ملتقى الأمن النسوي لمنطقة الشرق الأوسط في أربيل يبحث سبل حماية المرأة من التطرف

بمشاركة 22 دولة عربية وأجنبية والأمم المتحدة ومنظمات دولية

جانب من ملتقى الأمن النسوي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أربيل أمس ({الشرق الأوسط})
جانب من ملتقى الأمن النسوي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أربيل أمس ({الشرق الأوسط})
TT

ملتقى الأمن النسوي لمنطقة الشرق الأوسط في أربيل يبحث سبل حماية المرأة من التطرف

جانب من ملتقى الأمن النسوي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أربيل أمس ({الشرق الأوسط})
جانب من ملتقى الأمن النسوي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أربيل أمس ({الشرق الأوسط})

احتضنت مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، أمس ملتقى الأمن النسوي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي نظمته جمعية «الأمل» العراقية بالتعاون مع المجلس الأعلى لشؤون المرأة في إقليم كردستان ووزارة الداخلية في حكومة الإقليم وبمشاركة 22 دولة عربية وأجنبية وعدد من المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة.
وقالت بخشان زنكنه، الأمينة العامة للمجلس الأعلى لشؤون المرأة في إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط: «إن كل ما يجرى من فعاليات ونشاطات ومؤتمرات عبارة عن مقاومة حقيقية لفكر الإرهاب والتطرف، فالنساء أولى ضحايا الإرهاب والتطرف. فهذا الفكر يستهدف في المقدمة حقوق المرأة وكيانها ويستخدمها كسلاح لتطرفه ولجرائمه، لذا كان للمرأة دور هام في مقاومة تنظيم داعش الإرهابي عند هجومه على مناطق كثيرة مثل سنجار أو عبر المقاومة المباشرة ومقاتلة (داعش) كما حدث في كوباني».
وركزت الجلسة الثانية من الملتقى على الإيزيديات الناجيات من تنظيم داعش، وكيفية مساعدتهن، وفي هذا السياق قالت الدكتورة بشرى العبيدي، عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، لـ«الشرق الأوسط»: «نظم هذا الملتقى تحديدا للضغط على الحكومة الاتحادية، للإسراع بالعلاج النفسي والبدني للناجيات الإيزيديات اللاتي تعرضن لأمور فظيعة وجرائم لا يتخيلها العقل البشري، وهن الآن في حالة صدمة كبيرة جراء الانتهاكات الجنسية والبدنية والآلام النفسية التي تعرضن لها، وحالتهن تحتاج إلى خبراء مختصين، لذا على بغداد وضع سياسة متخصصة لاحتواء الناجيات لتمكينهن من الاندماج من جديد بالمجتمع ووضع برنامج حماية لهن». وأضافت: «سيخرج المؤتمر بتوصيات مهمة جدا وليس مجرد كلام، وببرنامج عملي قابل للتطبيق المباشر نقدمه للحكومة العراقية وجميع الجهات المختصة».
وتابعت العبيدي: «للأسف كان دور الحكومة الاتحادية خجولا جدا وجاءت الاستجابة الأولى بعد ضغط المفوضية العليا لحقوق الإنسان، إذ خصصت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية راتبا شهريا لكل ناجية، كما طالبت مفوضية حقوق الإنسان الحكومة الاتحادية بأن تكون هناك منحة بقيمة عشرة ملايين دينار عراقي لكل ناجية بشرط أن يكون على شكل عمل، وقد تمت الموافقة عليها لكن لم نشهد أي تنفيذ فعلي لها».
من جهته، قال جورج بوستين، نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، لـ«الشرق الأوسط» إن «مواجهة التطرف تحتاج إلى حلول على مستويات عدة، والمستوى الأهم هو مواجهة الإرهاب سياسيا لأن الحلول الأمنية تكتمل بالمجال السياسي». وتابع: «ندعو جميع المكونات إلى إيجاد الأرضية المشتركة للمصالحة الوطنية، وفي هذا الصدد نعتمد كثيرا على دعم الرئاسات الثلاث. والأمم المتحدة تقف مع كل المبادرات التي تهدف إلى إيجاد محفل لتطبيق تلك السياسات التي تضمن لنا التخلص من الإرهاب، هذا من جهة، ومن جهة أخرى نحن نقول إن المجتمع المدني له دور مهم جدا في مجابهة هذه الظاهرة كون جذورها عميقة في المجتمع، وأنا سعيد بهذا المؤتمر الذي يطرح الأسئلة والأجوبة لها».
بيان نوري توفيق، وزيرة الدولة لشؤون المرأة في الحكومة الاتحادية، أوضحت من جهتها لـ«الشرق الأوسط» أن «الخطة الوطنية التي تعدها الوزارة في هذا الإطار تشمل عدة محاور، منها كيفية مواجهة الإرهاب ومناهضة العنف ضد المرأة، وقدمنا مشروعا خاصا بالإيزيديات في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي إلى الحكومة إلا أنه لم ينفذ بسبب سوء الأوضاع المالية للبلد».
من جانبها، اعتبرت وفاء عبد الرحمن، مديرة مؤسسة «فلسطينيات»، أن «ما حدث للفتيات الإيزيديات يعد وصمة عار على جبين الإنسانية بأكملها، ولا يكفي ما نفعله اليوم من أجلهن بالبكاء والتعاطف معهن، بل هن بحاجة إلى تدخل فاعل وقوي لإيقاف هذه الحالة. وحتى الآن لم أرَ أي اعتذار أو وعد حقيقي أو ضمانات للإيزيديات بأن ما حدث لهن لن يتكرر».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».