قوات البيشمركة تصد هجمات قرب سد الموصل

«داعش» يرسل مسلحيه الأجانب والعرب إلى الأنبار

قوات البيشمركة تصد هجمات قرب سد الموصل
TT

قوات البيشمركة تصد هجمات قرب سد الموصل

قوات البيشمركة تصد هجمات قرب سد الموصل

تصدت قوات البيشمركة، أمس، لهجمات شنها مسلحو «داعش» على مفرق السد ومنطقة حردان غرب الموصل، في حين أعلن المتحدث الرسمي لقوات الحشد الوطني في محافظة نينوى، أن سقوط مدينة الرمادي بيد «داعش» سيكون له تأثيرات على العملية المرتقبة لتحرير المحافظة. وقال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، لـ«الشرق الأوسط»: «تمكنت قوات البيشمركة فجر اليوم (أمس) من صد هجوم شنه مسلحو تنظيم داعش على مفرق سد الموصل، وقتل خلال المعركة 32 مسلحا من (داعش) فيما لاذا الآخرون بالفرار باتجاه الموصل، حيث اعتقل التنظيم 21 من مسلحيه الهاربين من المعركة وأعدمهم رميًا بالرصاص في السجن القديم جنوب المدينة». وأضاف: «أحبطت قوات البيشمركة هجومًا آخر شنه مسلحو (داعش) في منطقة حردان (غرب الموصل)، حيث قتل خلال الهجوم 11 مسلحا من التنظيم».
في السياق ذاته، قال غياث سورجي، مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة نينوى، لـ«الشرق الأوسط»: «بحسب المعلومات التي حصلنا عليها، توجهت قوات من مسلحي (داعش) الأجانب والعرب غير العراقيين خلال اليومين الماضيين من الموصل إلى الأنبار للمشاركة في المعارك الدائرة هناك».
من جهة ثانية، يواصل المسؤولون الأميركيون اجتماعاتهم مع قيادة قوات الحشد الوطني من أبناء محافظة نينوى لبحث عملية تحرير محافظتهم وتسليح القوات الخاصة بالعملية. وقال محمود سورجي، المتحدث الرسمي باسم قوات الحشد الوطني، لـ«الشرق الأوسط»: «عملية الاستعداد لتحرير مدينة الموصل تسير بخطتين متلازمتين، وهما الخطة العسكرية والخطة السياسية، والآن نحن نواصل اجتماعاتنا من الناحية السياسية، والتقينا المستشار السياسي للقنصل الأميركي في مدينة أربيل، وبحثنا معه الجانب السياسي لعملية تحرير الموصل، وطلبنا منه أن تكون عملية تسليح قوات الحشد الوطني بشكل سريع، وكذلك طالبنا بضرورة إيصال الأسلحة الثقيلة لقوات البيشمركة لأنها ستدخل ضمن القوات الرئيسية لتحرير المحافظة»، موضحا أن القوات التركية جهزت المعسكر بأسلحة خاصة بالتدريب فقط.
وعن تأثير سقوط غالبية مناطق محافظة الأنبار بيد «داعش» على عملية تحرير الموصل، قال سورجي: «بالتأكيد ستؤثر سيطرة تنظيم داعش على محافظة الأنبار بشكل أو آخر على عملية تحرير الموصل، وحسابات الحكومة الاتحادية لعملية تحرير محافظة الأنبار لم تكن صحيحة، وبالتالي حدث الذي حدث، لكن الوضع في الموصل يختلف عن الوضع في الأنبار».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.