قادة أحزاب التحالف الحكومي في المغرب يجتمعون اليوم للتحضير للانتخابات البلدية

يبحثون التحالفات وتسريع وتيرة الإصلاحات

قادة أحزاب التحالف الحكومي في المغرب  يجتمعون اليوم للتحضير للانتخابات البلدية
TT

قادة أحزاب التحالف الحكومي في المغرب يجتمعون اليوم للتحضير للانتخابات البلدية

قادة أحزاب التحالف الحكومي في المغرب  يجتمعون اليوم للتحضير للانتخابات البلدية

علمت «الشرق الأوسط» أنه من المتوقع أن يجتمع، اليوم (الجمعة)، بمقر رئاسة الحكومة المغربية، قادة أحزاب التحالف الحكومي، الذي يضم عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وصلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ومحند لعنصر، الأمين العام للحركة الشعبية، ونبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية.
وكشفت مصادر عليمة لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماع سيخصص لتدارس موضوعين اثنين؛ الأول يتعلق بالتحضير للمسلسل الانتخابي المزمع عقده في 4 سبتمبر (أيلول) المقبل، خصوصا بعد مصادقة مجلس الحكومة الذي انعقد صباح أمس على مشروع قانون تنظيمي، يسمح بقيام تحالفات انتخابية عبر قوائم مشتركة لمرشحي الأحزاب السياسية.
وأضاف المصدر ذاته أن قادة التحالف سيشرعون في تدارس إمكانية قيام تحالفات في بعض البلديات، والتفكير في سبل التنسيق الانتخابي بين مرشحي الائتلاف في الدوائر الأخرى.
وذكر المصدر أن النقطة الثانية المطروحة على جدول عمل اجتماع قادة الائتلاف الحكومي، الذي يتزعمه حزب العدالة والتنمية، ستخصص لاتخاذ التدابير التي من شأنها تسريع وتيرة الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على بعد سنة ونصف السنة من انتهاء الولاية الحكومية. كما أشار المصدر إلى أن الأغلبية ستتطرق بشكل أساسي للقضايا المرتبطة بتنزيل الإصلاحات المتعلقة بنظام المعاشات، الذي تأخر التوافق بشأنه بين الحكومة والاتحادات النقابية، حيث يرجح أن تعلن الحكومة خلال الدورة التشريعية الحالية عن الصيغة المعتمدة لإصلاح صناديق التقاعد المهددة بالإفلاس مع مطلع سنة 2020.
ولم تستبعد المصادر أن يجري الحديث عن الإكراهات المتعلقة بالإصلاح صندوق المقاصة (صندوق دعم المواد الأساسية)، خصوصا فيما يتعلق بالكيفية التي ستعتمدها الحكومة لتحرير أسعار قنينة الغاز المنزلية، حيث تعتزم تقديم دعم اجتماعي للفقراء، مقابل تحرير أسعار غاز البوطان بعد إجراء الانتخابات البلدية المقبلة.
وفي ارتباط بذلك، نفى المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن يخصص قادة التحالف حيزا من الاجتماع للرد على الانتقادات التي وجهها قادة المعارضة للحكومة ورئيسها، والتي بلغ مداها حد كشف مصطفى الباكوري، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، عن غضب العاهل المغربي الملك محمد السادس على رئيس الحكومة، بسبب إقحام الملك في المعترك السياسي، وأوضح المصدر أن قادة الأغلبية لن ينزلقوا إلى مستنقع الملاسنات الكلامية، والرد على ما يقوم به الآخرون، في إشارة ضمنية لقادة المعارضة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.