الموصل وتكريت قبل أن ينقلب تنظيم داعش على الجميع إلا من بايعها وأعلن التوبة من انتماءاته السابقة كلها رغم أن التنظيم وفي بيان النعي الذي أصدره عد إبراهيم سبعاوي الحسن أحد فرسانهم وأبطالهم».
وجدد الجبوري اتهامه للجنة التحقيق في مجزرة سبايكر التي يترأسها نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حامد المطلك بالعمل على «تسويف القضية والتعمد بعدم الوصول إلى الحقيقة رغم الأدلة والشواهد والوثائق التي قدمناها بخصوص المجزرة ومن قام بها وفي مقدمتهم إبراهيم سبعاوي الحسن الذي كنت أتمنى أن يلقى القبض عليه ويقدم إلى محاكمة عادلة لكي يعرف الجميع حجم الجرائم التي ارتكبها هذا الرجل والمتعاونون معه».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».