رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان: واشنطن وعدت بتجهيزنا بالأسلحة الثقيلة ونحن نثق بها

فؤاد حسين أكد لـ«الشرق الأوسط» على«حق شعبنا في الدولة الكردية»

فؤاد حسين
فؤاد حسين
TT

رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان: واشنطن وعدت بتجهيزنا بالأسلحة الثقيلة ونحن نثق بها

فؤاد حسين
فؤاد حسين

وصف الدكتور فؤاد حسين، رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان العراق زيارة رئيس الإقليم مسعود بارزاني إلى الولايات المتحدة الأميركية مؤخرا بـ«الناجحة جدا»، مشيرًا إلى أن «المسؤولين الأميركيين متفهمون لوضع الإقليم خاصة في حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي».
وأضاف حسين، الذي رافق الرئيس بارزاني في زيارته إلى الولايات المتحدة بداية الأسبوع الماضي قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مكتبه في أربيل أمس، إن «جدول المباحثات مع المسؤولين في الإدارة الأميركية كان قد تضمن إقامة دولة كردية مستقلة، وتحديد حدود إقليم كردستان، وحرب الأكراد ضد تنظيم داعش، ومعركة استعادة الموصل من الإرهابيين، والعلاقات بين أربيل وبغداد»، مشددا: «نحن عندما نتحدث عن موضوع الحرب ضد داعش فهذا يعني أهمية تزويد قواتنا، البيشمركة، بالأسلحة الثقيلة لمواجهة عدو شرس ويمتلك أحدث أنواع الأسلحة».
وكان الرئيس بارزاني قد طالب الولايات المتحدة بتسليح قوات البيشمركة الكردية التي تتصدى لتنظيم داعش بشكل «مباشر» من دون المرور بحكومة بغداد المركزية. وفي ختام زيارته لواشنطن التي كانت قد استمرت أسبوعا، قال بارزاني للصحافيين: «في النهاية، لم يتلق البيشمركة رصاصة واحدة أو أي سلاح من بغداد».وأضاف: «لم نغير موقفنا. نشدد على وجوب تسليم الأسلحة للبيشمركة»
ووجه المسؤول الكردي شكره لمن سماهم «الأصدقاء في الكونغرس» الذين فتحوا النقاش على مشروع قانون يلزم واشنطن بتسليح الأكراد «بشكل مباشر».
وقال رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان إن «موضوع مقترح الكونغرس الأميركي بتزويد الأكراد والسنة العراقيين بالسلاح مباشرة لا يزال مجرد مشروع ويجب أن يتحول إلى قانون ليتم تنفيذه»، مشددًا على أن «إقليم كردستان كان قد طالب ولا يزال، ومنذ 2007، أي منذ أن كانت القوات الأميركية في العراق بتسليح البيشمركة كون قواتنا لم تحصل على السلاح من وزارة الدفاع العراقية حسبما يؤكد الدستور على ذلك».
وأضاف حسين قائلا: «من المعلوم أن قوات البيشمركة وفي حربها ضد (داعش) تحتاج كميات كبيرة ونوعية من الأسلحة الثقيلة، وهذا ما وعدتنا واشنطن به». مؤكدا: «لقد تأكدنا من أن رئيس الولايات المتحدة والإدارة الأميركية متفهمون لوضعنا، بل الأكثر من هذا هم على يقين بأن كردستان تقف بثبات وإخلاص في حربها ضد التنظيم الإرهابي وداعمة للتحالف الدولي الذي تقوده أميركا ضد داعش، وقد وصفوا قوات البيشمركة بالقوات البطلة وهذا هو الواقع».
وفيما إذا كان إقليم كردستان سوف ينتظر أن يصير مشروع الكونغرس الأميركي حول تجهيز الأكراد والسنة العراقيين بالسلاح إلى قانون لتتسلم قوات البيشمركة السلاح، أجزم حسين قائلا: «كلا.. موضوع مشروع الكونغرس بحث آخر.. نحن على يقين بأن السلاح سوف يصلنا قريبا، وهو سلاح نوعي، وهذه ليست مجرد وعود من الإدارة الأميركية بل هم متفهمون لوضعنا ثم إنهم ينفذون وعودهم». مضيفا: «لا أريد أن أدخل الآن في التفاصيل فيما إذا سيأتي السلاح عن طريق أو بموافقة الحكومة الاتحادية أم لا، لكن كل ما أستطيع تأكيده هو أن السلاح سياتي من أميركا إلى قوات البيشمركة، وسلاح نوعي».
وتحدث عن موضوع استقلال إقليم كردستان وقيام الدولة الكردية التي أشار إليها الرئيس بارزاني في أحاديثه بواشنطن، وقال إن: «موقفنا لم يتغير، نحن دائما نقول إن من حق شعبنا في إقليم كردستان أن يقرر مصيره، وهذا موضوع يهم كل شعوب العالم، ومتى ما أراد شعبنا أن يستقل ووجدنا الظروف مناسبة فسوف نفعل».
وكان رئيس إقليم كردستان قد أعلن في واشنطن عن عزمه على إجراء استفتاء حول استقلال كردستان العراق ربما هذا العام أو العام المقبل، حسب تعبيره. وقال حسين إن ما صرح به رئيس الإقليم هو الموقف الرسمي لنا، وهذا حق شعبنا».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.