اليمن تستدعي القائم بالأعمال في إيران بعد تراكمات سياسية

ياسين : عدم اعترافهم بالشرعية ودخولهم المجال الجوي من دون إذن من الأسباب

د. رياض ياسين
د. رياض ياسين
TT

اليمن تستدعي القائم بالأعمال في إيران بعد تراكمات سياسية

د. رياض ياسين
د. رياض ياسين

أعلنت الحكومة اليمنية الشرعية، أمس، استدعاء القائم بأعمالها في طهران، احتجاجًا على التدخل الإيراني في اليمن للمتمردين الحوثيين، على مدى السنوات الماضية، وأكد الدكتور رياض ياسين، وزير الخارجية اليمنية المكلف، أن بلاده تحملت كل هذه التجاوزات، وجاء الوقت بأن نوقف كل هذه التجاوزات.
وأوضح الدكتور رياض ياسين، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، أن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وجه باستدعاء القائم بالأعمال اليمني في طهران، ومغادرته الأراضي اليمنية إلى أقرب مكان، تمهيدًا لعودته إلى مقر الوزارة المؤقت في الرياض، مؤكدًا أن هناك تراكمات تعرضت لها اليمن من قبل إيران، تسببت في كثير من الأزمات داخل الأراضي اليمنية.
وقال وزير الخارجية اليمنية المكلف، إن هناك أسبابًا تصعيدية من قبل الإيرانيين، تتضمن عدم اعترافهم بالشرعية اليمنية، ونحن تحملنا طول الفترة الماضية، جميع هذه التجاوزات، ولكن جاء الوقت بأن نوقف كل هذه التجاوزات، وكان آخرها محاولة دخول السفينة الإيرانية التي تحمل المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى المياه الإقليمية اليمنية عنوة، من دون خضوعها للتفتيش من قبل دول التحالف أو الأمم المتحدة، مثل بقية المساعدات الإغاثية الأخرى. وأشار الدكتور ياسين إلى أن طهران لم تفعل شيئًا أمام قيام عدد من الطلاب المتمردين على الشرعية، بالهجوم على مقر السفارة اليمنية في إيران، والقيام بأعمال تخريبية، لا سيما وأن الحكومة الإيرانية أوقفت ابتعاث الطلاب إلى طهران منذ خمسة أعوام، وكذلك تمويلهم ودعم الحوثيين بالأسلحة خلال الفترة الماضية، بعضها ضبطت أثناء وصولها إلى الميناء، وإدخالهم إلى المجال الجوي اليمني، بالطائرات من دون أخذ الإذن المسبق، وكان آخرها قبل أسبوعين، الأمر الذي أدى إلى تعرض مدرج مطار صنعاء إلى القصف من قبل طائرة التحالف، تجنبًا لهبوط الطائرة الإيرانية إلى الأراضي اليمنية.
ولفت وزير الخارجية اليمني المكلف إلى أن بلاده لم تسلم من التصاريح الإعلامية التي يطلقها بعض المسؤولين الإيرانيين، من أجل الاستفزاز، خصوصا وأن بعضهم من القيادات العسكرية الكبيرة في الجيش الإيراني.
وذكر الدكتور ياسين، أن السفينة الإيرانية التي تحمل مساعدات إغاثية وإنسانية، التي غادرت ميناء بندر عباس في طريقها إلى ميناء الحديدة، قد غيّرت مسارها نحو جيبوتي أخيرًا، لاتخاذ الإجراء اللازم في زيارة مفتشي الأمم المتحدة للسفينة، قبل دخولها إلى اليمن، ثم أخذ التصريح من الخارجية اليمنية.
وأكد وزير الخارجية اليمني المكلف، أن المتمردين الحوثيين الذين يتلقون الدعم من إيران، خرقوا الهدنة بعد 48 ساعة، وقاموا بالاشتباكات مع المقاومة الشرعية في عدن والضالع وتعز ومأرب، متجاهلين الأمور الإنسانية بأكملها تجاه الشعب اليمني، وأصبح؛ أي الحوثيين، بلا ضمير، ولا أدنى مسؤولية تجاه المدنيين، بل قاموا بمواجهتهم بالسلاح خلال ساعات الهدنة.
وأضاف: «دول قوات التحالف، تحلت بأدنى درجات الصبر، تجاه الحوثيين، ولكنهم سيتحملون مسؤولية تجاوزاتهم في سبيل سعي التحالف إلى إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى المستفيدين».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».