مقتل جندي وإصابة 7 بالجيش الليبي في تفجير انتحاري استهدف بوابة عسكرية بـ«القبة»

ميليشيات فجر ليبيا تنفي سجن أحد قادتها في تونس

مقتل جندي وإصابة 7 بالجيش الليبي في تفجير انتحاري استهدف بوابة عسكرية بـ«القبة»
TT

مقتل جندي وإصابة 7 بالجيش الليبي في تفجير انتحاري استهدف بوابة عسكرية بـ«القبة»

مقتل جندي وإصابة 7 بالجيش الليبي في تفجير انتحاري استهدف بوابة عسكرية بـ«القبة»

أسفر أحدث تفجير انتحاري في بلدة القبة بشرق ليبيا، عن مصرع جندي ليبي وإصابة سبعة آخرين بجروح في الساعات الأولى من صباح أمس، في الهجوم الذي استهدف نقطة أمنية للجيش الليبي في بلدة القبة قرب مدينة درنة شرق ليبيا.
وقال مسؤول عسكري إن «انتحاريا فجر نفسه في بوابة الظهر الحمر الأمنية القريبة من بلدة القبة التي تبعد نحو 1260 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس، مما أسفر عن مقتل جندي وإصابة سبعة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة»، بينما أكد مصدر طبي في مستشفى القبة القروي أن «حالة بعض الجرحى خطيرة وأنهم يتلقون العلاج تمهيدا لنقل إلى مراكز طبية متخصصة».
وبدأت قوات الجيش عمليات تمشيط داخل القبة تحسبا لهجوم آخر بحسب ما قاله مسؤولون عسكريون، علما بأن بوابة الظهر الحمر تقع شرق القبة باتجاه مدينة درنة، وهي المدينة التي يحاصرها الجيش منذ أشهر كونها معقلا للجماعات المتطرفة من بينها تنظيم داعش.
وتبنى تنظيم داعش مطلع العام الحالي، الهجمات التي هزت في وقت متزامن مدينة القبة وراح ضحيتها أكثر من 50 شخصا على الأقل بينما جرح أكثر من 40 آخرين، ومثلت أولى الهجمات التي تستهدف تجمعات مدنية ليس لها علاقة بالمؤسسات العسكرية، واعتبرت في حينها تطورا لافتا في مسلسل العنف الذي يسود البلد.
وتحاصر قوات الفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي، إضافة إلى مدنيين مسلحين، منذ أشهر جميع مداخل ومخارج درنة التي تعلن ولاءها صراحة لتنظيم داعش، فضلا عن كونها المعقل الأبرز للجماعات المتشددة.
وأقام «داعش» وجودا له في مدينة درنة شرق القبة مستغلا فراغا في السلطة وسط صراع بين حكومتين متناحرتين، حيث تعم الفوضى ليبيا بعد أربع سنوات مع وجود حكومتين وبرلمانين متحالفين مع جماعات مسلحة تقاتل من أجل السيطرة على البلاد.
إلى ذلك، نفت غرفة عمليات فجر ليبيا عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إيداع وليد القليب أحد قادتها الميدانيين في السجون التونسية، وأكدت في بيان مقتضب على ما وصفته بنجاح سياسيي عملية فجر ليبيا في إتمام صفقة الاستبدال التي تم بمقتضاها الإفراج عن القليب في مقابل الإفراج عن 172 تونسيا.
وكان القضاء التونسي قد أعلن رسميا اعتقال القليب بتهمة «الانضمام إلى تنظيم إرهابي»، وقال سفيان السليطي الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس في تصريحات إذاعية بثتها إذاعة «شمس إف إم» المحلية إن «قاضي التحقيق بالمحكمة أصدر بطاقة إيداع بالسجن ضد القليب»، مشيرا إلى أنها صادرة في شأنه بطاقة جلب دولية.
وطبقا لما أعلنه السيلطي فقد تم إيقاف المتهم الليبي بمطار تونس قرطاج الدولي، موضحا أنه تمت إحالته على فرقة مكافحة الإرهاب، حيث قرر قاضي التحقيق بعد الاستماع لأقواله إصدار بطاقة إيداع بالسجن ضده.
ويأتي القرار في وقت تتهم فيه السلطات التونسية ميلشيات فجر ليبيا بخطف عشرات من مواطنيها وسط طرابلس في أعقاب احتجاز القليب، كما يأتي وسط أزمة سياسية ودبلوماسية معلنة بين ليبيا وتونس على خلفية تصريحات أدلى بها رئيسها الباجي القايد السبسي مؤخرا واعتبرتها السلطات الشرعية في ليبيا إهانة لها.
وانتقد رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا عبد الله الثني تصريحات السبسي وقال إنها «تمثل اعترافا غير رسمي بحكومة ميليشيات فجر ليبيا في العاصمة طرابلس».
وقال الثني في حديث إذاعي أمس إن «الرئيس التونسي تحدث عن جسم لم يكسب شرعيته على الإطلاق، وليس منتخبا من الشعب»، معتبرا أن تصريحات السبسي الذي أوضح أنه جاء إلى رأس السلطة في بلاده بشرعية الانتخابات يسيء له كشخصية سياسية ويسيء إلى العلاقات بين البلدين.
وأعلنت الرئاسة التونسية في وقت سابق أن موضوع التونسيين الذين اختطفوا يوم السبت الماضي في طرابلس «في طور الحل»، وتوقعت الإفراج عنهم في وقت قريب.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».