مدربون وطنيون: لن تحل مشكلات الاتحاد دون رحيل بيتوركا

العبدلي والثقفي اتفقا على وجود حلقة مفقودة بين المدرب واللاعبين

بيتوركا (تصوير: محمد المانع)  -  من مباراة الاتحاد الأخيرة في كأس الملك أمام القادسية (واس)
بيتوركا (تصوير: محمد المانع) - من مباراة الاتحاد الأخيرة في كأس الملك أمام القادسية (واس)
TT

مدربون وطنيون: لن تحل مشكلات الاتحاد دون رحيل بيتوركا

بيتوركا (تصوير: محمد المانع)  -  من مباراة الاتحاد الأخيرة في كأس الملك أمام القادسية (واس)
بيتوركا (تصوير: محمد المانع) - من مباراة الاتحاد الأخيرة في كأس الملك أمام القادسية (واس)

أكد اللاعب السابق والمدرب الوطني الحالي محمد العبدلي، أن المستويات الأخيرة التي بات يقدمها فريق الاتحاد تشير إلى وجود مشكلة فنية وإدارية واضحة، مؤكدا أنه من الصعب مطالبة اللاعبين بمستويات فنية عالية في ظل تأخر مستحقاتهم المالية، مبينا أن من الطبيعي أن ينعكس ذلك على نفسياتهم.
وقال العبدلي لـ«الشرق الأوسط» بأن رحيل المدرب الروماني بيتوركا بات مطلبًا هاما في ظل المستويات الفنية الضعيفة التي يقدمها الاتحاد في الآونة الأخيرة، إلى جانب العلاقة «غير الجيدة» التي تربطه باللاعبين، مبينًا أن إدارة الاتحاد لم تقصر في منح المدرب الصلاحيات وتوفير ما لم يتوفر لغيره من المدربين بغية تحقيق النجاح، لكنه مع ذلك لم يقدم ما يشفع له في الاستمرار.
وأشار العبدلي إلى أن عدم تقديم بيتوركا المأمول منه ليس باعتباره مدربا فاشلا، بل لكون التوفيق لم يحالفه.
وتابع: «لقد تسلم مهمة الإشراف على الفريق وهو يحتل المركز الثاني في سلم ترتيب الدوري السعودي برصيد 18 نقطة وبفارق الأهداف عن المتصدر فريق النصر، قبل أن يتراجع للمركز الرابع بعد 16 مباراة تولى الإشراف عليها».
وواصل العبدلي حديثه: «لاعبو الاتحاد ليسوا بذلك السوء، وهبوط مستوياتهم أمر وارد، لكن لا بد له من مسببات، وقد تكون للعلاقة غير الجيدة التي تجمعهم بالمدرب سببا في ذلك الأمر الذي يشير إلى أن أفضل حل هو رحيل المدرب في ظل أن نجاحه فقط مرتبط بالمجموعة، ولا يمكن لمدرب أن ينجح في ظل توتر علاقته مع اللاعبين».
وأضاف: «ارتكب بيتوركا أخطاء فنية في عدد من المباريات إلى جانب عدم ثباته على تشكيلة أساسية حيث ينتهج سياسية التغيير من مباراة إلى أخرى، إلى جانب أخطائه في التعامل مع المباريات الكبيرة، الأمر الذي أجد معه أنه لن يذهب بعيدًا بالفريق».
وشدد العبدلي على أن الظهير الأيسر لفريق الاتحاد محمد قاسم لا يصلح في مركزه الحالي، مبينًا أنه لاعب وسط في الأساس، مبينا أنه يعلم بهذا الأمر لكونه أشرف عليه فنيا خلال تدرجه في الفئات السنية بالنادي.
وبين العبدلي أن قاسم ظلم بوضعه ظهيرا أيسرا، وهذا سيدفع الفرق المنافسة للاستفادة من أخطائه وتهديد الشباك الاتحادية عن طريقه، مؤكدا أن ما يقدمه قاسم حتى الآن «أمر يشكر عليه».
وأبان العبدلي أن الاتحاد بحاجة لمدرب ورباعي أجنبي على مستوى عال يشكلون إضافة جيدة للفريق، مشددًا على أن عودة محمد نور إلى مشاركة الفريق بعد رفع العقوبة الانضباطية عليه من قبل المدرب الروماني بيتوركا سيشكل إضافة فنية.
وكشف أن الفريق بحاجة للاعب بخبرة نور، باعتباره عنصرا محفزا لزملائه داخل أرض الملعب، منوهًا بأن حاجة الفريق لنور تكاد تكون ملحة في الفترة الحالية، في ظل صغر سن اللاعبين وحاجتهم للاعب خبرة يوجههم خصوصًا في المباريات الكبيرة والحاسمة.
وقال: «اللاعبون أمثال نور تحتاجهم في المباريات الكبيرة أكثر منهم في أي مباراة أخرى، وعودته للمشاركة مع الفريق أمر جيد».
وواصل: «صحيح أن نور ليس بذات العطاء إبان عامي 2004 و2005 إلا أن نور يظل اللاعب الأبرز لديه ما يقدمه مع الفريق فاللاعب عاشق للكرة ويزاولها في أي مكان وباستمرار حتى في حال فرض عليه المدرب عقوبة انضباطية بإبعاده».
من جهته اتهم المدرب الوطني عادل الثقفي، الروماني بيتوركا بتحويله لاعبي الاتحاد في الوقت الحاضر إلى «أنصاف لاعبين»، مبينا أن الاتحاد يملك لاعبين مميزين وصغارا في السن، إلى جانب محترفين يعدون الأفضل مثل ماركينهو وسان مارتين، مشيرا إلى أن مثل هؤلاء يؤدون أدوارًا باجتهادات شخصية وليس بتوجيه من المدرب.
وأبان الثقفي أن هناك حلقة مفقودة بين المدرب واللاعبين، متوقعًا أن رحيل المدرب تزامنًا مع نهاية الموسم الرياضي سيكون أمرا إيجابيا، وقال: «أعتقد أن المسألة أصبحت نفسية بين اللاعبين والمدرب، فكلما أحب اللاعبون مدربهم قدموا الأفضل معه والعكس صحيح».
وواصل: «بيتوركا قدم مستوى تكتيكيا عاليا وخدمه الظهور الجيد للاعبين في المباراة، ومن الطبيعي أن لا يوفق في بعض المباريات، إذ إن له أخطاء فنية في عدد منها، إلى جانب التغييرات الغريبة وفي الوقت غير المناسب والمباريات غير المناسبة».
وأضاف: «بعكس ما نشاهده في مباريات أخرى، نجده (بيتوركا) يدخل المباراة العادية بتشكيلة جيدة جدًا على عكس المباريات الحاسمة حيث يظهر بتشكيلة غريبة».
وتابع حديثه: «ما يظهر أنه لا يوجد هناك توافق فني بين اللاعبين والمدرب وأعتقد أن هناك سوء توظيف لبعض المراكز في الفريق».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».