ما حدث في شمال سوريا وجنوبها خلال الأيام والأسابيع الماضية ينذر ببوادر انهيار قوات بشار الأسد عسكريًا، ويعكس الانهيار القادم والوشيك للنظام برمته؛ ففي الخامس والعشرين من مارس (آذار) الماضي، تحررت مدينة بصرى الشام أحد معاقل النظام في حوران بجنوب سوريا. وتُعتبر هذه النقطة معقلاً بحكم الوجود العسكري الإيراني وأدواته وتحصيناته. بعد نحو شهر من ذلك التاريخ، سعى النظام عبر مرتزقة من جنسيات مختلفة وبإدارة مشتركة مع الإيرانيين وميليشيات حزب الله لاستعادة المنطقة، لكنه هُزم شر هزيمة. وبعد أسبوع من تحرير بصرى، سيطر الثوار على «معبر نصيب» الحدودي مع الأردن كآخر مركز حدودي للنظام مع محيطه (باستثناء جديدة يابوس التي تصله رسميا بلبنان)؛ وبذا باتت محافظة درعا محررة باستثناء «المربع الأمني» في مدينة درعا وبعض المناطق القريبة من ريف دمشق.
بالتوازي مع الجنوب، وفي الثامن والعشرين من مارس، تحررت مدينة إدلب؛ ليتبع ذلك - بعد شهر من ذلك التاريخ - تحرير مدينة جسر الشغور الاستراتيجية؛ ليليها بعد أيام استهداف مدينة أريحا وقاعدة المسطومة العسكرية؛ وليستمر الزخم التحريري باتجاه سهل الغاب الحاضن لأكثرية مُرشدية (من الطوائف العلوية) تشكل خزانًا مواليًا نسبيًا للنظام.
> قوة ذاتية تتغلب على الظرف الموضوعي:
رغم قتالهم على جبهتين منفصلتين شمالاً وجنوبًا فإن الثوار طوروا أساليبهم القتالية بوعي فائق وإرادة عالية عبر توحدهم وتكتلهم، ليتجاوز عددهم في الجنوب الثلاثين ألف مقاتل، ولتكون لهم الغلبة في المثلث الواقع بين دمشق والقنيطرة ودرعا. وفي الشمال تشكّل «جيش الفتح» الذي ضمّ ما يقارب العشرة آلاف مقاتل، تمكنوا بتلك الروح من تحرير محافظة تشكل بوابة الساحل السوري.
> توظيف غنائم الأسلحة في مقارعة العدو:
بعد التجارب المريرة السابقة، عندما كان صنف من المقاتلين يضعون أيديهم على غنائم عسكرية من النظام - تُباع أو تُخزّن ليعود النظام ويستولي عليها - فإن التجربة الحالية شهدت استخدامًا فاعلاً لتلك الغنائم بما في ذلك الدبابات والصواريخ والمدفعية؛ هذا إضافة إلى أسلحة مضادة للدروع وصلتهم من الخارج.
> استغلال ظرف الوفاق الخارجي:
ولّد التوافق العربي - العربي، والعربي - التركي تجاه الثورة السورية زخمًا أتى مواكبًا لـ«عاصفة الحزم» في اليمن وظّفه الثوار في تحدي ومقارعة النظام المدعوم إيرانيًا وروسيًا. كما أنهم التقطوا مغزى عبارة الرئيس الأميركي باراك أوباما: «لماذا لا يساعد العرب السوريين في الخلاص من الأفعال الإجرامية لنظام الأسد؟»، كإشارة تعطي ضوءًا أخضر وتجب ما قبلها من تلكؤ تعطيلي أميركي.
وفي الارتدادات المحتملة لتلك العبارة، فقد يكون أوباما تفاجأ بالتجاوب العربي مع عبارته وسيندفع لتذكُّر استخدام النظام للأسلحة المحرّمة دوليًا، ويطالب بمعرفة المرتكب؛ وليظهر بمظهر المهتم والداعم لجهود العرب الخليجيين تمهيدًا لاستقبالهم في اجتماع كامب ديفيد، الذي ستحضره فرنسا من دون أن تكون موجودة.
> إشعاع «عاصفة الحزم» والتقاط السعودية لزمام المبادرة:
بات الحال السوري الجديد انعكاسًا طبيعيًا للحال والوهج الذي أشاعته «عاصفة الحزم»، وكأنه خطة موازية أو مكمّلة للفعل في اليمن. ومن هنا قرأ مراقبون حال النظام وكأنه يستشعر قوة مغناطيسية في «عاصفة الحزم» توشك على اقتلاعه عن بعد.
زد على ذلك فإن إعلان السعودية عن احتضان مؤتمر للمعارضة السورية لرسم ملامح مرحلة ما بعد الأسد دون مواربة يعني نهاية العهد الأسدي. وهذا الأمر قد يتم طوعيًا حسب مقررات مؤتمر «جنيف 1»، أو عنوة حيث الخطط العسكرية تبدو جاهزة كما كانت خطط «عاصفة الحزم» جاهزة دون إعلانية.
وفي ظل هكذا قرار ودعوة للاجتماع، فإن المعارضة أو حتى «المعارضات» السورية لن تمتلك رفاهية التخاصم الفضائحي أو شد الشعر أو المحاصصة أو الاصطفافات على خطوط التناقضات بين الرعاة، لأن هؤلاء أضحوا حلفًا وصفًا واحدًا.
من جانبه، لن يفيد النظام من محاولات الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا لإنقاذه عبر سلسلة أي «جنيف» جديد؛ ولا حتى من الاستعانة بحضور الصديق الإيراني؛ فالقرار حول «ما بعد الأسد» لم يأت على ذكر دي ميستورا أصلا؛ كما أنه تجاوز إيران عبر إلزامه بما تتعهد به في أوراقها النووية بأن تلتزم بإقامة «علاقات طبيعية مع محيطها»، وهذا أقل ما يمكن إنجازه في «كامب ديفيد» المقبل.
على الضفة الأخرى
> تبعات رفض الحل السياسي والعلاقة المهتزة مع الداعمين:
بات معروفًا للجميع نزوع النظام إلى تخريب أي جهد سياسي مستندًا إلى تفوق عسكري وفّرته له إيران عبر مرتزقتها من حزب الله وغيره. ومن هنا تراه قد فشل وحلفاؤه في تحقيق أي نتائج سياسية عبر دي ميستورا أو لقاءات موسكو. وزاد الطين بلة بالنسبة للنظام أن موسكو - حسب مصادر مطلعة - حمّلته مسؤولية إفشال مساعيها. وتجلى ذلك بالزيارة الفاشلة التي قام بها محمد الشعار، وزير داخلية النظام، وبالانكفاء الروسي غير المسبوق تجاه ما يجري في الوضع السوري مؤخرًا.
زد على ذلك التوترات غير المرئية مع النظام الإيراني، والتي تجلت في الزيارة الاستجدائية والاستنجادية لوزير دفاع النظام إلى طهران، حيث تقول مصادر قريبة من وزارة الدفاع إن الوزير فهد جاسم الفريج عاد من إيران خالي الوفاض، إلا من وعود بالدعم. وطبعًا كان قد سبق ذلك إحساس النظام بفقدان سيادته أمام التمادي الإيراني المكشوف والذي تمثل بالهيمنة الإيرانية على النظام في سوريا، بحيث أضحى قاسم سليماني شبه الآمر الناهي بتغييب شبه كامل حتى لرأس النظام، مما دفع بالنظام للحفاظ على بعض ماء وجهه؛ فوجد نفسه وجهًا لوجه مع هيمنة سليماني؛ الأمر الذي دفع النظام ثمنه خلال زيارة وزير الدفاع التي غاب عنها سليماني الحاكم الفعلي لسوريا.
بعد صولات وجولات قاسم سليماني، الذي كاد يتحوّل إلى حاكم فعلي لسوريا؛ لم نعد نسمع بأي إنجاز إيراني على الأرض السورية، باستثناء الهزيمة النكراء لمرتزقتها الأفغان والباكستانيين في الجنوب السوري. أما إنجازها الآخر قيد التداول فهو مساهمتها بـ«موت» (!) رستم غزالة وتغييب علي مملوك لاحتمال تصديهما للتغوّل الإيراني في القرار السوري وتحوّل رأس النظام إلى حالة مسلوبة الإرادة تنفذ ما تريده إيران. وهنا يكفي إيران للإيعاز بالتخلّص منهما أو المساهمة في ذلك أن غزالي حاول الاتصال بسعد الحريري للبوح بشيء مهم - كما أفاد الأخير؛ والثاني لانكشاف تواصله مع تركيا - منافسة إيران الإقليمية - خلال وجوده في محافظة الحسكة السورية، كما أفادت مصادر تركية.
ومن هنا، فإنه بات من الواضح أن إيران لم تعد مقتنعة بأي دعم لنظام أضحت متأكدة أنه غير قابل للحياة أو حتى للتسويق في صفقتها النووية. وكأننا بإيران بدأت تعد نفسها للالتزام بعبارة وردت في البيان الختامي لاجتماع مجلس التعاون الخليجي في الرياض «تأسيس علاقات طبيعية» مع إيران؛ والتي لا تعني إلا وقف تدخل إيران في الدول العربية؛ وسوريا ليست استثناء. وعدم التدخل يعني السقوط الحر لمن تحمله على راحتيها.
> النقص الحاد في الكادر البشري وانهيار الروح المعنوية:
سبّب الانحسار شبه الكامل في الالتحاق بالخدمة الإلزامية، نظرا لهروب الشباب أو هجرتهم أو تمنعهم عن خوض غمار حرب يشعلها من يريد الاحتفاظ بكرسيه، نقصًا في الكادر البشري المقاتل؛ فهناك مواقف اتخذتها بعض المكونات السورية، محافظة السويداء مثالا، بألا يسمحوا لأبنائهم بالخروج من المحافظة لمقاتلة أبناء وطنهم كما أراد النظام. وهناك أيضًا روايات من الساحل السوري تتحدث عن قرى لم يبق فيها إلا نساء يتشحن بالسواد لفقد أبنائهن في القتال. إن ما حدث مؤخرًا أثار الذعر والتوتر في مناطق الموالاة خاصة في الساحل السوري بعد السيطرة على جسر الشغور - بوابة الساحل - الأمر الذي ترافق مع خوف شديد من المجهول وإحساس بالتهديد الوجودي.
يُضاف إلى ذلك ضعف شديد في الروح المعنوية بين مقاتلي النظام وتفشي الإحساس بعبثية مهمتهم، مما تسبب في هزيمتهم النفسية ودفع البعض إلى الاستسلام أو الفرار. وترافق ذلك مع تفشي الذعر والخوف في صفوف مقاتلي حزب الله وجماعات أبو الفضل العباس من إيرانيين وعراقيين ومرتزقة أفغان وشيشان، وقد وقف الثوار على حقيقة هؤلاء عندما أسروا مجموعات منهم؛ حيث اتضح أن معظم هؤلاء لا يعرفون أين هم؛ ولماذا.
> الاقتصار على البراميل:
مع غياب القدرة على المواجهة الميدانية للأسباب المبيّنة أعلاه، حصَر النظام نفسه في خانة الاعتماد على سلاح الطيران. لم تنجز تلك القوة التدميرية للبراميل، التي احتوت أحيانا على مواد محرّمة دوليا، ما كانت تبتغيه، بل كللته بفضائح أثرت سلبا على معنويات النظام ككل؛ وما زاده إنكار استخدامها - على لسان رأسه - إلا مزيدًا من الافتضاح وتبخّر المصداقية التي سعى إليها.
> الانهيار داخل دائرة الأسد الضيقة:
نقلت مصادر مقربة من تلك الدائرة خروج والدة الأسد وحاشيتها إلى روسيا البيضاء؛ وتحدثت عن توتر في العلاقة بينه وبين أخيه ماهر قائد الفرقة الرابعة؛ إضافة إلى وجود اللواء محمد ناصيف، صاحب الرأي الذي يعتمد عليه كثيرًا رأس النظام، في حالة سبات بمشفى الشامي منذ أكثر من شهر.
وكان البيت الداخلي قد تلقى ضربة سابقة بهرب أو خروج حافظ مخلوف، ابن خال رأس النظام، لرعونته وحماقته؛ إضافة إلى مقتل أو سجن أشخاص من عائلة الأسد.. وزادت الأمر توترًا الصراعات بين بعض أقطاب النظام والتي أدت إلى خروجهم من المنظومة الحاكمة؛ فالصراع بين اللواء رستم غزالة رئيس شعبة الأمن السياسي واللواء رفيق شحادة رئيس شعبة الأمن العسكري، أدى إلى موت أو قتل الأول وإزاحة الثاني.
> فشل إعادة تأهيل الأسد والظهور الإعلامي المتعثر
لقد باءت بالفشل كل محاولات إعادة تأهيل النظام ورأسه عبر عمليات تواصل مع مؤسسات أوروبية أمنية وغيرها، ومن خلال عمليات تلميع إعلامية انعكست عليه مزيدًا من فقدان المصداقية بسبب الانفصام عن الواقع ونكرانه.
وبعد سلسلة من المقابلات التلفزيونية الهادفة إلى إعادة تأهيل النظام وتلميعه عبر تقديم أوراق اعتماده للعالم بأنه يقاوم الإرهاب، وبعد افتضاح حالة الانفصام عن الواقع والتنكّر له، يظهر رأس النظام مؤخرًا أمام مجموعة منتقاة في مدرسة أبناء الشهداء بدمشق في مشهد يكلله الخواء ليتحدث عن قيمة الشهادة، ليُفهم من كلامه وكأنه يحث على ضرورة إلحاق الأبناء بالآباء للحفاظ على كرسيّه. في ذلك اللقاء البائس حاول إقناع مستمعيه ومشاهديه بأن خسارة معركة - لأول مرة يذكر عبارة خسارة - لا تعني خسارة الحرب؛ وحجم الخسارة التي يتحدث عنها في تلك المعركة «البسيطة» هي فقط ثلاثة أرباع سوريا. إنه يستشعر اقتلاع «عاصفة الحزم» له، وهي على بعد آلاف الكيلومترات عنه.
ومن هنا، فإن معنوياته المنهارة لن ترفع معنويات بعض الأتباع؛ فالغريق لا يمكنه انتشال غريق آخر؛ خاصة أن إيران التي حملته لسنوات هي ذاتها في حالة اندحار.
> الخوف الأميركي من سد الفراغ بما لا تريده سياسة اللاسياسة
ضغط الملف النووي الإيراني على أوباما أوقعه بين أكثر من مطرقة وسندان؛ فبعد تردد وتلكؤ وغياب استراتيجية تجاه المسألة السورية، كلفت السوريين مئات آلاف الضحايا وخرابًا ودمارًا وتشردًا غير مسبوقة؛ وبعد تركها فراغًا خدم أغراضها واستغله الآخرون على الضفة الأولى، تجد واشنطن نفسها وجهًا لوجه أمام من يبدي استعدادية لسد الفراغ السوري الخبيث. فهي غير قادرة فجأة على تجاوز ما اتُّفق عليه سعوديًا وقطريًا وتركيًا. عندها كانت عبارة أوباما الأشهر «لماذا لا يساعد العرب السوريين في إنقاذهم من الديكتاتورية؟!» ومن ثم توالت تصريحات المسؤولين الأميركيين مجددًا بأنه لا مستقبل للأسد في مستقبل سوريا؛ وحضرت بقوة تصريحات أميركية تعترف بضلوع النظامين الإيراني والسوري في دعم الإرهاب.
في سياق الملف النووي، وفي سياق ضرورة وجود تطمينات لجيران إيران، وفي سياق تغوّل إيران في أربع دول عربية، يأتي لقاء كامب ديفيد. هناك قد يتوافر من يجيب عن سؤال أوباما البلاغي: « لماذا لا يأتي العرب إلى تخليص السوريين من وحشية النظام»، القول: «سياستك هي التي كانت تمنعنا وتحول دون ذلك». ولكن لأسباب بروتوكولية قد لا تكون هناك ضرورة لإطلاق هكذا جواب.
يكفي أن يكون هناك لفت انتباه إلى أن الانخراط الأميركي الجديد في المسألة السورية يجب ألا يكون معرقلاًً لجهود من أرادوا أن يسدوا الفراغ الذي تركته واشنطن؛ أو رادعًا لجهودهم بدعم الثوار في تحرير سوريا من إيران والنظام المستبد القائم.
من هنا.. إلى أين؟
السيل السوري الجارف مستمر؛ والثوار على مشارف الساحل بعد جسر الشغور والاقتراب من السد المانع في الغاب؛ وضغط الغوطتين الشرقية والغربية يضيّق الخناق على دسّامات قلب النظام؛ والخطر الأكبر قادم من الجنوب، فالمنشآت الحكومية في درعا أخليت من محتوياتها. أما القادم من الشمال فهو استكمال تحرير حلب. ويبقى معقل العاصمة الذي يبدو الآن هادئًا، فلا بد أن قرار استثناء دمشق (المدينة) الدولي لا يزال ساري المفعول؛ إلا أن التصريح الإيراني الذي ربما أفلت سهوًا لا يزال ضجيجه يصم الآذان بخصوص نقل النظام مركزه إلى طرطوس الساحلية. وهذا إنذار واضح بالتقسيم.
في هذا السياق، ربما تأتي معارك القلمون التي وعد بها حزب الله. ولا يغيب عن مراقب أن هدف خطوة كهذه ليس إلا خلق «كوريدور» - أي ممر - يصل دمشق بحمص بالساحل لتشكيل دولة أكثر اتساعًا بقليل من دولة الساحل التي لا بد يفكّر بها. إذا كان الفشل مصير حرب فلول النظام وحزب الله سيجد هؤلاء المبرر للانكفاء على دولة للنظام تتجاوب مع تلك الدعوة الإيرانية لنقل العاصمة إلى طرطوس. وهنا يكون الاستناد التبريري للنظام ومن يدفعه وجود دولة لـ«داعش» وأخرى للأكراد وثالثة في حلب وإدلب ورابعة في الجنوب. ويكون ذلك وصفة اقتتال ودمار مستمر لسوريا الوطن الواحد لكل السوريين.
المستفيدون من ذلك كثر على رأسهم إسرائيل؛ وستكون النهاية لسوريا والسوريين.
أمر كهذا يخالف الطبيعة، وهو وصفة بؤس ودمار لا للسوريين فحسب بل لمن يرى نفعًا من ذلك - حيث ستصله الارتدادات عاجلاً أم آجلاً؛ فعلى المدى البعيد يستحيل على السوريين أن يكونوا بحالة تبعثر كامل هكذا؛ وبإرادتهم ودعم الإرادات الطيبة سيفشلون أي مشروع تقسيمي؛ ويكونون كيانًا واحدًا يتجاوز جروحه العميقة ويريح محيطه ويستريح.
أخيرًا، لا بد من القول إن تشعبات القضية السورية وتعقيداتها جعلت منها مسألة دولية، حيث تقرر مصير السوريين ومستقبل بلدهم أياد خارجية بعضها خيّر ويحترم القانون الدولي والإنساني وبعضها غير ذلك. قمة كامب ديفيد ستكون حاسمة بالنسبة لسوريا. في آخر مقال له يقول دينيس روس: «إذا ما أراد أوباما لقمة كامب ديفيد أن تنجح بهذا الصدد؛ فها هو الوقت المناسب للجد في إيجاد منطقة عازلة في سوريا»، وبذا يشعر قادة الخليج بجدية واشنطن في وقف تغوّل إيران في شؤون الدول العربية.
تلك ستكون نقطة التحول الأساسية بتاريخ سوريا الجديد. ما علينا إلا أن ننتظر ونعتبر.