الحكومة التونسية تقر إجراءات عاجلة لإنهاء احتجاجات الحوض المنجمي

الغنوشي: الديمقراطية المتبعة في البلاد فشلت في توزيع السلطة على الشعب

الحكومة التونسية تقر إجراءات عاجلة  لإنهاء احتجاجات الحوض المنجمي
TT

الحكومة التونسية تقر إجراءات عاجلة لإنهاء احتجاجات الحوض المنجمي

الحكومة التونسية تقر إجراءات عاجلة  لإنهاء احتجاجات الحوض المنجمي

أقرت الحكومة التونسية مجموعة من الإجراءات العاجلة لحل أزمة منطقة الحوض المنجمي (جنوب غرب)، وإعادة شركة فوسفات قفصة الحكومية إلى سالف نشاطها بعد طول انتظار.
وكانت منطقة الحوض المنجمي قد عرفت خلال الأسابيع الأخيرة تزايد احتجاجات الشباب العاطل عن العمل للمطالبة بالتشغيل، ما أدى إلى توقف كامل لإنتاج مادة الفوسفات، وتسجيل خسائر يومية قدرت بنحو 200 ألف دينار تونسي (نحو 100 ألف دولار) في اليوم الواحد.
وخصصت الحكومة نحو 500 مليون دينار تونسي (نحو 250 مليون دولار) لتمويل عدة مشاريع عاجلة، خصوصا في مجال التجهيز والطرق، والفلاحة والصناعة والصحة، والبيئة والنقل، بالإضافة إلى عدد من المشاريع الآجلة التي ستدرج ضمن المخطط التنموي المقبل (2016 - 2020).
واجتمع الخميس الماضي وفد حزبي مشكل من الائتلاف الرباعي الحاكم (حركة نداء تونس وحركة النهضة والاتحاد الوطني الحر وحزب آفاق تونس) مع رئيس الحكومة الحبيب الصيد، وعرض عليه استراتيجية متكاملة لحل الملف الشائك في الحوض المنجمي، خصوصا بعد توقف كل من شركة فوسفات قفصة، والمجمع الكيماوي التونسي بمدينة قابس المجاورة. وبناء عليه أقرت الحكومة مجموعة من المشاريع العاجلة، من بينها تحويل صندوق تأهيل المناطق المنجمية وتنميتها إلى مؤسسة مالية جهوية، تساهم في تمويلها شركة فوسفات قفصة، وتتكفل بمهمة البحث عن بدائل تنموية خارج قطاع إنتاج الفوسفات.
ورحب أهالي المنطقة بمجمل المشاريع الموجهة إلى مناطق الحوض المنجمي، خصوصا مدينة الرديف، والمظيلة، وأم العرائس، إلا أن بعضهم عبر عن عدم رضاه عن هذه القرارات، على اعتبار أن عددا كبيرا من تلك المشاريع ظل معطلا خلال السنوات الماضية التي أعقبت الثورة. وفي هذا الشأن قال عمار عمروسية، عضو البرلمان الممثل لجهة قفصة لـ«الشرق الأوسط» إن القرارات الحكومية «تحتوي على إجراء مهم، يتعلق خصوصا ببعث مؤسسة مالية جهوية لتمويل المشاريع، وإعادة هيكلة شركة فوسفات قفصة، إلى جانب التنمية القطاعية، خصوصا في مجال الفلاحة والبنية التحتية، إلا أن نقاط الضعف في القرارات المتخذة تتعلق بالتشغيل، إذ لم ترق إلى مستوى الانتظارات»، لكنه دعا في المقابل إلى التعاطي بإيجابية مع تلك القرارات، واعتبر أن ما اكتسبته المنطقة مجرد جولة من معركة طويلة مع الحكومة، على حد تعبيره.
من ناحية أخرى، أشار راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، إلى نجاح تونس في توزيع السلطة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان ورئاسة الحكومة، لكنها لم تتمكن من توزيع السلطة على الشعب التونسي، كما نص على ذلك الدستور. واعترف الغنوشي بأن حركة النهضة أرادت إقامة نظام برلماني تنتقل فيه السلطة إلى الشعب، لكنها فشلت في تحقيق هذا الهدف لتأثر المجتمع التونسي بالنموذج الفرنسي على حد تعبيره.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».