كاسياس «أيقونة» جماهير الريـال أصبح غير مرغوب فيه في «البيرنابيو»

العلاقة بين الحارس الإسباني المخضرم ومشجعي الفريق الملكي أصبحت غير قابلة للرأب

كاسياس فاض به الكيل من صافرات استهجان جماهير الريـال (رويترز)  -  غاريث بيل تحت ضغوط جماهير الفريق الملكي (أ.ف.ب)
كاسياس فاض به الكيل من صافرات استهجان جماهير الريـال (رويترز) - غاريث بيل تحت ضغوط جماهير الفريق الملكي (أ.ف.ب)
TT

كاسياس «أيقونة» جماهير الريـال أصبح غير مرغوب فيه في «البيرنابيو»

كاسياس فاض به الكيل من صافرات استهجان جماهير الريـال (رويترز)  -  غاريث بيل تحت ضغوط جماهير الفريق الملكي (أ.ف.ب)
كاسياس فاض به الكيل من صافرات استهجان جماهير الريـال (رويترز) - غاريث بيل تحت ضغوط جماهير الفريق الملكي (أ.ف.ب)

باتت العلاقة بين الحارس الإسباني المخضرم إيكر كاسياس قائد فريق ريـال مدريد وجماهيره أشبه بـ«الطلاق البائن»، بعد أن دأب أنصار النادي الملكي على إلقاء اللوم على الحارس الدولي في أي تراجع يصيب الفريق.
ومن ناحيته، لم يعد كاسياس يخفي حنقه وعدم رضاه عن هذه الاتهامات وطريقة تعامل الجماهير معه، في مشهد متصدع يبدو أنه أصبح غير قابل للرأب أو الإصلاح.
وودع ريـال مدريد نظريا مشوار الصراع على لقب الدوري الإسباني السبت بعد سقوطه في فخ التعادل 2 - 2 أمام منافسه فالنسيا ليتراجع عن برشلونة المتصدر بفارق أربع نقاط قبل مرحلتين فقط على ختام منافسات المسابقة، وهو الأمر الذي أضر بكاسياس أكثر من غيره من اللاعبين.
وضاقت جماهير النادي الملكي ذرعا من كثرة صافرات الاستهجان التي توجهها لقائد الفريق بين الحين والآخر، حيث أخفق كاسياس في التصدي للهدف الأول لفالنسيا رغم ملامسته للكرة قبل أن تسكن الشباك، كما أنه لم يفعل أي شيء يذكر للحيلولة دون تسجيل المنافس للهدف الثاني عن طريق أحد مهاجميه من داخل منطقة الجزاء.
واسترسلت جماهير ريـال مدريد في موجة كبيرة من صافرات الاستهجان عقب الهدف الثاني لفالنسيا ضد الحارس المخضرم الذي تحول في الفترة الأخيرة إلى «بوق» للجماهير المدريدية تنفث فيه صافراتها مع كل إخفاق.
وهكذا أدرك كاسياس مقصود جماهيره، والتفت ناحية المدرجات خلال المباراة وأشار إليهم قائلا: «هذا يكفي.. فلتذهبوا إلى الجحيم».
ولم يكن ما حدث فعلا معتادا يأتي به الحارس العملاق، الذي تحمل طوال الموسم برزانة ورجاحة عقل انتقادات قطاع من الصحافة ومن الجماهير، ولكنه بدا هذه المرة كما لو كان قد فاض به الكيل.
وعقب نهاية المباراة، انطلق كاسياس ناحية غرفة خلع الملابس، ولم يبق داخل الملعب، كما كان يحدث في مرات سابقة، لتحية الجماهير مع زملائه ومطالبتهم بالاستمرار في مؤازرة الفريق في المباراة المقبلة، وهو ما يعطي دلالة قوية أن قائد الفريق الملكي تنازل عن تبادل المشاعر مع المدرجات.
وقالت صحيفة «آس»: «الأهداف تسببت في انطلاق وابل من صافرات الاستهجان ضد كاسياس الذي يتحمل جزءًا بسيطًا من المسؤولية.. العلاقة بينه وبين البيرنابيو أصبحت سيئة للغاية».
ولم تفلح كلمات الدعم والإشادة للمدير الفني لريـال مدريد الإيطالي كارلو أنشيلوتي لحارسه الأساسي في تغيير الموقف، حيث قال: «كاسياس كان جيدا مثل الجميع».
وأصبح كاسياس (33 عاما)، الأيقونة القديمة لأنصار ريـال مدريد يعيش أياما عصيبة، وبات على موعد مع تحدٍ جديد غدا في مباراة فريقه أمام يوفنتوس الإيطالي في مباراة اقتناص بطاقة التأهل إلى نهائي دوري الأبطال على ملعب سانتياغو بيرنابيو، العدو الأكبر لكاسياس الذي لا يفارقه في هذه الحقبة من مسيرته، حتى عندما يواجه مهاجمي الفرق المنافسة.
وتحتدم أحداث هذا الفصل في تاريخ كاسياس مع جماهير ناديه، في الوقت الذي يسعى فيه ريـال مدريد إلى الحصول على خدمات ديفيد دي خيا حارس مرمى مانشستر يونايتد.
ورغم تأكيد كاسياس أن مستقبله يرتبط ارتباطا وثيقا بالاستمرار ضمن صفوف ريـال مدريد، قد يدفعه تردي العلاقة والانسجام بينه وبين جماهيره إلى تغيير رأيه بعد أن وصلت الأمور إلى ذروتها وإلى نقطة اللاعودة.
وتشتهر جماهير الريـال بأنها مدمرة للنجوم وويل لأي لاعب يتراجع مستواه أو يتسبب في خسارة للفريق، وما يتعرض له كاسياس ليس ببعيد عن الجناح الويلزي غاريث بيل الذي يواجه صافرات الاستهجان من المشجعين في استاد برنابيو سواء أجاد أو لم يُجِد. وضم ريـال اللاعب الويلزي البالغ من العمر 25 عاما من توتنهام هوتسبير مقابل مائة مليون يورو في أكبر صفقة في تاريخ كرة القدم، وكانت له بصمة في عامه الأول عندما أحرز هدفا في نهائي دوري الأبطال وآخر في نهائي كأس الملك الموسم الماضي، لكنه عانى مؤخرا للارتقاء لمستوى التوقعات بالإضافة لبعض الإصابات.
ويرى وكيل أعمال غاريث بيل أن اللاعب يتعرض للاضطهاد من الجماهير كما يعاني من عدم تعاون زملائه معه، حيث لا يمررون الكرة إليه بشكل كاف.
ومر الموسم السيئ لبيل في إسبانيا بمنعطف جديد بأداء متواضع في الهزيمة 2 - 1 أمام يوفنتوس في ذهاب قبل نهائي دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي وفشل مجددا في التألق في التعادل 2 - 2 مع فالنسيا فلقي ما لقيه كاسياس من صافرات غضب المشجعين.
وقال جوناثان بارنيت وكيل أعمال بيل لصحيفة «صنداي تليغراف» البريطانية قبل يومين: «يجب على ريـال العمل مع غاريث وتمرير الكرة إليه أكثر.. امنحوه بعض الوقت ودعوه يظهر للجميع ما يستطيع فعله».
وأضاف: «سيصبح أفضل لاعب في العالم في ريـال مدريد حين يعمل معه زملاؤه ويقدموا له المساعدة».
ويواجه ريـال خطر إنهاء الموسم بلا ألقاب لو فشل في الدفاع عن لقب دوري أبطال أوروبا أو التتويج بلقب الدوري الإسباني للمرة الأولى منذ 2012.
وإحصاءات بل هذا الموسم مماثلة لإحصاءاته في الموسم الماضي إذ سجل 17 هدفا وصنع عشرة في 46 مباراة مقارنة مع 22 هدفا سجلها و12 صنعها في 44 مباراة خلال موسم 2013 - 2014. لكنه واجه انتقادات بسبب اتهامات بالأنانية أمام المرمى عدم المساهمة بما يكفي في الدفاع.
وقال بارنيت: «معظم الناس ينهارون من مثل هذه الأوضاع لكن كله تصميم. كان بوسعه أن يصرخ وأن يلح على المدرب بالشكوى لكنه لا يريد مضايقة أحد، كل ناد عظيم في العالم يريد ضمه لكنه سيكون في ريـال مدريد الموسم المقبل. لن ينتقل لأي مكان آخر خلال الصيف. حين قلنا إنه يريد اللعب لريـال كان هذا صحيحا بنسبة مائة في المائة وكله تصميم على تحقيق النجاح».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».