ألغى الاتحاد الإسباني لكرة القدم، الذي لا يرضى عن البيع الجماعي لحقوق البث التلفزيوني، قراره بوقف مباريات الدوري بداية من السبت المقبل. وقال الاتحاد الإسباني عبر موقعه الرسمي على الإنترنت «بعد القرار الذي صدر عن المحكمة العليا اليوم (أمس) يلغي الاتحاد الإسباني الإجراء (الإيقاف)، ومن ثم فإنه يمكن إقامة مباريات الدوري حسب البرنامج والمواعيد المقررة».
قرار الاتحاد الإسباني بالعدول عن قراره بوقف المسابقات الرسمية جاء بعد أن أعلن القضاء الإسباني أمس تعليق إضراب لاعبي كرة القدم الذي كان يهدد نهاية الموسم الكروي احتجاجا على مرسوم حكومي حول توزيع حقوق النقل التلفزيوني. وقبلت المحكمة الوطنية في مدريد، المتخصصة في القضايا المعقدة، طلب تعليق الإضراب، معتبرة أن هذا التحرك من شأنه منع إقامة مباريات الدرجتين الأولى والثانية، مما سيتسبب في «اضطراب خطير في تنظيم» البطولة بحسب القرار.
وأتى قرار المحكمة بعد استماعها إلى حجج نقابة اللاعبين المحترفين المطالبين بالإضراب، ورابطة الدوري التي تعتبر أن الإضراب الذي كان مقررا في عطلة نهاية الأسبوع غير شرعي. وهدد الاتحاد الإسباني، المسؤول عن حكام النخبة والدرجات الدنيا في المسابقات المحلية، مدعوما بنقابة اللاعبين المحترفين، بالإضراب للاحتجاج على مرسوم حكومي حول توزيع حقوق النقل التلفزيوني ساندته رابطة الدوري التي نادت بـ«عدم مسؤولية» هذا التهديد واحتكمت إلى القضاء. وحظي توجه الاتحاد الإسباني للعبة بدعم تام من لاعبي الدرجة الأولى وعلى رأسهم نجوم برشلونة وريـال مدريد، مثل أندريس إنييستا وإيكر كاسياس، والذين طالبوا بـ«فارق أقل في توزيع حقوق النقل التلفزيوني بين أندية الدرجات الأولى والثانية والثالثة». وأوضحت المحكمة أن قرارها بمثابة تدبير مؤقت قبل الحكم بالأساس في الشهر المقبل.
وكانت الحكومة الإسبانية اتخذت إجراءات إصلاحية وافق عليها البرلمان تنهي العمل بالنظام السابق والذي على أساسه كانت الأندية نفسها تتفاوض وتبيع حقوق النقل لمبارياتها. وبحسب الإصلاحات الجديدة، تم توزيع عائدات النقل بنسبة 90 في المائة لأندية الدرجة الأولى، و10 في المائة فقط لأندية الدرجة الثانية. وكان الإضراب في حال تنفيذه سيؤثر على نهاية الدوري الإسباني الذي يدخل مرحلتيه الأخيرتين، بالإضافة إلى نهائي كأس الملك في الثلاثين من الشهر الحالي بين برشلونة وأتليتك بلباو على ملعب كامب نو. وفي يوم الأحد المقبل سيحل برشلونة المنفرد بالصدارة ضيفا على أتليتكو مدريد، وسيكون بوسع النادي الكتالوني ضمان الفوز باللقب المحلي للمرة الخامسة في سبع سنوات إذا حقق الفوز على حامل اللقب.
وعبر وزير الرياضة الإسباني خوسيه إيغناسيو ويرت عن أمله في التوصل لحل بين جميع الأطراف، قائلا «عملنا بصورة فاعلة مع اتحاد اللاعبين خلال اليومين الأخيرين، ونتيجة لذلك حدث تقارب في المواقف.. أعتقد أنه من المكن التوصل لحل لجميع القضايا التي تهم اتحاد اللاعبين، وبنفس الروح نأمل في التوصل لحل لجميع الخلافات مع الاتحاد الإسباني لكرة القدم». وسيحل القانون الجديد الخاص ببيع حقوق البث التلفزيوني والذي تمت الموافقة عليه الشهر الماضي وحصل على موافقة رابطة الدوري بدلا من النظام الحالي الخاص ببيع الحقوق بشكل فردي من جانب الأندية. وتقوم بطولات الدوري الكبرى في أوروبا ببيع حقوق بث المباريات بصورة جماعية. ويهدف النظام الجديد في إسبانيا إلى توزيع الدخل بين الأندية بصورة تحقق مزيدا من العدالة بداية من موسم 2016-2017. ورغم أن اتحاد اللاعبين يؤيد فكرة بيع الحقوق بصورة جماعية فإنه يعترض على المبلغ المخصص لأندية دوري الدرجة الثانية.
ويرى مراقبون أن الصراع سياسي وناتج عن خصومة قديمة بين رئيس رابطة الدوري خافيير تيباس ورئيس الاتحاد أنخيل ماري فيار الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي (فيفا). وهكذا كادت المشاكل الشخصية بين أقوى رجلين في كرة القدم الإسبانية تؤدي لحرمان الجمهور من متعة مشاهدة نهاية الموسم الإسباني لكرة القدم. ويرى المراقبون أن العلاقة المتوترة بين فيار وتيباس تعتبر السبب الحقيقي خلف التوجه لقرار إضراب اللاعبين.
ألبرتو بالومار، الخبير في القوانين الرياضية في جامعة كارلوس الثالث، قال: «هذا الأمر لم يحصل في السابق. كانت هناك بعض الإضرابات لأيام قليلة، لكن لم تكن هناك أبدا إضرابات مفتوحة».
وحظي توجه الاتحاد الإسباني بوقف المسابقات المحلية بدعم تام من لاعبي الدرجة الأولى وعلى رأسهم نجوم برشلونة وريـال مدريد. وكانت الحكومة الإسبانية اتخذت إجراءات إصلاحية وافق عليها البرلمان تنهي العمل بالنظام السابق الذي على أساسه كانت الأندية نفسها تتفاوض وتبيع حقوق النقل لمبارياتها. ويعتبر ريـال مدريد وبرشلونة الناديين الأغنى والأنجح في إسبانيا، ويجنيان أكبر عائدات من النقل التلفزيوني. ويهدف النظام الجديد في إسبانيا إلى توزيع الدخل بين الأندية بصورة تحقق مزيدا من العدالة بداية من موسم 2016-2017. وفي ظل توجه الاتحاد ونقابة اللاعبين للإضراب، قررت رابطة الدوري التقدم بشكوى أمام القضاء بهدف منع الإضراب الذي صنفته بأنه «غير شرعي» وقد يؤدي إلى خسارة يومية تصل إلى 50 مليون يورو. ويرى تيباس أن الموضوع ليس «مسألة علاقات عمل، وإنما حاولوا القيام بإضراب ضد قانون، وفي إسبانيا هذا النوع من الإضرابات أمر غير معترف به». ورأى بالومار أن ما يحصل حاليا هو نتيجة المشاكل الشخصية بين رئيس الاتحاد ورئيس رابطة الدوري اللذين لا يتحدثان مع بعضهما البعض، وقد تذمر الأخير في رسالة مفتوحة نشرها مؤخرا بأن فيار الموجود على رئاسة الاتحاد الإسباني منذ 27 عاما، وصفه بـ«الأحمق». واعتبر بالومار أن تقاسم السلطات بين الاتحاد والرابطة لطالما كان مشكلة، وهذه المشكلة تفاقمت في الأعوام الأخيرة بسبب ارتفاع العائدات المالية. ويتذمر الاتحاد الإسباني بأنه أصبح مجرد رسول لإعلام اللاعبين بتوزيع العائدات، فيما تنال الرابطة حصة هائلة من الأموال.
ومن جهتهم، انتقد اللاعبون عدم استشارتهم في الإصلاحات الجديدة، وطالبوا بحصة أكبر من العائدات لمصلحة الفرق الصغيرة. ويقال بأن عائدات ريـال مدريد تتجاوز أكثر من 250 مليون يورو سنويا، فيما لا تحصل فرق مثل قرطبة على عشر هذا المبلغ. ويرى بالومار أن الحكومة الإسبانية ستضطر للتدخل في حال تنفيذ الإضراب لأنها لن تتحمل، وفي سنة انتخابية، نقمة شعب مجنون بكرة القدم.
الدوري الإسباني مستمر بقرار من المحكمة العليا
المشاكل الشخصية بين رئيس رابطة الدوري ورئيس الاتحاد تسببت في تأزيم الموقف
الدوري الإسباني مستمر بقرار من المحكمة العليا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة