توجه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أمس إلى واشنطن، وذلك في أول زيارة رسمية له إلى الولايات المتحدة الأميركية، تمتد ليومين، ويلتقي خلالها الرئيس الأميركي باراك أوباما، ونائب الرئيس، ووزيري الخارجية والمالية.
وكانت الإدارة الأميركية قد أعلنت في 20 أبريل (نيسان) الماضي أن الأوضاع في ليبيا والتهديدات الإرهابية بالمنطقة ستكون ضمن أبرز محادثات الرئيس أوباما مع قائد السبسي.
ورافق السبسي وفد وزاري صغير، مكون من سليم شاكر وزير المالية، وسلمى الرقيق وزيرة السياحة والصناعات التقليدية، ومحمد الزين شلايفة وزير الدولة للشؤون الخارجية الذي شغل منصب سفير تونس لدى الولايات المتحدة لعدة سنوات.
كما اصطحب السبسي خلال هذه الزيارة ممثلين عن الرباعي الحاكم في تونس، بما في ذلك ممثل عن حزب حركة النهضة، وذلك في رسالة واضحة إلى الإدارة الأميركية تبرز نجاح التعايش السياسي بين مختلف الأطراف السياسية في تونس. وفي هذا الصدد، قال أسامة الصغير، القيادي في حركة النهضة، لـ«الشرق الأوسط»، إن مشاركة حركة النهضة ضمن الوفد تعد «رسالة مضمونة الوصول بأننا شعب واحد»، مضيفا أن الوفد المرافق للرئيس يجمع قيادات إسلامية ويسارية وليبرالية «مما سيؤكد لصانع القرار الأميركي أن التونسيين متحدون، وسيساندون تونس على هذا الأساس».
ومن المنتظر أن يستغل وزير المالية التونسي هذه الزيارة القصيرة لتجديد لقائه بكبار المسؤولين في مؤسستي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وبعض المؤسسات المالية الأخرى، الذين سبق له مقابلتهم خلال الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي الشهر الماضي، بهدف حشد الدعم للاقتصاد التونسي. كما ستلتقي وزيرة السياحة في واشنطن كبار المسؤولين عن وكالات الأسفار والسياحة في أميركا، من أجل تنشيط الوجهة السياحية التونسية، واستقطاب السياح الأميركيين.
وعلى المستوى المحلي، حظيت الزيارة باهتمام إعلامي كبير، لدرجة أن إحدى الصحف التونسية قارنت بين زيارة الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة إلى الولايات المتحدة مطلع الستينات من القرن الماضي، وزيارة السبسي الحالية، وقالت إن الباجي سيعيد ملحمة بورقيبة، الذي استثمر الواقع الدولي في تلك الفترة لنيل دعم أميركي للدولة التونسية الناشئة.
وينتظر أن تكون زيارة السبسي لأميركا اقتصادية بامتياز، حيث سيجري التوقيع على اتفاقيات اقتصادية، واتفاقية شراكة حرة بين البلدين، إلى جانب اتفاقية تخص مضاعفة عدد الطلبة والمنح الجامعية للتونسيين الراغبين في الدراسة بالجامعات الأميركية. كما سيبرم الطرفان اتفاقيات أمنية تهم خاصة تمويل مقتنيات عسكرية، وتوفير تدريبات للعسكريين والأمنيين التونسيين في أميركا. وفي هذا الصدد، تعتزم واشنطن مضاعفة مساعدتها لقوات الأمن والجيش التونسي لتصل إلى حدود 180 مليون دولار خلال السنة المقبلة، وستتمثل المساعدات في تقديم تجهيزات وأسلحة موجهة لمقاومة الإرهاب.
وقدم معز السيناوي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، خلال مؤتمر صحافي عقده أول من أمس، برنامج زيارة السبسي إلى أميركا، وقال إن أهم هدف خلال هذه الزيارة هو توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين، تشمل جوانب اقتصادية وسياسية وأمنية، وفق تعبيره. كما أكد السيناوي تطرق المسؤولين التونسيين والأميركيين إلى سبل مكافحة الإرهاب، مضيفا أن تونس تنتظر دعما أميركيا يشمل الإمكانيات المادية والمعدات العسكرية والأمنية، والتدريبات الخاصة بمكافحة الإرهاب. أما في المجال الاقتصادي فقد أكد السيناوي أنه «سيجري لأول مرة إنشاء لجنة اقتصادية مشتركة بين البلدين».
الرئيس التونسي يبدأ زيارة إلى أميركا لبحث التعاون الأمني والتهديدات الإرهابية
المباحثات مع أوباما ستشمل أيضا الأزمة الليبية وحشد الدعم للاقتصاد التونسي
الرئيس التونسي يبدأ زيارة إلى أميركا لبحث التعاون الأمني والتهديدات الإرهابية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة