الدوري الإسباني مستمر بقرار من المحكمة العليا

المشاكل الشخصية بين رئيس رابطة الدوري ورئيس الاتحاد تسببت في تأزيم الموقف

مباراة الإياب بين برشلونة وأتليتكو مدريد ستحسم لقب الدوري الإسباني («الشرق الأوسط»)
مباراة الإياب بين برشلونة وأتليتكو مدريد ستحسم لقب الدوري الإسباني («الشرق الأوسط»)
TT

الدوري الإسباني مستمر بقرار من المحكمة العليا

مباراة الإياب بين برشلونة وأتليتكو مدريد ستحسم لقب الدوري الإسباني («الشرق الأوسط»)
مباراة الإياب بين برشلونة وأتليتكو مدريد ستحسم لقب الدوري الإسباني («الشرق الأوسط»)

ألغى الاتحاد الإسباني لكرة القدم، الذي لا يرضى عن البيع الجماعي لحقوق البث التلفزيوني، قراره بوقف مباريات الدوري بداية من السبت المقبل. وقال الاتحاد الإسباني عبر موقعه الرسمي على الإنترنت «بعد القرار الذي صدر عن المحكمة العليا اليوم (أمس) يلغي الاتحاد الإسباني الإجراء (الإيقاف)، ومن ثم فإنه يمكن إقامة مباريات الدوري حسب البرنامج والمواعيد المقررة».
قرار الاتحاد الإسباني بالعدول عن قراره بوقف المسابقات الرسمية جاء بعد أن أعلن القضاء الإسباني أمس تعليق إضراب لاعبي كرة القدم الذي كان يهدد نهاية الموسم الكروي احتجاجا على مرسوم حكومي حول توزيع حقوق النقل التلفزيوني. وقبلت المحكمة الوطنية في مدريد، المتخصصة في القضايا المعقدة، طلب تعليق الإضراب، معتبرة أن هذا التحرك من شأنه منع إقامة مباريات الدرجتين الأولى والثانية، مما سيتسبب في «اضطراب خطير في تنظيم» البطولة بحسب القرار.
وأتى قرار المحكمة بعد استماعها إلى حجج نقابة اللاعبين المحترفين المطالبين بالإضراب، ورابطة الدوري التي تعتبر أن الإضراب الذي كان مقررا في عطلة نهاية الأسبوع غير شرعي. وهدد الاتحاد الإسباني، المسؤول عن حكام النخبة والدرجات الدنيا في المسابقات المحلية، مدعوما بنقابة اللاعبين المحترفين، بالإضراب للاحتجاج على مرسوم حكومي حول توزيع حقوق النقل التلفزيوني ساندته رابطة الدوري التي نادت بـ«عدم مسؤولية» هذا التهديد واحتكمت إلى القضاء. وحظي توجه الاتحاد الإسباني للعبة بدعم تام من لاعبي الدرجة الأولى وعلى رأسهم نجوم برشلونة وريـال مدريد، مثل أندريس إنييستا وإيكر كاسياس، والذين طالبوا بـ«فارق أقل في توزيع حقوق النقل التلفزيوني بين أندية الدرجات الأولى والثانية والثالثة». وأوضحت المحكمة أن قرارها بمثابة تدبير مؤقت قبل الحكم بالأساس في الشهر المقبل.
وكانت الحكومة الإسبانية اتخذت إجراءات إصلاحية وافق عليها البرلمان تنهي العمل بالنظام السابق والذي على أساسه كانت الأندية نفسها تتفاوض وتبيع حقوق النقل لمبارياتها. وبحسب الإصلاحات الجديدة، تم توزيع عائدات النقل بنسبة 90 في المائة لأندية الدرجة الأولى، و10 في المائة فقط لأندية الدرجة الثانية. وكان الإضراب في حال تنفيذه سيؤثر على نهاية الدوري الإسباني الذي يدخل مرحلتيه الأخيرتين، بالإضافة إلى نهائي كأس الملك في الثلاثين من الشهر الحالي بين برشلونة وأتليتك بلباو على ملعب كامب نو. وفي يوم الأحد المقبل سيحل برشلونة المنفرد بالصدارة ضيفا على أتليتكو مدريد، وسيكون بوسع النادي الكتالوني ضمان الفوز باللقب المحلي للمرة الخامسة في سبع سنوات إذا حقق الفوز على حامل اللقب.
وعبر وزير الرياضة الإسباني خوسيه إيغناسيو ويرت عن أمله في التوصل لحل بين جميع الأطراف، قائلا «عملنا بصورة فاعلة مع اتحاد اللاعبين خلال اليومين الأخيرين، ونتيجة لذلك حدث تقارب في المواقف.. أعتقد أنه من المكن التوصل لحل لجميع القضايا التي تهم اتحاد اللاعبين، وبنفس الروح نأمل في التوصل لحل لجميع الخلافات مع الاتحاد الإسباني لكرة القدم». وسيحل القانون الجديد الخاص ببيع حقوق البث التلفزيوني والذي تمت الموافقة عليه الشهر الماضي وحصل على موافقة رابطة الدوري بدلا من النظام الحالي الخاص ببيع الحقوق بشكل فردي من جانب الأندية. وتقوم بطولات الدوري الكبرى في أوروبا ببيع حقوق بث المباريات بصورة جماعية. ويهدف النظام الجديد في إسبانيا إلى توزيع الدخل بين الأندية بصورة تحقق مزيدا من العدالة بداية من موسم 2016-2017. ورغم أن اتحاد اللاعبين يؤيد فكرة بيع الحقوق بصورة جماعية فإنه يعترض على المبلغ المخصص لأندية دوري الدرجة الثانية.
ويرى مراقبون أن الصراع سياسي وناتج عن خصومة قديمة بين رئيس رابطة الدوري خافيير تيباس ورئيس الاتحاد أنخيل ماري فيار الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي (فيفا). وهكذا كادت المشاكل الشخصية بين أقوى رجلين في كرة القدم الإسبانية تؤدي لحرمان الجمهور من متعة مشاهدة نهاية الموسم الإسباني لكرة القدم. ويرى المراقبون أن العلاقة المتوترة بين فيار وتيباس تعتبر السبب الحقيقي خلف التوجه لقرار إضراب اللاعبين.
ألبرتو بالومار، الخبير في القوانين الرياضية في جامعة كارلوس الثالث، قال: «هذا الأمر لم يحصل في السابق. كانت هناك بعض الإضرابات لأيام قليلة، لكن لم تكن هناك أبدا إضرابات مفتوحة».
وحظي توجه الاتحاد الإسباني بوقف المسابقات المحلية بدعم تام من لاعبي الدرجة الأولى وعلى رأسهم نجوم برشلونة وريـال مدريد. وكانت الحكومة الإسبانية اتخذت إجراءات إصلاحية وافق عليها البرلمان تنهي العمل بالنظام السابق الذي على أساسه كانت الأندية نفسها تتفاوض وتبيع حقوق النقل لمبارياتها. ويعتبر ريـال مدريد وبرشلونة الناديين الأغنى والأنجح في إسبانيا، ويجنيان أكبر عائدات من النقل التلفزيوني. ويهدف النظام الجديد في إسبانيا إلى توزيع الدخل بين الأندية بصورة تحقق مزيدا من العدالة بداية من موسم 2016-2017. وفي ظل توجه الاتحاد ونقابة اللاعبين للإضراب، قررت رابطة الدوري التقدم بشكوى أمام القضاء بهدف منع الإضراب الذي صنفته بأنه «غير شرعي» وقد يؤدي إلى خسارة يومية تصل إلى 50 مليون يورو. ويرى تيباس أن الموضوع ليس «مسألة علاقات عمل، وإنما حاولوا القيام بإضراب ضد قانون، وفي إسبانيا هذا النوع من الإضرابات أمر غير معترف به». ورأى بالومار أن ما يحصل حاليا هو نتيجة المشاكل الشخصية بين رئيس الاتحاد ورئيس رابطة الدوري اللذين لا يتحدثان مع بعضهما البعض، وقد تذمر الأخير في رسالة مفتوحة نشرها مؤخرا بأن فيار الموجود على رئاسة الاتحاد الإسباني منذ 27 عاما، وصفه بـ«الأحمق». واعتبر بالومار أن تقاسم السلطات بين الاتحاد والرابطة لطالما كان مشكلة، وهذه المشكلة تفاقمت في الأعوام الأخيرة بسبب ارتفاع العائدات المالية. ويتذمر الاتحاد الإسباني بأنه أصبح مجرد رسول لإعلام اللاعبين بتوزيع العائدات، فيما تنال الرابطة حصة هائلة من الأموال.
ومن جهتهم، انتقد اللاعبون عدم استشارتهم في الإصلاحات الجديدة، وطالبوا بحصة أكبر من العائدات لمصلحة الفرق الصغيرة. ويقال بأن عائدات ريـال مدريد تتجاوز أكثر من 250 مليون يورو سنويا، فيما لا تحصل فرق مثل قرطبة على عشر هذا المبلغ. ويرى بالومار أن الحكومة الإسبانية ستضطر للتدخل في حال تنفيذ الإضراب لأنها لن تتحمل، وفي سنة انتخابية، نقمة شعب مجنون بكرة القدم.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».