نيجيرفان بارزاني: سنعتمد على ثرواتنا الطبيعية لتأمين ميزانيتنا

رئيس حكومة إقليم كردستان قال إن بغداد لم تلتزم بتعهداتها تجاه أربيل

نجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان خلال مؤتمره الصحافي في أربيل أمس (أ.ف.ب)
نجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان خلال مؤتمره الصحافي في أربيل أمس (أ.ف.ب)
TT

نيجيرفان بارزاني: سنعتمد على ثرواتنا الطبيعية لتأمين ميزانيتنا

نجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان خلال مؤتمره الصحافي في أربيل أمس (أ.ف.ب)
نجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان خلال مؤتمره الصحافي في أربيل أمس (أ.ف.ب)

أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق، أمس، أنها ستلجأ إلى إلغاء الاتفاقية النفطية التي أبرمتها مع بغداد نهاية العام الماضي إذا لم تفِ بغداد بالتزاماتها بإرسال حصة الإقليم من الموازنة العامة للعراق لعام 2015 الحالي، مؤكدة في الوقت ذاته التزامها بمواصلة المباحثات مع الحكومة الاتحادية للتوصل إلى حل لكل المشكلات بين الجانبين.
وقال رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني في مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس مع رئيس برلمان إقليم كردستان يوسف محمد صادق، عقب اجتماع بين حكومة وبرلمان إقليم كردستان لبحث آخر مستجدات العلاقة بين أربيل وبغداد: «عرضنا اليوم (أمس) آخر تطورات العلاقة بين الإقليم والحكومة الاتحادية في مجال النفط لأعضاء برلمان الإقليم، الحكومة الاتحادية غير ملتزمة بالاتفاقية التي أبرمتها معنا في مجال النفط، لدينا اتفاقية واحدة مع بغداد، وهي اتفاقية قانون الموازنة العامة للعراق لعام 2015، بحسب هذا القانون يجب علينا الالتزام بمجموعة من التعهدات، وفي المقابل على بغداد أيضا تعهدات يجب أن تفي بها للإقليم، فالمتعلق بنا هو تصدير 550 ألف برميل من النفط عن طريق شركة (سومو)، وفي المقابل عليهم توفير موازنة إقليم كردستان البالغة تريليون و200 مليار دينار شهريا، وحكومة الإقليم أوفت بالتزاماتها في الاتفاقية خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، بشكل كامل، لكن في المقابل لم تلتزم بغداد، و سعت إلى تقليل موازنة الإقليم».
وأكد بارزاني: «أما أن تلتزم بغداد بتطبيق الاتفاقية أو نوقع اتفاقية جديدة معها على أساسها ستتعامل بغداد مع الإقليم كمشتر للنفط»، مضيفا: «أكدنا خلال اجتماعنا مع البرلمان أننا سنواصل المفاوضات مع بغداد للوصول إلى نتيجة، لكن إذا لم نتوصل إلى أي نتيجة، حينها ستكون يدنا مفتوحة لتأمين موازنة الإقليم بالاعتماد على القانون رقم 5 لسنة 2013 الصادر من برلمان إقليم كردستان الذي ينص على اعتماد الإقليم على ثرواته الطبيعية في تأمين ميزانيته».
وأضاف بارزاني: «تحدثنا عن هذه المسائل مع وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي الذي يزور أربيل حاليا، وأبلغناه أنه من المهم لدينا هو تطبيق قانون الموازنة، وبحسب هذا القانون يجب تأمين حصة الإقليم من الموازنة، أو لنعقد اتفاقية جديدة بين الجانبين، فلو باع الإقليم إنتاجه الحالي من النفط سيحصل على مبالغ مالية أكبر من التي يحصلها من بغداد، خصوصا في الظروف المالية التي يمر بها الإقليم»، مشيرا إلى أن «الإقليم لم يقرر حتى الآن إرسال وفد إلى بغداد».
بدوره، عبر رئيس برلمان الإقليم، يوسف محمد صادق، عن تأييد البرلمان لموقف حكومة الإقليم وسياستها النفطية، وأكد على ضرورة أن تلتزم الحكومة العراقية بالاتفاقية النفطية وفي حالة عدم التزامها بتأمين الموازنة فإنه بحسب الفقرة الثالثة من المادة الحادية عشرة من قانون الموازنة المالية العراقية لعام 2015، فإنه يحق لإقليم كردستان عدم الالتزام بالاتفاقية والبحث عن بدائل أخرى لتأمين ميزانية الإقليم.
في غضون ذلك قال، زانا روستايي، النائب عن الجماعة الإسلامية الكردية في مجلس النواب العراقي، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نؤيد السياسة النفطية لحكومة إقليم كردستان، الخطاب الكردستاني موحد اتجاه هذه المشكلات مع بغداد، ونحن كنا نعلم أن الاتفاقية المبرمة بين أربيل وبغداد هي اتفاقية مبدئية، وتحتاج إلى عقد عدة اتفاقيات أخرى، لأنها تواجه المشكلات، خصوصا أن هناك مجموعة من الملفات العالقة بين أربيل وبغداد، وبحث هذه الملفات تؤجل دائما، فكل واحدة من تلك الملفات قد تولد مشكلة في أي لحظة، لذا نحن ندعو بغداد إلى الاتفاق مع الإقليم، وإلا فإن الإقليم يمتلك طرقا أخرى، لكن بغداد لا تمتلك أي طرق أخرى، الوضع الاقتصادي في العراق لا يتحمل زيادة أزمة أخرى، وفي الوقت ذاته يحق للإقليم البحث عن مصدر آخر لموازنته».
من جهتها، قالت ريزان دلير، النائبة عن الاتحاد الوطني الكردستاني، في مجلس النواب العراقي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه المشكلة ليست وليدة اليوم، بل هي تعود إلى تراكمات السنوات السابقة، حاليا يجب التفكير بطريقة حل أخرى لهذه المشكلات، وبدء المفاوضات من جديد بين الجانبين للتوصل إلى حل، وانتظار موقف بغداد، فإذا استمرت الحكومة الاتحادية في عدم إرسال ميزانية الإقليم خلال الشهرين القادمين حينها يمكن التفكير بحل آخر سواء أكان إلغاء الاتفاقية أو أي شيء آخر».
واتفقت أربيل وبغداد على تصدير 250 ألف برميل من النفط في إقليم كردستان، و300 ألف برميل من نفط كركوك إلى أنابيب النفط التي تشرف عليها الحكومة العراقية، لكن عملية التنفيذ واجهت مشكلة فنية.
وأعلنت وزارة المالية في حكومة إقليم كردستان قبل أيام أن الحكومة العراقية قامت باقتطاع 10 في المائة من المبلغ المالي الذي كانت قد أعلنت عن عزمها إرساله إلى الإقليم، حيث أرسلت 488 مليار دينار عراقي بدلا عن 4543 مليار دينار، على الرغم من أن حكومة إقليم كردستان، قد صدرت أكثر من الكمية المتفقة عليها والبالغة 550 ألف برميل يوميا.
ونفى بارزاني اتهامات كانت أطلقتها جهات عراقية من أن إقليم كردستان باع نفطا لشركات إسرائيلية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.