المعارضة تتقدم في شمال سوريا و«داعش» يسيطر على حقلين للغاز قرب تدمر

التنظيم المتطرف ينحسر من مناطق في الحسكة وتدمر بحمص

تدمر كما بدت يوم 17 مايو 2015 (أ.ف.ب)
تدمر كما بدت يوم 17 مايو 2015 (أ.ف.ب)
TT

المعارضة تتقدم في شمال سوريا و«داعش» يسيطر على حقلين للغاز قرب تدمر

تدمر كما بدت يوم 17 مايو 2015 (أ.ف.ب)
تدمر كما بدت يوم 17 مايو 2015 (أ.ف.ب)

أعلن ناشطون سوريون أن قوات المعارضة السورية حققت تقدمًا في ريف إدلب شمال البلاد، بسيطرتها على نقاط عسكرية وجزء من قاعدة المسطومة، إثر اشتباكات أسفرت عن مقتل ضابط برتبة عميد في القوات النظامية، في حين تواصلت الاشتباكات في محيط مدينة تدمر الأثرية في شرق حمص، بين القوات النظامية وتنظيم داعش، الذي سيطر على حقلين لإنتاج الغاز بالقرب من مدينة تدمر.
وأكد الناشط السوري هادي العبد الله، الذي يرافق قوات المعارضة التابعة لـ«جيش الفتح» في إدلب في شمال البلاد، سيطرة الجيش على 12 نقطة عسكرية، بينها تلة محاذية لمعسكر المسطومة الذي انسحبت القوات النظامية إليه بعد سيطرة المعارضة على إدلب أواخر مارس (آذار) الماضي، مشيرًا إلى مقتل العميد في الجيش النظامي يوسف إسماعيل ضاهر نتيجة الاشتباكات. وأشار العبد الله إلى السيطرة على حاجز الصناعة في المسطومة، «بينما دمر الثوار دبابات واغتنموا أخرى، وسيطروا على تلة المسطومة وقرية المقبلة والمعصرة بمحيطها ويواصلون تقدمهم بقرية المسطومة».
ويعد المعسكر من آخر معاقل قوات النظام في محافظة إدلب، إضافة إلى مدينة أريحا وبلدتي كفريا والفوعة اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية، ومطار أبو الظهور العسكري بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بأن الطيران الحربي نفذ مزيدا من الغارات على أماكن في منطقة المقبلة بريف إدلب، وسط استمرار الاشتباكات في محيط بلدة المقبلة ومعسكر المسطومة وداخل بلدة المسطومة جنوب مدينة إدلب، بموازاة الاشتباكات في محيط المشفى الوطني بمدينة جسر الشغور، وسط معلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وفي غضون ذلك، تجددت الاشتباكات في محيط منطقة قسطل معاف بريف اللاذقية الشمالي، وسط معلومات عن تقدم لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في المنطقة، بينما استهدفت الكتائب الإسلامية بقذائف الهاون وبنيران رشاشاتها الثقيلة وقناصتها تمركزات لقوات النظام في قرية تل واسط بسهل الغاب، كما أفاد ناشطون.
إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بارتفاع أعداد قوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف حمص الشرقي إلى 167 قتيلاً، إثر المعارك في تدمر ومحيطها، وخلال سيطرة تنظيم داعش على حقلي الأرك والهيل الواقعين بين مدينتي السخنة وتدمر، مشيرًا إلى أن «من بين القتلى 9 ضباط في قوات النظام برتب مختلفة».
ويستخدم النظام الغاز المنتج في الحقلين في محطات توليد الكهرباء في حمص وفي مناطق أخرى خاضعة لسيطرته. ويعد حقل الهيل الحقل الثاني لإنتاج الغاز في محافظة حمص بعد حقل الشاعر الخاضع لسيطرة قوات النظام، بحسب عبد الرحمن.
وقتل خمسة مدنيين أمس، بينهم طفلان، جراء إطلاق تنظيم «داعش» قذائف عدة استهدفت مدينة تدمر حيث تواصلت الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي التنظيم وقوات النظام، بالتزامن مع قصف للطيران الحربي على مناطق الاشتباكات، بحسب المرصد.
وفي الحسكة في شمال شرقي البلاد، أحرزت قوات كردية مدعومة بمقاتلين من المجلس العسكري السرياني وقوات حرس الخابور الآشوريين تقدمًا في معارك مع «داعش»، نفذت طائرات تابعة للتحالف العربي – الدولي عدة ضربات على مناطق في ريف بلدة تل تمر التي تشهد اشتباكات عنيفة ومستمرة أسفرت عن سيطرة المقاتلين الأكراد على مناطق جديدة، وبسطها سيطرة نارية على منطقة واسعة تصل بين معظم القرى التي يسيطر عليها التنظيم في ريف بلدة تل تمر وفي الريف الممتد بين تل تمر ومدينة الحسكة، وبين جبل عبد العزيز الذي يسيطر عليه التنظيم، كما أفاد ناشطون.
وفي حمص، أدخل الهلال الأحمر مساعدات إلى منطقة الدار الكبيرة بريف حمص الخاضعة لسيطرة المعارضة، بينما تعرض حي الوعر للقصف. هذا، وأعلن 15 فصيلاً معارضًا أمس عن توحدهم ضمن جسم عسكري واحد تحت اسم «القيادة المشتركة للتنسيق العسكري» في مدينة الرستن الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف حمص الشمالي، كما أفاد «مكتب أخبار سوريا».
وفي ريف دمشق، قصفت قوات النظام مناطق في مدينتي عربين وحرستا بالغوطة الشرقية، ومناطق في مدينة الزبداني، وبلدة مغر المير، بينما تجددت الاشتباكات بين حزب الله اللبناني مدعومًا بقوات النظام ومقاتلي المعارضة قرب جرود فليطة، كذلك قصفت قوات النظام مناطق في بلدات بيت جن وزاكية وخان الشيخ بالغوطة الغربية.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.