القضاء اللبناني يحكم على سماحة بالسجن 4 سنوات ونصف السنة ويجرده من حقوقه المدنية

وزير العدل ينعى المحكمة العسكرية.. وأحمد الحريري يدعو لإقفالها

القضاء اللبناني يحكم على سماحة بالسجن  4 سنوات ونصف السنة ويجرده من حقوقه المدنية
TT

القضاء اللبناني يحكم على سماحة بالسجن 4 سنوات ونصف السنة ويجرده من حقوقه المدنية

القضاء اللبناني يحكم على سماحة بالسجن  4 سنوات ونصف السنة ويجرده من حقوقه المدنية

أصدر القضاء اللبناني أمس، حكمه على الوزير اللبناني الأسبق المتهم بنقل متفجرات من سوريا إلى لبنان، بالسجن أربع سنوات ونصف السنة مع عقوبة الأشغال الشاقة، وتجريده من حقوقه المدنية: «على أن تُحسب سنوات توقيفه منها»، ما يعني، أن سماحة سيفرج عنه في أواخر شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وفي أول رد على الحكم، نعى وزير العدل أشرف ريفي للبنانيين «وفاة المحكمة العسكرية بعد قرارها الصادر اليوم (أمس) بحق الوزير الأسبق ميشال سماحة». وقال من السراي الحكومي: «هناك اعترافات بالصوت والصورة وواضحة تماما وأنا أشرفت على العملية ودفعنا شهداء في هذه العملية، ولن نسمح باستباحة دماء شهدائنا»، في إشارة إلى عملية توقيفه التي نفذتها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي في أغسطس (آب) 2012. وكان ريفي آنذاك مديرًا عامًا لقوى الأمن.
وأضاف: «لن نكون شهود زور على استباحة الأمن اللبناني»، مشيرًا إلى أن «السيناريو الذي حصل مع (المتهم بالتعامل مع إسرائيل) فايز كرم تكرر مع ميشال سماحة». كما قال: «إننا سنعمل بكل الوسائل لتعديل قانون الأحكام العسكرية».
بدوره، دعا أمين عام تيار «المستقبل» أحمد الحريري «لإقفال المحكمة العسكرية بالشمع الأحمر بعد الحكم بقضية سماحة»، قائلاً في تغريدة له في موقع «تويتر»: «رحمك الله يا وسام الحسن فليس عدلاً أن تموت وأن يبقى المجرم حيًّا»، في إشارة إلى رئيس شعبة المعلومات وسام الحسن الذي أشرف على عملية توقيف سماحة.
ويحاكم القضاء العسكري سماحة المحتجز منذ أغسطس 2012 بتهمة التخطيط مع رئيس جهاز الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك ومدير مكتبه «لنقل متفجرات من سوريا إلى لبنان بنية تفجيرها وقتل شخصيات سياسية لبنانية ورجال دين ومسلحين سوريين ومهربين» على الحدود بين سوريا ولبنان.
وسماحة وزير ونائب سابق، وكان قبل توقيفه مستشارا للرئيس السوري بشار الأسد. وكان يمضي جزءا كبيرا من وقته في دمشق.
وتتهم النيابة العامة اللبنانية سماحة ومملوك بـ«تأليف عصابة ترمي إلى ارتكاب الجنايات على الناس والأموال، والنيل من سلطة الدولة وهيبتها، ومحاولة قتل سياسيين ونواب ورجال دين ومواطنين»، وهي تؤكد أن مملوك أقدم على «حيازة متفجرات بقصد القتل وتسليمها إلى سماحة الذي أقدم بدوره على حيازتها ونقلها، بقصد ارتكاب أعمال القتل والإرهاب». وتعذر إبلاغ مملوك ومرافقه بمواعيد المحاكمة.
ولا يمكن لسماحة بعد تجريده من حقوقه المدنية ممارسة حق الترشح للانتخابات أو المشاركة في التصويت، كما يمنع من تبوؤ أي منصب رسمي أو حكومي في المستقبل. وبموجب القانون اللبناني، تُحتسب السنة السجنية تسعة أشهر. وتحسم من عقوبة المحكوم مدة توقيفه وهو ما يعني في حالة سماحة الموقوف منذ شهر أغسطس 2012 خروجه من السجن نهاية العام الحالي. وكانت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن خليل إبراهيم، ختمت أمس محاكمة سماحة الموقوف في قضية نقل مواد متفجرة من سوريا إلى لبنان، بعدما استمعت إلى إفادة سائقه الشاهد فارس بركات الذي نفى معرفته بأي شيء عن الموضوع. وأبدى مفوض الحكومة المعاون القاضي هاني حلمي الحجار مطالعته التي أكد فيها ثبوت الجرم ووروده في القرار الاتهامي.
وبحسب «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، ترافع وكيل سماحة صخر الهاشم، وأكد عدم نية موكله أو معرفته بنقل المتفجرات للقيام بأعمال إرهابية: «إنما هو ضحية مخطط أعد له». وطلب له البراءة ومنحه أوسع الأسباب المخففة.
وكان سماحة اعترف خلال جلسة استجوابه الأولى أمام المحكمة العسكرية، الشهر الماضي، أنه قام بنقل متفجرات من سوريا إلى لبنان، واصفًا خطأه بـ«الكبير». وأوضح سماحة أنه كان يتعاطى مع مملوك، المسؤول في قطاع الأمن السوري: «منذ فترة، في مواضيع سياسية تمت إلى علاقات سوريا بدول خارجية، مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا»، معتبرا أنه تم اختياره للإيقاع به «نظرا إلى علاقاتي مع مراكز القرار في الغرب». وشدد سماحة على أنه لا مملوك ولا السوريون تحدثوا معه عن أهداف، وقال: «كفوري فقط هو من حدد الأهداف وتحدث بها، وأنا كنت قابلا، أخطأت بعد أن أتى من هو مكلف ليفخخني».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.