إعلام النظام يتراجع عن تبني قتل «وزير النفط» الداعشي

المصادر استدلت على التنسيق مع السلطات السورية من إعلان التلفزيون السوري النبأ أولاً

إعلام النظام يتراجع عن تبني قتل «وزير النفط» الداعشي
TT

إعلام النظام يتراجع عن تبني قتل «وزير النفط» الداعشي

إعلام النظام يتراجع عن تبني قتل «وزير النفط» الداعشي

حاول النظام السوري سرقة نتائج عملية الإنزال العسكري للتحالف الدولي بقيادة أميركية على حقل العمر في محافظة دير الزور، التي انتهت بمقتل وزير النفط في تنظيم داعش، وخطف زوجته؛ حيث سارع الإعلام السوري إلى الإعلان عن تمكن وحدة من قوات النظام من قتل «أمير النفط» في التنظيم، المدعو «أبو سياف»، وأعلن التلفزيون الرسمي في خبر عاجل «مقتل ما يسمى وزير النفط في تنظيم داعش الإرهابي المدعو (أبو التيم) مع 40 من أفراد مجموعته في عملية نوعية لوحدة من قواتنا في حقل العمر النفطي».
كما أن عضو مجلس الشعب السوري، شريف شحادة، أكد هذا النبأ في مداخلة تلفزيونية، وقال إن «قوات خاصة تابعة للجيش السوري، هي التي نفذت العملية»، مضيفا: «لم أسمع بدخول قوات أميركية إلى سوريا، وأميركا سترتكب خطأ فادحا لو فكرت بأي تدخل بري في الأراضي السورية، دون موافقة الجانب السوري».
إلا أن واشنطن سرعان ما أعلنت عن عملية نفذتها القوات الخاصة. ودفع الإعلان الأميركي عن العملية إلى تراجع الإعلام السوري الرسمي عن تبنيها، وصدرت الصحف الرسمية في اليوم التالي خالية من أي إشارة للخبر، فيما كتبت جريدة «الوطن» المحلية الموالية للنظام، أنه في «أول عمل عسكري بري أميركي داخل الأراضي السورية، أعلن البنتاغون أنه نفذ عملية (كوماندوس) بمشاركة 20 مروحية أميركية، في حقل العمر بدير الزور، وقتل خلالها القيادي بتنظيم داعش المدعو (أبو سياف) و19 من إرهابيي التنظيم». ولفتت إلى أن العملية، التي يبدو أنها بمثابة أول تنفيذ عملي لما أعلنه قبل أيام وزير الخارجية الأميركي جون كيري من العاصمة الروسية، بأن موسكو وواشنطن «متجهتان لطرد (داعش) من سوريا والعراق»، لا يمكن أن تجري، بحسب خبراء عسكريين لـ«الوطن»، دون تنسيق استخباراتي أولاً وعسكري ثانيًا، خصوصا أن مطار دير الزور ومعداته وأجهزته تحت سيطرة الجيش السوري. واستدلت المصادر على طبيعة التنسيق من إعلان التلفزيون السوري الرسمي للنبأ أولاً، وقبل إعلان التحالف له.
وجاء نبأ إسقاط الطائرة السورية من قبل المقاتلات التركية قبل ساعات من تنفيذ عملية الإنزال الأميركي داخل الأراضي السورية، التي تعد الثانية من نوعها؛ إذ سبق أن نفذت القوات الخاصة الأميركية العام الماضي محاولة لإنقاذ الصحافي الأميركي جيمس فولي الذي كان تنظيم «داعش» يحتجزه رهينة، غير أن العملية فشلت. وكان عناصر «داعش» نقلوا فولي وغيره من الرهائن عند تنفيذ العملية الأميركية إلى أماكن أخرى، ولاحقًا، تم إعدام فولي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.