بينما تلملم نيبال جراحها بعد الزلزال المدمر الذي حصد أرواح 7000 شخص، يتعرض الإعلام الهندي لانتقادات حادة من المواطنين بسبب طريقة تغطيته للزلزال. «متبلد، متملق وضعيف في تغطيته للحدث»، كانت هذه بعض الانتقادات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لطريقة تناول الإعلام الهندي للكارثة.
في الوقت الذي قادت فيه الهند وقواتها المسلحة عمليات الإغاثة، استشاط الناس غيظًا من تقارير الإعلام الهندي التي بالغت في تمجيد دور الهند والثناء على ما قدمته بدلاً من التركيز على الكارثة نفسها.
تدفق النيباليون على مواقع التواصل الاجتماعي بأعداد كبيرة حتى وصل عدد المغردين على موقع «تويتر» 128,000 في يوم واحد فقط للتعبير عن تذمرهم من أداء الإعلام الهندي «غير المبالي» بأسوأ كارثة إنسانية تضرب شعب الهيمالايا خلال 80 عامًا، إذ ضرب آخر زلزال نيبال عام 1934، فبينما كانت جهود الإنقاذ التي قامت بها الحكومة الهندية موضع ثناء، فإن طريقة التغطية الواسعة للكارثة ولجهود الإنقاذ تركت مرارة في حلق النيباليين، فعلى الرغم من شعور النيباليين بالامتنان للمساعدات ولجهود الإنقاذ فإن قسمًا واسعًا من الإعلام لقي نقدًا لاذعًا لاستغلاله الكارثة وتوظيفها «كحملة علاقات عامة» لصالح الحكومة الهندية. كان من بين التغريدات: «لقد أهان الإعلام نيبال الفقيرة لكي تحصل الهند على الثناء وعلى شعبية رخيصة في وقت الكارثة، للأسف».
وفي تعليق منشور في موقع «سي إن إن»، كتبت سونيتا شاكيا نيبالية الأصل: «يتصرف إعلامكم وإعلاميوكم الهنود كأنهم يصورون مسلسلا تلفزيونيا اجتماعيا»، مستدعية عددًا من المشاهد التي لم يتحرك فيها مراسل القناة ليساعد المصاب. وأضافت سونيتا قائلة: «شكرًا لجيوش المراسلين الصحافيين الذين حضروا إلى نيبال على متن طائرات الإنقاذ الهندية: «لقد شغل كل منكم مقعدًا في الطائرة كان من الممكن أن ينقل مصابًا إلى المستشفى أو مركز صحي، شكرا لكل المراسلين الذين شغلوا أماكن في الطائرة كان من الممكن أن تستغل في نقل الغذاء والمعونات للأماكن المضارة».
بعد ساعات من وقوع الكارثة في نيبال حزم المراسلون الصحافيون، خصوصا مراسلي التلفزيون، أمتعتهم وانطلقوا لتغطية آثار الدمار وبث صور حية للكارثة، حيث تعد الهند بالفعل أكبر سوق للصحف في العالم ويباع فيها نحو 100 مليون نسخة يوميا، وزادت عائدات الإعلان أكثر بعد الكارثة. في العقدين الأخيرين ارتفع عدد المحطات التلفزيونية من محطة واحدة إلى 500 محطة 80 في المائة منها محطات إخبارية، ويشاهد النيباليون كثيرا من المحطات الهندية المتاحة مجانًا في البلاد. حتى الإعلام النيبالي سخر من عدم مهنية وحيادية الإعلام الهندي ومن الوجود المكثف للمراسلين الهنود، حيث صوّر كاريكاتير منشور في صحيفة «هيمال» مراسلا صحافيا يخرج من جيب جندي إنقاذ هندي وبيده صندوق ويصيح «معونات لنيبال».
اتهم الإعلام الهندي من قبل المغردين باللامبالاة في تعامله مع الناجين، إذ وجّه إليهم أسئلة مثل «كيف تشعر الآن؟»، ولم يكلف نفسه عناء مساعدة من احتاجوا إلى معونة طبية عاجلة، فمثلا سأل مراسل هندي أُمًّا دُفن ابنها لتوه تحت ركام البيت المنهار قائلا: «ما هو شعورك؟».
قال بادرا خانال، صحافي نيبالي مخضرم: «إن الحضور المبالغ للإعلام الهندي وتسليطهم الضوء فقط على دور حكومتهم في جهود الإنقاذ والإغاثة كان له أثر سلبي على نظرة النيباليين للحكومة الهندية». ويرى كوندا ديكسيت، صحافي مخضرم ومحرر بجريدة «نيبال تايمز»، أن «بعض النيباليين، وليس كلهم، يرون أن الإعلام الهندي يتفضل عليهم وربما كان هذا هو السبب وراء تعبير النيباليين عن مثل هذا الشعور»، بينما لفت كثير من التغريدات إلى أن نيبال دولة مستقلة وليست «دولة تابعة».
8:2 دقيقة
انتقادات حادة للإعلام الهندي بسبب سوء تغطية زلزال نيبال
https://aawsat.com/home/article/362806/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%B3%D9%88%D8%A1-%D8%AA%D8%BA%D8%B7%D9%8A%D8%A9-%D8%B2%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%84-%D9%86%D9%8A%D8%A8%D8%A7%D9%84
انتقادات حادة للإعلام الهندي بسبب سوء تغطية زلزال نيبال
استشاط الناس غيظًا من تقارير الثناء على أعمال الإنقاذ والإغاثة بدلاً من التركيز على الكارثة نفسها
- نيودلهي: براكريتي غوبتا
- نيودلهي: براكريتي غوبتا
انتقادات حادة للإعلام الهندي بسبب سوء تغطية زلزال نيبال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة