مصادر: الجيش الإسرائيلي ينهي تدريبات ضخمة لاجتياز الحدود مع سوريا والأردن

شملت إخلاء بلدات فلسطينية من سكانها.. وإبقاءهم في العراء طيلة 8 ساعات

فلسطينيون يتظاهرون بالقرب من حواجز وضعها الجيش الإسرائيلي رفضا لتقييد حركتهم ومنعهم من التنقل بحرية داخل قراهم ومناطقهم (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتظاهرون بالقرب من حواجز وضعها الجيش الإسرائيلي رفضا لتقييد حركتهم ومنعهم من التنقل بحرية داخل قراهم ومناطقهم (أ.ف.ب)
TT

مصادر: الجيش الإسرائيلي ينهي تدريبات ضخمة لاجتياز الحدود مع سوريا والأردن

فلسطينيون يتظاهرون بالقرب من حواجز وضعها الجيش الإسرائيلي رفضا لتقييد حركتهم ومنعهم من التنقل بحرية داخل قراهم ومناطقهم (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتظاهرون بالقرب من حواجز وضعها الجيش الإسرائيلي رفضا لتقييد حركتهم ومنعهم من التنقل بحرية داخل قراهم ومناطقهم (أ.ف.ب)

أنهى الجيش الإسرائيلي، أمس، أسبوعا كاملا من التدريبات الضخمة بقيادة رئيس أركانه الجديد جادي آيزنقوط، ومشاركة قوات برية من جميع الألوية، تساندها قوات سلاح الجو والبحرية. وفي الوقت الذي شدد فيه الناطق العسكري على أنها مجرد تدريبات عادية مخططة لها سلفا، إلا أن مراقبين عسكريين أشاروا إلى أنها شملت إجراء تجارب على مهمات غير عادية، بينها اجتياز الحدود مع الأردن وسوريا.
وتبين من المعلومات المتاحة عن هذه التدريبات أن الجيش تدرب على ملاحقة عناصر عربية مسلحة، تحاول ضرب إسرائيل والعودة إلى الأردن، وأيضا على اجتياح في الجهة الشرقية من هضبة الجولان السوري المحتل. وقد تم استدعاء قوات من جيش الاحتياط (نحو 1500 عنصر مقاتل)، مما يدل على الأهمية الكبرى التي تعطى لهذه التدريبات ومواضيعها. وقد شملت التدريبات شملت إخلاء بلدات فلسطينية من السكان وإبقاءهم في العراء طيلة 8 ساعات.
وحول اختيار الأردن وسوريا، قال جنرال متقاعد إن هنالك فرقا جوهريا بين اجتياز الحدود الأردنية، وبين اجتياز الحدود السورية، ففي الأردن «يأتي الخطر من قوى التطرف الإرهابي، أمثال تنظيم داعش، التي تسعى إلى زيادة قوتها في هذا البلد وزعزعة الاستقرار. ولجوء ملايين السوريين والعراقيين إلى الأراضي الأردنية، يجعلنا نأخذ في الحسبان احتمال تسلل عناصر إرهابية لا تريد الخير للأردن أو لإسرائيل، ذلك أن هذه العناصر، ولكي تبرر نشاطها التخريبي في الأردن، تعمل على تنفيذ عمليات نوعية أو صورية ضد إسرائيل، وفي الحالتين فهي تهدد أمننا بالخطر، خصوصا أن أطول خط حدود لإسرائيل يقع مع الأردن. وهذه الحدود ليست محكمة الإغلاق. وقد تقرر بناء سياج أمني على طول هذه الحدود، ولكن إنجاز مهمة كهذه يحتاج إلى وقت وموازنة خاصة».
أما بخصوص سوريا، فقال الجنرال المذكور إن «الحديث يجري عن تطورات جديدة في هذا البلد، تنذر بتغيرات جوهرية قد تستدعي تدخلا إسرائيليا. وعلى إسرائيل أن تكون جاهزة لمجابهة المتطرفين، ليس فقط بالاستعدادات العسكرية الدفاعية فحسب، بل أيضا بقوة الردع».
وكان الجنرال أفرايم هليفي، الرئيس السابق للموساد (جهاز المخابرات الخارجية)، قد أشار إلى التغييرات التي يجريها آيزنقوط في الجيش الإسرائيلي، إذ أوضح أنه «في السنوات الأخيرة أولى قادة الدولة أهمية كبرى ومتزايدة لقاعدة استراتيجية هي (ردع العدو)». وأضاف موضحا «لن أفاجأ إذا اتضح أننا لم نحقق في العقود الأخيرة أي هدف استراتيجي على امتداد خطوط المواجهة، باستثناء 40 سنة من الهدوء على امتداد الخط الذي يفصل بين إسرائيل وسوريا، وهو إنجاز يواجه أيضا الخطر على ضوء تفكك نظام الأسد.. فهل قدّرنا، مثلا، أن حماس ستصمد 50 يوما وتنهي الحرب كما أنهتها؟ هل أخطأنا في تكهن وفهم النتيجة؟ وإذا لم نحقق شيئا بالطريقة التي سلكناها، أليس هذا هو الوقت المناسب لفحص بدائل أخرى؟ فكل هذه الأمور تتطلب الفحص وتتطلب التفتيش عن وسائل وأدوات جديدة لمجابهتها، وهذا ما يفعله جيشنا وأتمنى أن تفعل مثله الحكومة الجديدة القديمة التي تستعد لتولي السلطة في إسرائيل هذه الأيام».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.