مقاتلو «جيش الفتح» ينسحبون إلى جرود عرسال ويحضرون لهجمات ارتدادية

«المرصد السوري لحقوق الإنسان»: معركة القلمون شبه محسومة لحزب الله والنظام

مقاتلو «جيش الفتح» ينسحبون إلى جرود عرسال ويحضرون لهجمات ارتدادية
TT

مقاتلو «جيش الفتح» ينسحبون إلى جرود عرسال ويحضرون لهجمات ارتدادية

مقاتلو «جيش الفتح» ينسحبون إلى جرود عرسال ويحضرون لهجمات ارتدادية

دخلت يوم أمس الاشتباكات العنيفة بين «جيش الفتح» السوري المعارض وعناصر حزب الله وجيش النظام السوري على جبهة القلمون يومًا آخر في ظل تقدّم واضح للفريق الثاني، وفق تقارير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي يعتبر أن المعركة هناك باتت شبه محسومة لصالحه.
وفق رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد»، فإن مقاتلي «جيش الفتح» ينفذون حاليًا انسحابا إلى جرود بلدة عرسال اللبنانية، وذلك منذ سيطرة حزب الله على تلة موسى الاستراتيجية قبل أيام وعلى كامل سلسلة جبال الباروح في الساعات الماضية. وقال عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»: «بعد سيطرة الحزب على تلة موسى، باتت المعركة في القلمون شبه محسومة لصالحه وقوات النظام السوري التي تقاتل إلى جانبه، إلا إذا كان يجري التحضير لهجمات ارتدادية، ونحن لم نشهد هجمات مماثلة أخيرًا». وأوضح عبد الرحمن أن «معظم المقاتلين ينسحبون حاليًا إلى جرود عرسال اللبنانية ومنهم من يتمركز في جرود القلمون».
غير أن مدير «مكتب القلمون الإعلامي» ثائر القلموني أبلغ «الشرق الأوسط» بالتحضير لـ«هجوم مفاجئ يُعد له جيش الفتح سيطال النقاط التي خسرها الثوار خلال الأيام الماضية وأصبحت حاليا تحت سيطرة حزب الله». ونفى القلموني أن يكون المقاتلون قد أصبحوا داخل بلدة عرسال (اللبنانية الحدودية) أو أن تكون المعارك وصلت إلى داخل الأراضي اللبنانية.
في هذه الأثناء، وبالتزامن مع تقدّم مقاتلي حزب الله في القلمون، تراجعت الاشتباكات بين «جبهة النصرة» وتنظيم داعش التي اندلعت مطلع الأسبوع، في ظل شائعات عن إعداد البعض لمصالحة بينهما.
«المرصد» ذكر في بيان يوم أمس أن «الاشتباكات بين فصائل المعارضة السورية من جهة، وحزب الله مدعما بقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، تواصلت في جرود رأس المعرّة بمنطقة القلمون، كما في جرود جبال الباروح وسط تقدّم لحزب الله وقوات النظام في المنطقة وسيطرتهم على تلال فيها». كذلك أشارت وسائل الإعلام التابعة لحزب الله إلى أن «الجيش (النظامي) السوري وحزب الله سيطرا على كامل سلسلة جبال الباروح ومعبر الفتلة الذي يربط بلدة رأس المعرّة السورية بجرود بلدة نحلة اللبنانية»، ولفتت إلى أنهما باتا يسيطران أيضا على «غالبية مساحة جرد رأس المعرّة وعلى جبل العطين الذي يبلغ ارتفاعه 2450 م عن سطح البحر، إضافة إلى السيطرة على مرتفعات أخرى محيطة بموقع طلعة موسى الاستراتيجي».
في هذا الوقت، تنامت المخاوف داخل بلدة عرسال مع إشاعة أجواء توحي بأن المعركة اقتربت من البلدة السنّية اللبنانية التي تستضيف ما يزيد على 80 ألف لاجئ سوري، خاصة بعد الحديث عن انسحاب المسلحين من القلمون إلى داخل مخيمات النازحين إلى البلدة.
وفي حين نفت مصادر ميدانية أن يكون هناك أي ظهور مسلح داخل عرسال أو انسحاب للمسلحين إليها، أشارت إلى أنّه لا يزال يمكن خلال ساعات الليل، رصد توجه مجموعات من الشبان السوريين من مخيمات عرسال إلى الجرود بطريقهم للانضمام إلى المقاتلين في القلمون.
وأوضحت المصادر - التي طلبت إغفال الإشارة إلى هويتها - في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن أهالي عرسال يسمعون ليلاً دوي الانفجارات والاشتباكات التي لا تزال محتدمة في القلمون، مشيرة إلى أن المخاوف تتصاعد من وصول هذه المواجهات إليهم، ما أدّى لتراجع الأشغال داخل البلدة، «فمن يملك رأسمال يفضّل عدم تحريكه حتى جلاء الصورة في الأيام المقبلة».
ومن جهة ثانية، رُصدت خلال الساعات الماضية حركة نزوح خفيفة لعدد من اللاجئين السوريين إلى مخيمات أخرى منتشرة في مناطق البقاع شرق البلاد، بينما لم تُسجّل أي حركة مماثلة في صفوف أهالي عرسال.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».