احتفلت أوروبا هذا الأسبوع بالذكرى السبعين لعيد النصر في أوروبا المعروف اختصارا باسم «في داي» تخليدا لذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية في القارة الأوروبية. وبينما أقامت دول عدة، على رأسها المملكة المتحدة وروسيا، احتفالات رسمية بمشاركة كبار المسؤولين في هذه الذكرى، خيمت أجواء التوتر مع روسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا على الاحتفالات.
وبينما قاطع غالبية قادة أوروبا الاحتفالات التي أقامها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإحياء ذكرى انتهاء الحرب، حرصت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على زيارة موسكو أمس، سعيا للتهدئة. وأشادت ميركل بتضحيات جنود الاتحاد السوفياتي السابق الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية، داعية إلى التعاون مع روسيا على خلفية الخلافات حول أوكرانيا.
ووضعت ميركل إكليلا من الزهور عند ضريح الجندي المجهول قرب مقر الرئاسة الروسية في مؤشر إلى تهدئة بعد أن رفضت المشاركة في احتفالات روسيا أول من أمس بالذكرى السبعين لانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية.
تأسفت ميركل أمس لعدم تنفيذ وقف إطلاق النار في أوكرانيا رغم أنه دخل رسميا حيز التطبيق في نهاية فبراير (شباط) الماضي إثر اتفاقات «مينسك - 2» الهادفة إلى وضع حد للنزاع بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا.
وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين بحسب الترجمة الروسية لتصريحاتها: «اليوم، ليس هناك وقف لإطلاق النار حتى الآن في أوكرانيا، وكل يوم نتلقى تقارير من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تشرح في شكل موضوعي سبب عدم احترام وقف إطلاق النار». وتابعت ميركل: «لا يمكن القول إن طرفا يحترم شروط اتفاق وقف النار بنسبة مائة في المائة في حين أن طرفا آخر لا يحترمها». وأعربت المستشارة في موسكو عن «أنها عملية بالغة التعقيد. نأمل الوصول إلى وقف لإطلاق النار. ولكن ويا للأسف فإن الأمر ليس على هذا النحو».
ورغم أن اتفاقات «مينسك - 2» نصت على وقف لإطلاق النار بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لموسكو، فإن معارك لا تزال تندلع في شكل متقطع في شرق أوكرانيا وقد تصاعدت وتيرتها في الأيام الأخيرة. وبدوره، أشاد الرئيس الروسي بزيارة المستشارة الألمانية لبلاده، قائلا خلال المؤتمر الصحافي: «لا يعد سرا أن العلاقات الروسية - الألمانية لا تمر حاليا بأفضل الأوقات؛ بسبب الأحداث الحالية في أوكرانيا».
وفي هذا السياق أشار بوتين إلى الآثار السلبية الوخيمة الناتجة عن العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على بلاده بسبب الأزمة الأوكرانية. وقال إنه على الرغم من «الإهانات والمرارة» طرقت ألمانيا وروسيا طريق المصالحة. وأضاف الرئيس الروسي: «في ما يتعلق بالشكاوى من احترام أو عدم احترام اتفاقات مينسك، فإن هذه الشكاوى مصدرها الجانبان»، أي كييف والانفصاليون. وتابع بوتين: «أنا واثق من أنه لا يمكن ضمان تسوية بعيدة المدى إلا عبر حوار مباشر» بين الطرفين، مؤكدا أن روسيا ستبذل «ما في وسعها» للمساهمة في هذا الأمر.
وساءت العلاقات بين روسيا وألمانيا اللتين تربطهما علاقات في قطاعي التجارة والطاقة بمليارات الدولارات جراء النزاع في أوكرانيا والعقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بسبب دعم موسكو للمقاتلين الانفصاليين في شرق أوكرانيا.
ويذكر أن روسيا أحيت أول من أمس الذكرى السبعين لنصر الحلفاء على قوات المحور باستعراض عسكري كبير، لكن معظم القادة الغربيين قاطعوا الاحتفال احتجاجا على ضم شبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي وعلى دعم موسكو للانفصاليين في شرق أوكرانيا.
وفي العاصمة البريطانية، التقت الملكة البريطانية إليزابيث الثانية قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية بكنيسة وستمنستر في لندن، وشاركها زوجها الأمير فيليب وولي العهد الأمير تشارلز وكبار أفراد العائلة الملكية، بالإضافة إلى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وزوجته خلال قداس شكر لضحايا الحرب العالمية الثانية. ووضعت الملكة إليزابيث إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول.
أوكرانيا تخيم على احتفالات أوروبا بـ70 عامًا على انتهاء الحرب العالمية الثانية
ميركل تدعو من موسكو إلى التهدئة.. وبوتين يؤكد السعي لـ«طريق المصالحة»
أوكرانيا تخيم على احتفالات أوروبا بـ70 عامًا على انتهاء الحرب العالمية الثانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة