العطاس لـ «الشرق الأوسط»: صالح مصيره مثل صدام والقذافي.. والحوثيون وإيران واحد

قال إن على الأمم المتحدة الالتزام بتطبيق القرار 2216 قبل أن توجه دعوتها للحوار في جنيف

حيدر عطاس
حيدر عطاس
TT

العطاس لـ «الشرق الأوسط»: صالح مصيره مثل صدام والقذافي.. والحوثيون وإيران واحد

حيدر عطاس
حيدر عطاس

قال حيدر العطاس، رئيس الوزراء اليمني السابق لـ«الشرق الأوسط»، إن المؤتمر اليمني للحوار بالرياض الذي انتهى يوم أمس، سيضع خطوطًا عريضة للشعب اليمني، بمشاركة الشماليين والجنوبيين، من أجل دحر الهجمة التي قامت بها الميليشيات الحوثية، وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وأن على الأمم المتحدة التأكيد على تطبيق قرار 2216، وما قبلها، قبل أن توجه رسالتها في مؤتمر الرياض، مشيرًا إلى أن الرئيس المخلوع صالح، انتهى، وسيكون مصيره مثل صدام حسين، ومعمر القذافي.
وأوضح العطاس عقب انتهاء المؤتمر اليمني للحوار بالرياض بعنوان «إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية» أمس، أن الميليشيات الحوثية، وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، أدخلا اليمن في صراعات لا سابق لها، وأن مؤتمر الرياض، سيضع الخطوط العريضة لمستقبل الشعب اليمني، لدحر الهجمات من العدوان، بمشاركة الشماليين والجنوبيين.
وأشار رئيس الوزراء اليمني السابق إلى أن المخلوع صالح، أراد بعد الوحدة، أن يلتهم جنوب اليمن، فقذف بحربه في 1994 إلى صراعات خطيرة، ومؤتمر الرياض، وضع حدًا للجميع، مفاده أن هناك مهمة واحدة، وهي المقاومة لدحر الحوثيين وصالح، ومن ثم الجلوس على طاولة واحدة، للبحث عن صيغة شراكة جديدة وحقيقية بين الشمال والجنوب، من أجل أن يستفيد منها أبناء الشعب اليمني في كل مكان.
وقال العطاس، إن القاعدة الأساسية في اليمن، قائمة على أساس توحيد دولتين الجمهورية العربية اليمنية، والجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية، حيث أعلنوا اتحادهم في 1990، ثم غدر بهم صالح، وعبث بها وأجهضها، وفي الوقت الحالي، يشن المخلوع صالح، من جديد، حربا على اليمن كلها، لذلك هناك إمكانية كبيرة للجلوس على قاعدة الاعتراف والشراكة.
وأكد رئيس الوزراء اليمني السابق، أن المخلوع صالح، انتهى، وإذا كان يحمل من الاحترام لشعبه الذي يتغنى به كل يوم، عليه أن يعلن استسلامه، وخروجه من المسرح، وإلا سيجد مصيره مثل مصير العراقي صدام حسين، والليبي معمر القذافي، فيما على الحوثيين أن يعملوا على تكوين نسيجهم، من دون أن يكون هناك تنظيم وحمل سلاح، لأن ذلك أمر غير مقبول في اليمن. وأضاف: «نحن نسعى إلى نزع السلاح من القبائل، ونريد أن تكون اليمن من دون سلاح شمال وجنوب، حيث كان الجنوب قبل الوحدة، خاليًا من السلاح، وارتكبنا غلطة عندما كنا قيادات في الجنوب، ودخلنا في وحدة مع شعب مسلح، ولم نكن نعي لهذه المسألة، أو الأنظمة القبلية، حيث تعبث فيها قيادات صالح، وحينما حاولنا معالجة هذه المسألة بعد الوحدة عندما نشأت بعض المشكلات في إطار البرنامج الوطني للإصلاح السياسي والاقتصادي في 1991، انقلب الوضع علينا من قبل صالح، وقاموا بمحاربتنا وبدأت عملية الاغتيالات لأبناء الجنوب في 1992».
وشدد العطاس، على الأمم المتحدة أن تكون صادقة في قراراتها 2216، وأن تقوم بتنفيذها، حيث سيعمل اليمنيون على الضغط عليهم، وقال: «لا يمكن أن تجتمع الأسرة على مائدة واحدة، وأحدهم يحمل سلاحًا، لذا على الميليشيات الحوثية تسليم السلاح، وما القرار 2216 هي مسؤولية أدبية أمام مجلس الأمن الدولي، واختبار أدبي، وعلى الأمين العام بان كي مون، قبل أن يوجه رسالته في اليوم الأول من المؤتمر، أن يلتزم أمام الجميع بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، قبل أن يدعوا إلى الحوار».
وذكر رئيس الوزراء السابق، أن الحوثيين استمروا في خرق الهدنة في الساعة الأولى، ولم يستجيبوا لها، بل نفذوا عمليات إجرامية، حيث إن العمل معهم صعب جدًا، وأن رأي الحوثيين في عدم الالتزام في الهدنة وغيرها، هو من رأي إيران.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.