«جيش الفتح» السوري يحاول استعادة تلة موسى.. وحزب الله يفجّر سيارة مفخخة في القلمون

تقارير عن توقيف الجيش اللبناني القيادي في «داعش» الملقب بـ«حفيد البغدادي»

مواطنون سوريون في بلدة عين ترما بضواحي العاصمة دمشق يتفقدون أمس آثار قصف طيران النظام الذي استهدف بيوتهم (رويترز)
مواطنون سوريون في بلدة عين ترما بضواحي العاصمة دمشق يتفقدون أمس آثار قصف طيران النظام الذي استهدف بيوتهم (رويترز)
TT

«جيش الفتح» السوري يحاول استعادة تلة موسى.. وحزب الله يفجّر سيارة مفخخة في القلمون

مواطنون سوريون في بلدة عين ترما بضواحي العاصمة دمشق يتفقدون أمس آثار قصف طيران النظام الذي استهدف بيوتهم (رويترز)
مواطنون سوريون في بلدة عين ترما بضواحي العاصمة دمشق يتفقدون أمس آثار قصف طيران النظام الذي استهدف بيوتهم (رويترز)

كثّف «جيش الفتح» السوري المعارض في الساعات الماضية عملياته العسكرية في محاولة لاستعادة السيطرة على تلة موسى في منطقة جبال القلمون السورية - على الحدود السورية - اللبنانية، والتي كانت سقطت بأيدي حزب الله والجيش السوري يوم الأربعاء الماضي. وفي حين تحدث ناشطون عن استعادة السيطرة بالفعل على التلة، نفى رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» هذه المعلومات، وإن أشار إلى استمرار العمليات الهجومية للفصائل المسلحة في محيط التلة.
عبد الرحمن قال أمس لـ«الشرق الأوسط» إن «جيش الفتح» فجّر عربة مفخخة مساء الجمعة في محاولة لاستعادة التلة مما أدّى لسقوط قتلى وجرحى في صفوف حزب الله وقوات النظام، وتابع أن قوات المعارضة «صدّت أيضا هجومًا مشتركا للحزب والجيش السوري في جرود فليطة موقعة إصابات في صفوفهم». وأوضح «المرصد» في بيان أن «الاشتباكات بين حزب الله مدعمًا بقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى استمرت في أطراف جرود فليطة بالقلمون وجرود رأس المعرّة، وسط قصف متبادل بين الطرفين، بينما تجددت المواجهات في محيط تلة موسى بالقلمون في محاولة من (جبهة النصرة) والفصائل الإسلامية استعادة السيطرة عليها». وأفاد البيان بـ«مقتل 6 مقاتلين على الأقل من (جيش الفتح) خلال تقدم حزب الله وقوات النظام وقوات الدفاع الوطني وسيطرتهم على تلال الباروح بجرود القلمون».
في المقابل، عمّم حزب الله يوم أمس مشاهد لسيارة ادعى أنّها كانت مفخخة بأكثر من 500 كلغ فجرها عند معبر الفتلة في القلمون. وذكرت وسائل إعلام الحزب أنّه وقوات الجيش النظامي السوري سيطرا على التلتين الشمالية والجنوبية قرب مرتفع طلعة موسى وسط اشتباكات عنيفة على جبل الثلاجة، مشيرة إلى «مقتل عدد من مسلحي جبهة النصرة بينهم القائد الميداني في الجبهة المدعو أبو علايا إثر إصابته في الاشتباكات التي تدور بين الجيش السوري وحزب الله من جهة والنصرة والفصائل المسلحة في جرد فليطة». وكان الحزب نظّم يوم أول من أمس الجمعة جولة للإعلاميين إلى تلة موسى في القلمون.
وكرّرت مصادر ميدانية القول لـ«الشرق الأوسط» إن «معركة حزب الله في القلمون أوشكت على نهايتها»، لافتة إلى أن الحزب «لن يدخل الجرود اللبنانية حيث يتمركز عدد من المسلحين وسيترك مهمة التصدي لأي عملية تسلل للجيش اللبناني». وأوضحت المصادر أن مسلحي المعارضة السورية لا يزالون يسيطرون على «نحو 700 كلم من منطقة القلمون انطلاقا من جرود عرسال وصولا إلى جوسيه وأرياف حمص»، متوقعة أن تكون هناك معركة لاحقة لحزب الله والجيش السوري من جهة النعيمات وحمص.
غير أن مدير «مكتب القلمون الإعلامي» ثائر القلموني أكد على صفحته على موقع «تويتر» نبأ «سيطرة الثوار على تلة موسى بعد هجوم مباغت على حزب الله أوقع العشرات بين قتيل وجريح وأدى إلى السيطرة الكاملة على التلة»، مشيرا إلى «مقتل ابن أخت أمين عام حزب الله حسن نصر الله، محمد ياسين خلال المعارك المحتدمة في القلمون». كذلك تحدثت «شبكة الدرر الشامية» المعارضة عن استعادة مقاتلي «جيش الفتح» مساء الجمعة السيطرة على تلة موسى في منطقة القلمون الغربي، بعد معارك عنيفة مع قوات الأسد وعناصر حزب الله. ونقلت الشبكة عن ناشطين أن «كتائب جيش الفتح شنَّت هجومًا مباغتا على تلة موسى من جهة جرد المعرّة، وتمكَّنت بعد اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة مع قوات النظام وحزب الله المتمركزة فيها من استعادة السيطرة عليها، وقتل وجرح العشرات من العناصر، بينهم 10 عناصر على الأقل من الحزب». وأشارت الشبكة إلى أن مدفعية حزب الله قامت باستهداف تلة موسى بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، في محاولة من عناصر الحزب لاستعادة السيطرة عليها.
بدوره، أفاد «مكتب أخبار سوريا» عن تدمير مقاتلين تابعين للمعارضة السورية دبابةً للجيش السوري في جبال القلمون الغربي، عبر استهدافها بصاروخ حراري مضاد للدروع من طراز «ميلان»، وذلك إثر محاولة عناصر الجيش النظامي وقوات الدفاع الوطني التقدّم في جرود القلمون.
وأوضح المكتب أن اشتباكات اندلعت بين الطرفين بعد استهداف الدبابة، مما أدى لوقوع قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية وعدد من الإصابات بين عناصر المعارضة، لافتًا إلى أن الاشتباكات ترافقت مع قصفٍ عنيف نفذّته مدفعية حزب الله على مواقع انتشار قوات المعارضة.
وبالتزامن، تجددت ليل الجمعة – السبت الاشتباكات العنيفة بين جيش الفتح وتنظيم داعش في القلمون الشرقي، مما أدى، وبحسب المرصد، إلى مقتل عناصر من الطرف الأول.
على صعيد آخر، ترددت تقارير عن توقيف الجيش اللبناني قياديا من «داعش» داخل الأراضي اللبنانية. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن الجيش أوقف قياديًا بالتنظيم المتطرف مساء الجمعة في بلدة عين الشعب الواقعة بين بلدتي اللبوة وعرسال، وأشارت إلى أنّه يُدعى عبد الرحمن البزرباشي ويبلغ من العمر 21 سنة، وهو من مدينة طرابلس عاصمة شمال لبنان، ويُلقب بـ«حفيد البغدادي». وادعت الوكالة أنّه شارك بالمعارك ضد الجيش في طرابلس، وفي أحداث 2 أغسطس (آب) الأخيرة في عرسال. ووصفته المخابرات اللبنانية بـ«الصيد الثمين».
ومن ناحية أخرى، نقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصدر أمني أن الجيش أوقف «قياديًّا كبيرًا» في تنظيم داعش بمنطقة اللبوة، بمحافظة البقاع، شرق لبنان. ولم يكشف المصدر عن اسم القيادي، لكنه لفت إلى أن الأخير كان «قادمًا من بلدة عرسال في طريقه إلى شمال لبنان، حين تم إلقاء القبض عليه».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.