سكان عدن من دون ماء وكهرباء.. وبلا رواتب

رئيس ائتلاف الإغاثة الشعبية : نطالب بإغاثة عاجلة ومستمرة

سكان عدن من دون ماء وكهرباء.. وبلا رواتب
TT

سكان عدن من دون ماء وكهرباء.. وبلا رواتب

سكان عدن من دون ماء وكهرباء.. وبلا رواتب

أشار عدنان الكاف الناطق الرسمي لائتلاف عدن للإغاثة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إلى حاجة عدن، وباقي مدن الجنوب، إلى إغاثة عاجلة ومستمرة، نظرا لما آلت إليه هذه المناطق المنكوبة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فمعظم مديريات محافظة عدن على سبيل المثال تعاني من انعدام الماء في أحيائهم السكنية لمدة زمنية مستمرة منذ بدء الحرب، خصوصًا في كريتر والمعلا وخورمكسر والقلوعة والتواهي، ولفت الكاف إلى أن بعض الأحياء السكنية باتت تعتمد على الماء الموجود في آبار المساجد، فضلاً عن انعدام الكهرباء، وكل هذا أسهم في معاناة الناس، بل وحوّل حياتهم إلى جحيم، لا سيما كبار السن والمرضى الذين يحتاجون الرعاية الطبية العاجلة، إلى جانب توفر خدمة الكهرباء في صيف معروف أنه في عدن لاهب خانق، ونوه بأن مولدات الكهرباء بطبيعة الحال لم تعد تعمل لعدم توفر مادتي البترول والديزل، كما أن المواد الغذائية الأساسية، كالدقيق مثلا، لم تعد متوفرة هي الأخرى، بل انعدمت، بالإضافة إلى معاناة أشد تتعلق بشريحة كبيرة من الموظفين الذين هم بلا رواتب منذ ثلاثة أشهر.
وأشار رئيس ائتلاف الإغاثة الشعبية إلى أن كل هذا دفع المواطنين إلى النزوح من مناطقهم غير الآمنة إلى مناطق أقل خطرا (وبعضهم غادر عدن إلى جيبوتي عبر البحر) لأن سبل الحياة لم تعد متوفرة ولو بالحد الأدنى، فالحرب طالت البشر والحجر على نحو كارثي، ورأى الكاف معالجة الأزمة الإنسانية، وذلك من خلال الإسراع في عملية الإغاثة من البحر والبر والجو، وجعلها مستمرة بشكل ثابت، عبر جهات مجتمعية موثوق بها بعيدًا عن أروقة السياسة وتداعياتها، وشدد الكاف على ضرورة فعل هذا كمقدمة لازمة تسبق عملية إعادة إعمار هذه المناطق المنكوبة، فالمشكلة وفق تصوره لا تقف عند هذا الحد، بل إن الصعوبة من وجهة نظره تكمن في تداعيات الحرب على المواطنين، خصوصًا الجانبين الاجتماعي والنفسي على وجه الخصوص، فمثل هذه التداعيات هي في الأساس نتيجة لهذه الحرب، وسيصعب معالجتها، وستحتاج إلى سنوات طويلة من العمل الجاد لتجاوز آثارها المدمرة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».