عاصفة غضب سعودية في صعدة.. و«التحالف»: القادم سيكون أشد من «الحزم»

عسيري: المتمردون يحاولون إجهاض الأعمال الإنسانية باستهدافهم السعودية

جانب من المؤتمر الصحافي للمتحدث الرسمي لقوات التحالف (واس)
جانب من المؤتمر الصحافي للمتحدث الرسمي لقوات التحالف (واس)
TT

عاصفة غضب سعودية في صعدة.. و«التحالف»: القادم سيكون أشد من «الحزم»

جانب من المؤتمر الصحافي للمتحدث الرسمي لقوات التحالف (واس)
جانب من المؤتمر الصحافي للمتحدث الرسمي لقوات التحالف (واس)

أطلقت السعودية عاصفة غضب من أجل الدفاع عن المواطن السعودي واليمني، وذلك بعد أن استهدفت الميليشيات الحوثية خلال الأيام الماضية الحدود والمدن السعودية، محذرة المتمردين على الشرعية اليمنية بأن القادم سيكون أشد من عمليات «عاصفة الحزم»، حيث استهدفت طائرات التحالف صعدة ومران وعتق، وضربت مراكز الاتصالات والقيادة التي انطلقت منها الأعمال ضد السعودية.
وقال العميد أحمد عسيري، إنه لن يكون هناك تراخٍ في موضع الهدنة في اليمن، وإذا لم يقبل الحوثيون بذلك، فنحن مستمرون.
وأوضح العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن الميليشيات الحوثية، استهدفت المواطن السعودي خلال الأيام الثلاثة الماضية، نتيجة لتغيّر الأوضاع على الطبيعية وتغيّر نوع التهديد، وبالتالي كانت الاستجابة مختلفة، مشيرًا إلى أن المملكة في حالة دفاع عن مواطنيها وعن مدنها وسلامة وأمن حدودها.
وقال العميد عسيري خلال المؤتمر الصحافي في مطار القاعدة الجوية بالرياض، أمس، إن القوات المسلحة السعودية بمشاركة قوات التحالف، قامت بعمل مزدوج خلال العمليات التي نفذتها في الـ24 ساعة الماضية استجابة للتهديد الذي تعرضت له مدن السعودية، مؤكدًا في نفس الوقت استمرار العمل على تحقيق الأهداف المحددة لعملية «إعادة الأمل».
وأشار المتحدث باسم قوات التحالف إلى أن عملية «إعادة الأمل» حددت لها ثلاثة أهداف رئيسية هي منع التحركات للميليشيات الحوثية داخل اليمن من مهاجمة المدن، وحماية أمن وسلامة المواطن اليمني، وتسهيل أعمال الإغاثة والدعم الإنساني داخل اليمن، مبينًا أن سلبية استجابة الميليشيات الحوثية رغم كل المبادرات التي ذكرت خلال الأيام الماضية، كان نتيجتها التصعيد باستهداف المدن السعودية، وأصبح لدينا هدف جديد من خلال العمليات وهو حماية المدن السعودية وضمان أمن وسلامة المملكة، إضافة إلى أمن وسلامة المواطن اليمني وسلامة المدن اليمنية ضد ممارسات الميليشيات الحوثية.
ولفت المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي إلى أن العمليات التي نفذتها قوات التحالف أول من أمس، كانت بالتوازي من عمليات المعادلة التي اختلفت، وبالتالي كانت الاستجابة مختلفة، حيث إن هناك معلومات مؤكدة أن من خطط للعمليات وحرض على تنفيذها يتحصنون في مران وصعدة وجزء منهم في مدينة حجة، وتمت مهاجمة مراكز القيادة والسيطرة ومراكز الاتصالات ومراكز التحكم التي كانت تطلق منها العمليات الحوثية ضد المدن السعودية، فيما استغل المتمردون المستشفيات المساكن من داخل المدنيين.
وأضاف: «نعمل بالتوازي من خلال قيادة التحالف ومن خلال القوات المسلحة السعودية لتحقيق الهدف الأساسي وهو حماية المواطن السعودي وحماية المواطن اليمني على حد سواء، ونفذت القوات المسلحة السعودية وقوات التحالف عمليات استهدفت الأماكن التي أطلقت منها العمليات ضد المواطن السعودي في المدن السعودية، ولكن قيادة التحالف والقوات المسلحة السعودية لم تتخلَّ عن دورها في عملية (إعادة الأمل)».
وذكر العميد ركن عسيري، أن الميليشيات الحوثية تحاول إجهاض أعمال الإغاثة الإنسانية التي تقوم بها قوات التحالف والمجتمع الدولي بتوسيع نطاق العمليات العسكرية، محاولة نقلها إلى حدود المملكة، مؤكدًا أنها ستجد الإجابة الشافية والكافية لهذا النوع من الأعمال، وأن قوات التحالف نفذت عمليات في أحياء مدينة عدن في خور مكسر والمعلا ضد تجمعات الميليشيات الحوثية التي تواصل أعمال الكر والفر داخل المدينة، لترويع المواطنين ومنع اللجان الشعبية من ممارسة دورها في حماية المواطن اليمني، كما استهدفت العمليات أمس جميع مراكز القيادة وتجمع العربات والمعدات العسكرية في منطقتي صعدة ومران والمواقع التي استولت عليها الميليشيات من مواقع الجيش اليمني السابقة.
وناشد المتحدث باسم قوات التحالف، المواطنين اليمنيين الذين يوجدون في منطقتي صعدة ومران، بالابتعاد عن هذه المواقع والمناطق التي تنفذ الميليشيات الحوثية منها عملياتها، مشيرًا إلى أن مهلة إخلاء هذه المواقع والمناطق انتهت في الساعة السابعة مساء أمس بتوقيت السعودية، حيث ابتدأ تنفيذ الرد المناسب لهذه الميليشيات وقياداتها الذين استهدفوا أمن وسلامة المواطن السعودي، وأصبحت صعدة ومران منطقتين عسكريتين يجب أن يُستهدفا.
وأكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن القوات المسلحة السعودية وقوات التحالف تعمل على مستويين، عمليات قريبة على الحدود تستهدف من ينفذ هجمات تجاه الحدود والمدن السعودية، وعمليات في العمق تستهدف منطقة صعدة ومدينة مران، إضافة إلى الاستمرار في دعم اللجان الشعبية والمقاومة في جميع أرجاء الجمهورية اليمنية.
وأضاف: «استهدفت قوات التحالف مدرج مطار في مدينة عتق كانت الميليشيات الحوثية تحاول استعادته، حتى لا يتم استغلالها من الميليشيا أو من يحاول أن يدعمها، حيث كانت هناك محاولات في الآونة الأخيرة لعودة بعض الطائرات لتمويل هذه الميليشيات».
وحول العمليات البرية، أوضح العميد عسيري، أن القوات البرية الملكية السعودية، وحرس الحدود، والحرس الوطني ينفذون واجباتهم في حماية المدن السعودية ومنع الميليشيات الحوثية من القيام أو توسيع نطاق عملياتها خلال هذه لحظة انعقاد المؤتمر (أمس)، مشيرا إلى وجود اشتباكات مستمرة ومنع محاولات تسلل من قبل الميليشيات نظرًا لما يواجهونه من ضغط في مدينة صعدة وما حولها.
وأكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن قيادة التحالف تواصل القيام بحق الزيارة والتفتيش لجميع الوسائط البحرية والسفن التي تتجه للموانئ اليمنية لمنع عملية الإمداد للميليشيات الحوثية، وكذلك تسهيل أعمال الإغاثة إلى المدن والموانئ اليمنية.
وحول دخول القوات البرية، وكذلك قوات الحرس الوطني للأراضي اليمنية، أجاب المتحدث باسم قوات التحالف، أنه لا يوجد توغل داخل الأراضي اليمنية، وإذا تطلب الأمر سينفذ في حينه. وقال: «الهدف هو منع هذه الجماعات من الاقتراب من الحدود، ومهاجمة المناطق التي انطلقت منها هذه الجماعات».
وأوضح العميد عسيري، أن من يقوم بالعمل داخل عدن هي لجان شعبية مكونة من مواطنين ليست لديهم الخبرة العسكرية ولا التسليح النوعي الذي يوازي هذا النوع من العمليات، وهناك فرق بين شخص معه دبابة، ومجموعة معه أسلحة ليست لديها الخبرة الكافية، لافتًا إلى أن قوات التحالف والقيادة السياسية اليمنية تعمل على تجهيز وتدريب هذه اللجان، ولكن النتائج تحتاج إلى صبر لتحقيق نتائج إيجابية على الأرض.
وأضاف: «بناء المقاومة الشعبية يحتاج إلى وقت من الزمن، لكن وصول اللجان والمقاومة الشعبية إلى تعادل في الموقف على الأرض مع الميليشيات الحوثية، فهذا يعتبر جهدا بالنسبة لهم للمقاومة واللجان الشعبية، ولكن النتائج تحتاج إلى صبر».
وحول الإعلان عن موعد ضرب صعدة ومران، وإعطاء فرصة للحوثيين بالهروب، أكد المتحدث باسم القوات التحالف، أن هناك التزاما أخلاقيا وواجبا إنسانيا من قوات التحالف، وهو عدم استهداف المواطنين العزّل الذين ليس لهم علاقة بالميليشيات الحوثية، مؤكدًا حرص قوات التحالف على أن يكون المواطن اليمني على وعي تام، وأن العمليات الجديدة ستكون مختلفة بالشدة والكثافة، وبالتالي نطلب من المواطنين الابتعاد عن التجمعات وأن يتركوهم يواجهون مصيرهم وإذا حاولوا الهرب سيجدون بالمرصاد القوات الجوية التي تتعامل مع الحدث في وقته.
وأشار المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي إلى أن عمليات «إعادة الأمل» لن تتأثر بعمل القوات المسلحة السعودية باستهداف صعدة ومران، لا من ناحية وجود القوات ولا من ناحية الجهد القتالي ولا من ناحية الأهداف، مشددًا على أن أمن المواطن اليمني والمواطن السعودي هما في كفة واحدة.
وأضاف: «ما جرى تنفيذه في عتق وعدن وصعدة يوم أمس، هو دليل على مقدرتنا على استدامة عمليات التحالف في جميع المناطق في اليمن، وسيجدون من الشدة ما لم يجدوه في (عاصفة الحزم)».
وأكد العميد عسيري، أن عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، ونظيره الأميركي جون كيري، تركا الخيار لدى الطرف الآخر في القبول، مؤكدًا أن الميليشيات الحوثية رفضت جميع المحاولات في السابق لإيجاد هدنة، بل عمدت إلى التصعيد باستهداف المدن السعودية، مشيرًا إلى أن قوات التحالف ستلتزم بهذه المهلة، ولكن إن لم تلتزم الميليشيات الحوثية بالقرار فالعمليات مستمرة ولن يكون هناك تراخٍ في موضوع الهدنة.
وكانت قيادة التحالف أعلنت أن مقاتلاتها نفذت أول من أمس غارات جوية على مركزين للتحكم والسيطرة تابعين للميليشيات الحوثية ببني معاذ، ودمرت مصنعًا للألغام بصعدة القديمة، بالإضافة إلى قصف لمجمع الاتصالات في المثلث بصعدة، كما قصفت طائرات التحالف مركزًا للقيادة الحوثية بمذاب الصفراء شمال صعدة، ودمرت مقرّ قيادة للميليشيا الحوثية بمديرية ساقين بصعدة.



السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)